غضب في المغرب إثر تعذيب أم لطفلتها بالكيّ

25 نوفمبر 2020
الجريمة ارتكبت بمدينة العرائش منذ حوالي ستة أشهر (Getty)
+ الخط -

أثار مقطع فيديو يظهر سيدة مغربية وهي تقوم بتعنيف ابنتها بطريقة وحشية، جدلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، وأعاد إلى الأذهان حوادث اعتداء صادمة سجلت خلال الأشهر الماضية.

ويكشف المقطع الذي يجري تداوله، منذ ليلة أمس الثلاثاء على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، سيدة تقوم بشل حركة ابنتها التي لا يتجاوز عمرها 9 سنوات، قبل أن تقوم بكيّها بطريقة وحشية على أنفها أمام باقي أطفالها وزوجها. ويظهر المقطع الطفلة وهي تصرخ وتستعطف والدتها التي كانت مصرة على تعذيبها، حيث عمدت على شل حركتها، وكيها بشوكة على مستوى أنفها دون اهتمام لصراخ طفلتها، وصدمة أبنائها الآخرين.

وانتشر المقطع بكثافة صباح الأربعاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وطالب ناشطون السلطات بفتح تحقيق في الفيديو وبإنزال أشد العقوبات على الأم حتى تكون عبرة للآخرين، وعلى الشخص الذي قام بتصوير المقطع وامتنع عن تقديم المساعدة لطفلة في حالة خطر.

وعلق الصحافي المغربي خالد فاتحي، على واقعة تعنيف الأم لابنتها بالقول: "لا يملك المرء أمام هذا المشهد الوحشي الصادم إلا أن يقول حسبي الله ونعم الوكيل، مع من نشارك العيش في هذا العالم، أناس فقدوا حس الإنسانية وتحولوا إلى وحوش بشرية تنهش فلذات كبدها..عذرا على قساوة المشهد وفظاعته".

وكتب رئيس جمعية منتدى الطفولة عبد العالي الرامي، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "رأيت بفيديو يدمي القلب أما تعنف طفلة بدون رحمة ولا شفقة، وتنعت الطفلة بالعاهرة في حضور أطفال أصغر منها لكي يتعظوا!".

وفيما دعا صاحب حساب" شباب تطوان جبالة" بموقع التواصل الاجتمالي "فيسبوك" إلى  معاقبة أم الطفلة و مَن كان يقوم بعملية التصوير، طالب الصحافي يوسف الحايك المصالح الأمنية بالمنطقة الإقليمية بالعرائش ( شمال غرب المغرب) التابعة لولاية أمن تطوان بالتحرك وإنقاذ هذه الطفلة وإخوانها. وقال إسماعيل بويعقوب في تدوينة له: "لم أنم ليلة أمس وأنا أشاهد أما تعذب طفلتها بطريقة وحشية.. أيّ زمن أصبحنا نعيش فيه!... في انتظار التأكد من مكان وتاريخ تسجيل الفيديو على السلطات الأمنية التحرك".

وبالتزامن مع مطالب رواد التواصل الاجتماعي، باشرت السلطات الأمنية المغربية أبحاثا وتحريات مكنت من تحديد هوية الأم المتورطة في الاعتداء على ابنتها القاصر، وتحديد زمان ومكان ارتكاب هذه الجريمة بمدينة العرائش منذ حوالي ستة أشهر تقريبا.

وكشف السلطات الأمنية، في بيان صدر اليوم الأربعاء، أنه تم إخضاع المشتبه فيها للبحث القضائي الذي يجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية، في انتظار إحالة المعنية بالأمر على العدالة بمجرد استكمال إجراءات البحث التمهيدي.

ويأتي حادث تعنيف الوالدة لابنتها، في وقت تعرف فيه جرائم الاعتداء على الأطفال تزايداً خلال الأسابيع الفائتة، بحيث اضطرت الحكومة المغربية في 19 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى إطلاق حملة وطنية لتعزيز حماية الأطفال ضد مختلف أشكال الإساءة والعنف والاستغلال والإهمال، بما في ذلك العنف الممارس عبر الإنترنت.

وتروم الحملة التي ستمتد لستة أشهر التوعية بمخاطر العنف، وتثمين دور الأسر والفاعلين في حماية الأطفال، وإشاعة قيم التربية المبنية على التواصل والاستماع لآراء الأطفال، وزيادة الوعي بأهمية رفع كفاءاتهم المعرفية باعتبارهم شركاء في جهود الوقاية والحماية.

وتسعى إلى ترسيخ ثقافة التضامن ونبذ العنف، والتشجيع على التبليغ، وعدم التسامح مع أشكال العنف الذي يتعرض له الأطفال، بمن فيهم الأطفال المهملون، وأطفال الشارع، والأطفال المهاجرون غير المرفوقين بعائلاتهم.

وتعتمد الحملة على بث مقاطع فيديو لإثارة نقاش عمومي يؤطره خبراء في العلوم الطبية والنفسية والاجتماعية والقانونية والدينية، وذلك عبر برامج تلفزيونية وإذاعية، وعبر الصحافة الورقية والإلكترونية، وشبكات التواصل الاجتماعي.

المساهمون