"يونسكو" توسع قائمتها للتراث غير المادي لتشمل عمالاً واحتفالات وأطعمة تقليدية

أدرجت منظمة يونسكو الأربعاء ضمن قائمتها للتراث الثقافي غير المادي سلسلة مهارات ومعارف، بينها المعرفة الفنية التي يتمتع بها عمال بناء الأسقف ومصممو الزينة الباريسيون، تقديراً لمساهماتهم في تشكيل الأسطح الشهيرة لمدينة النور.

وقد ساهم عمال بناء الأسقف المتخصصون بالزنك، وهو معدن رمادي يغطي حوالى 80% من الأسطح الباريسية، إلى جانب عمال الزينة، في إعادة بناء كاتدرائية نوتردام.

وكان الطلب المقدم في عام 2017 قد اختير من وزارة الثقافة الفرنسية في نهاية عام 2022، ورُفع إلى "يونسكو" باعتباره اختيار فرنسا في مارس/ آذار 2023. وهو من بين 67 ملفاً درستها هذا الأسبوع اللجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي، المجتمعة منذ الاثنين في أسونسيون عاصمة الباراغواي.

وأدرجت "يونسكو" أيضاً الأربعاء الاحتفالات المعروفة بـ"فان فير" fete foraine التي تُمارس في مدن بلجيكا وفرنسا وقراهما من خلال فعاليات ترفيهية في الهواء الطلق، على قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، بناءً على طلب فرنسي بلجيكي، اعترافاً بـ"أسلوب حياة متنقل" غني بالتقاليد.

تنتقل هذه الملاهي من مدينة إلى أخرى وفق جدول زمني محدد، من فبراير/ شباط إلى نوفمبر/ تشرين الثاني. وتنبثق من "تقليد طويل يعود تاريخه إلى العصور الوسطى"، في حين أن الشكل الحالي لهذه الأنشطة "تطور في نهاية القرن التاسع عشر".

وتتضمن هذه الفعاليات المتنقلة أكشاك طعام وألعاباً تقوم على المهارة والحظ، إضافة إلى ألعاب أخرى تقليدية وحديثة، بينها الدوامات والأفعوانيات، بحسب ملف الترشيح.

علوم وآثار

التحديثات الحية

"يونسكو" تدرج الحنّة وصابون نابلس وحلب في قائمة التراث الثقافي

طعام في قائمة "يونسكو"

كذلك، أدرجت "يونسكو" ضمن القائمة عينها الطرق التقليدية لصنع الجبن الحرفي في ولاية ميناس جيرايس في جنوب شرق البرازيل.

يُعرف هذا الجبن المصنوع من حليب البقر الخام باسم "ميناس جيرايس" Queijo Minas (جبن ميناس)، في إشارة إلى اسم الولاية التي تشهد إنتاجه والمعروفة بأنشطة التعدين والزراعة، وهي ثاني أكبر ولاية في البرازيل من حيث عدد السكان مع أكثر من 20 مليون نسمة.

وتحتل "ميناس جيرايس" أيضاً صدارة الولايات المنتجة للحليب والجبن في البلد الأميركي الجنوبي العملاق، وتضم حوالى 9000 منتِج يصنعون هذا الجبن بطريقة حرفية، غالباً ضمن مزارع عائلية ريفية.

كذلك أدرجت "يونسكو" ضمن قائمتها للتراث الثقافي غير المادي "المهارات المرتبطة بتحضير طبق الأتيكيه التقليدي" في ساحل العاج.

وقالت المندوبة الدائمة لساحل العاج لدى "يونسكو"، راماتا لي-باكايوكو: "إنه طبق أساسي من مطبخ ساحل العاج الغني، ومتجذر بعمق في الحياة اليومية للمجتمعات"، مضيفة أن "طبق الأتيكيه يُتناوَل يومياً وخلال مناسبات مختلفة، كحفلات الزفاف أو الجنازات أو الأعياد".

يُعَدّ الأتيكيه، وهو عبارة عن سميد الكسافا، ويُتناوَل إلى جانب الأسماك واللحوم مع صلصة، أحد الأطباق المُستهلكة يومياً في ساحل العاج وعدد كبير من دول غرب أفريقيا.

يُعَدّ من درنات الكسافا التي تتعرض للتجفيف والطحن والنخل. ويُخلط الدقيق الذي يُحصَل عليه مع الكسافا المخمرة ثم يُطهى المزيج على البخار. ومع مرور الوقت، أصبح هذا الطبق رمزاً لثقافة ساحل العاج وعنصر فخر يُصدَّر عبر القارة. وأوضحت لي-باكايوكو أنّ "المهارات المرتبطة بإعداد الأتيكيه تعتمد على حركات دقيقة وتقنيات تقليدية توارثتها الأجيال على مدى قرون".

إلى ذلك، أدرجت "يونسكو" في قائمتها فطيرة الكسافا المقرمشة التي تُعَدّ باستخدام دقيق الكسافا. وقد رشّحت فنزويلا وكوبا وجمهورية الدومينيكان وهايتي وهندوراس هذا التقليد الذي يعود إلى الشعوب الأصلية.

والكسافا نوع من الخبز دائري ومسطح له أحجام متعددة، ويُتناوَل على نطاق واسع مع المأكولات التقليدية في مختلف أنحاء دول البحر الكاريبي، واكتسب شعبية بين مستهلكي المنتجات الخالية من الغلوتين، وغالباً ما يُستهلَك مع اللحوم أو الخضر أو الجبنة أو الصلصات.

وتضاف كل تلك الأطعمة إلى قائمة "يونسكو" للتراث الثقافي غير المادي التي تشمل على سبيل المثال بيتزا نابولي الإيطالية والمنقوشة اللبنانية.

(فرانس برس)