علاء الدين كوكش... مسيرة مليئة بالإنجاز الدرامي

09 ديسمبر 2020
يعد مسلسل "أسعد الوراق" عام 1975 من أشهر أعمال المخرج الراحل (فيسبوك)
+ الخط -

قبل أيام، أعلن عن وفاة المخرج السوري المعروف علاء الدين كوكش، عن عمر ناهز 78 عاماً، بعد مسيرة فنية طويلة أنجز خلالها العديد من الأعمال التلفزيونية، بالإضافة إلى كتابته لعددٍ من المسرحيات والأفلام التلفزيونية، وكتابات أخرى في مجالات مختلفة.  

ونعى عدد من الفنانين والمخرجين السوريين، كوكش، على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، متأسفين على رحيله. إذ قالت الممثلة يارا صبري: "الأستاذ المخرج علاء الدين كوكش في ذمة الله. كنت قد عملت بإدارته في أكثر من عمل تلفزيوني وتعلمت منه الكثير، كما ربطتني (ومازالت) بالغالية سمر (ابنته) علاقة صداقة قوية. أقدّم عزائي لكل العائلة وخاصة الحبيبة سمر كوكش ولكل جمهوره ومحبيه". 

فيما كتب زميله المخرج مأمون البني: "أبت هذه السنة أن تنهي مرورها التعس بدون الاستمرار بمزيد من التهامها أرواح أعزاء على قلبنا.. اليوم الصديق وزميل المهنة المخرج علاء الدين كوكش.. استجاب لغدر 2020 ورحل إلى عالم دراما مختلف.. لتبقى ذكراك يا علاء أبدية". 

ووصف الممثل والمخرج السوري ماهر صليبي كوكش بأنه "كبير المخرجين وشيخ المخرجين ورائد من رواد الدراما السورية وأحد أعمدة الدراما السورية" خلال نعوته للمخرج كوكش، متابعاً: "كل هذه المصطلحات تنطبق على فنان عمل في الدراما السورية وقام في تطويرها... رحيلك يحزننا...علاء الدين كوكش وداعاً".

 

ولم يسجل عن المخرج كوكش موقف محدد حيال ما شهدته سورية من أحداث، فيما يبدو أنه فضّل الصمت في آخر أيام عمره وتقدمه في العمر، إلا أن ابنته الممثلة سمر كوكش تعرضت للاعتقال من قبل النظام السوري، لدعمها مطالب المحتجين، وقضت قرابة أربعة أعوام في سجون النظام قبل أن تخرج في عام 2017. 

وكتب الصحافي والناقد الفني محمد منصور، الذي عايش تجربة المخرج كوكش وألّف عنه كتاباً حمل عنوان "علاء الدين كوكش: دراما التأسيس والتغيير"، قائلاً: "في آخر زيارة له إلى السودان لرؤية ابنته سمر، التي كانت قد غادرت دمشق بعد خروجها من سجن نظام الأسد، سمعت لأول مرة منذ عشر سنوات صوت الصديق الأستاذ علاء الدين كوكش في اتصال هاتفي. كان صوته المتعب قد تلون بالبهجة بلقاء ابنته الوحيدة سمر، وكانت ذاكرته قد ضعفت قليلاً، لكن روحه الجميلة المرحة بقيت متألقة بالود القديم".  

وأضاف: "عرفت علاء الدين كوكش في تسعينيات القرن العشرين. كانت البداية بمقال عنيف يكتبه ناقد شاب عن سباعية له، أثار المقال امتعاضه، لكن هذا الامتعاض لم يصل إلى مرحلة القطيعة، وسرعان ما تعمقت علاقتي به لتتحول إلى صداقة حقيقية داخل الوسط الفني وخارجه".  

واستعرض منصور المسيرة الفنية لكوكش بالإشارة إلى أنه "كان صاحب بصمات ذهبية في تاريخ الدراما التلفزيونية السورية، خصوصاً في مرحلة الأبيض والأسود، كما استمر في زمن الملون من خلال أعمال لم تفقد أهميتها وألقها الشعبي كـ (تغريبة بني هلال) الذي صوره بأجزائه الأربعة في دبي عامي (1978- 1979) أو مسلسل (تجارب عائلية) الذي كتب فكرته وأخرجه وأنتجته شركة (شمرا) عام 1981 وجسد إيمان كوكش بالديمقراطية حين جعل إدارة وحكم العائلة متداولة بين أفرادها، كل فرد أسبوعاً واحداً، فاكتشفت العائلة ذاتها، والأفراد مشكلاتهم الحقيقية". 

ويعد مسلسل "أسعد الوراق" عام 1975 من أشهر أعمال المخرج الراحل، كما أنجز خلال مسرته الفنية الطويلة عددًا كبيرًا من الأعمال كـ"سيرة بني هلال" عام 1979 و"أبو كامل" 1990 و1993 و"حي المزار" 1999 وغيرها من الأعمال الخالدة في ذاكرة الدراما السورية. فيما كانت آخر أعماله الدرامية مسلسلي "أهل الراية" الجزء الأول 2008 و"رجال العز" 2011. كما كتب وأخرج ثلاثة أفلام تلفزيونية هي "لا" و "لن ترحل" و"القلب يحكم أحياناً".

وألّف كذلك عدداً من المسرحيات التي نشرها في دوريات عربية معروفة، بالإضافة إلى إصداره مجموعة "مسرحيات ضاحكة" عام 2002 التي تضم عددا من مسرحياته المنشورة. وفي عام 2006 أصدر مجموعة قصصية حملت عنوان "إنهم ينتظرون موتك".  

على الصعيد العائلي، يعد كوكش ابن عائلة فنية، فهو شقيق المخرج رشاد كوكش وكذلك شقيق الكاتب وخبير الإضاءة أسامة كوكش. كما شكل المخرج الراحل ثنائياً مع زوجته الراحلة ملك سكر، قبل انفصالهما قبيل وفاتها عام 1992 بأعوام قليلة، بعد أن أنجبت منه سمر كوكش التي درست في المعهد العالي للفنون المسرحية ولعبت العديد من الأدوار الدرامية، إلى أن أعلنت اعتزالها بعد ارتدائها الحجاب.

المساهمون