عصابات لندن... 200 قاتل في عاصمة الضباب

27 فبراير 2021
أرهب التوأمان روني وريجي كراي لندن في الخمسينيات والستينيات (Getty)
+ الخط -

تهدّد عصابات الجريمة المنظمة سكّان مدينة لندن منذ زمن بعيد. يتّسع نطاق الجريمة اليوم، ليشمل إلى جانب العصابات البريطانية الوحشية التي نشأت في الداخل، مجرمين دوليين، من عصابات الكوكايين الألبانية، والعصابات الروسية. وتشهد هذه المدينة عمليات طعن تقضي على شباب في مقتبل العمر بشكل شبه أسبوعي، فضلاً عن السرقات، حتى بات سكّانها يخشون من الخروج ليلاً. 
في الماضي، كانت العصابات الأكثر شهرة هي "ذا فيرم" و"ريتشاردسون" و"هوكستون موب". وفي وقتنا الحاضر، يُعتقد أن هناك أكثر من 200 عصابة في العاصمة، بما في ذلك عصابة "مالي بويز"، وهي عصابة شوارع منظمة مقرّها شرق لندن، ومن المعروف أنها تسيطر على تجارة المخدرات في المنطقة. سميت العصابة على اسم صوماليين، لأن العديد من الأعضاء المؤسسين من الصومال.

اشتهرت عصابة "ريتشاردسون" في خمسينيات القرن الماضي (Getty)

ويرجّح أن الآلاف من سكان لندن متورطون في عصابات في المدينة. ولطالما ارتبطت الهجمات العنيفة والقتل والسطو المسلح بالعصابات. وفي الماضي يقال إنّ العصابة الأكثر شهرة في تاريخ لندن هي: عصابة التوأمين كراي. أرهب التوأمان روني وريجي كراي، المولودان في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 1933، لندن في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، مع عصابتهما "ذا فيرم"، التي تورّطت بعمليات قتل وسطو مسلح وحرائق متعمدة واعتداءات.

في الماضي، كانت العصابات الأكثر شهرة هي "ذا فيرم" و"ريتشاردسون" و"هوكستون موب". وفي وقتنا الحاضر، يُعتقد أن هناك أكثر من 200 عصابة في العاصمة، بما في ذلك عصابة "مالي بويز"

على الرغم من ذلك، اكتسبا آنذاك نوعاً من نجومية المشاهير، إذ أتاح لهما امتلاكهما لملهى ليلي الاختلاط بالسياسيين والفنانين. لكن بعد اكتشاف أمرهما، احتجزا في برج لندن، وحكم عليهما في عام 1969 بالسجن مدى الحياة.
توفي روني في مستشفى برودمور، في 17 مارس/ آذار 1995 إثر نوبة قلبية، وأُطلق سراح ريجي من السجن لأسباب إنسانية في أغسطس/ آب من عام 2000، ليتوفى بسرطان المثانة بعد تسعة أسابيع.
بدورها، دبّت عصابة "اليديشين" الرعب في شوارع لندن. وكان يقودها ألفي سولومون، أمّا أكثر أعضائها شهرة، فكان جاك كومر الشهير، والمعروف أيضًا باسم جاك ذا سبوت. وعرفت بهذا الاسم لأن معظم أفرادها كانوا يهودًا، مثل العديد من العصابات خلال تلك الفترة الزمنية.
وخلال الثلاثينيات من القرن الماضي، عارضت هذه العصابة الحركة الفاشية المتنامية في بريطانيا العظمى، وشاركت في الدفاع عن شوارع لندن ضد مسيرة اتحاد الفاشيين البريطانيين بقيادة أوزوالد موسلي، التي عُرفت لاحقًا باسم معركة "شارع كابل" في الرابع من أكتوبر عام 1936.
أمّا عصابة التعذيب، التي تعرف كذلك باسم عصابة ريتشاردسون، فاشتهر أعضاؤها بأنهم  أكثر رجال العصابات سادية في لندن، وكانوا ينافسون عصابة التوأمين كراي، وهي تضم ثلاثة أعضاء رئيسيين، إدي ريتشاردسون، وتشارلي ريتشاردسون، وفرانكي فريزر. نشأ الأخوان ريتشاردسون معًا في كامبرويل وأرهبا المدينة في الستينيات.

صابة التعذيب، التي تعرف كذلك باسم عصابة ريتشاردسون، فاشتهر أعضاؤها بأنهم  أكثر رجال العصابات سادية في لندن

يُزعم أن هذه العصابة المروعة كانت تخلع أسنان ضحاياها بكماشة، وتقطع أصابع أقدامهم، وتثبتهم على الأرض باستخدام مسامير ست بوصات، كما تصدمهم بالكهرباء حتى تفقد الضحية وعيها. وشملت وسائل التعذيب أيضاً الجلد والحرق بالسجائر. لكن كما هو حال معظم المجرمين، ألقي القبض على إيدي وبقية العصابة في يوم نهائي كأس العالم 1966، وحكم على الثلاثة بالسجن لمدة 50 عامًا.
كذلك، اشتهرت عصابة "هوكستون موب"، بين عامي 1918 و1939، بقتالها من أجل السيطرة على نوادي القمار وحلبات السباق. وداهمت الشرطة، في يونيو/ حزيران 1936، 30 من أفراد العصابة خلال اعتدائهم على صانع مراهنات وكاتبه بالمطارق، في حلبة سباق لويس. وحكم على ما لا يقل عن 16 منهم بالسجن لأكثر من 43 عامًا.

وفي الثمانينيات، برزت عصابة "كليركينويل"، وهي تُعرف أيضًا باسم "عائلة آدامز" أو "الفريق الأول"، وكان يديرها ثلاثة أشقاء، هم تيري وباتريك باتسي وتومي آدم. ويزعم أنّها تورطت بشكل كبير في تهريب المخدرات والابتزاز، وكذلك باختطاف شحنات سبائك الذهب والاحتيال الأمني. واتهم أعضاؤها بـ25 جريمة قتل على يد عصابات لمخبرين ومجرمين منافسين. ويقال إنّهم أنشأوا علاقات مزعومة بمسؤولي شرطة العاصمة، وإنّ نائبًا بريطانيًا من حزب المحافظين كان يدعمهم لفترة زمنية.
في الآونة الأخيرة، أدى تهريب المخدرات، بمساندة الإنترنت، إلى تدفق أفراد العصابات الأجانب إلى البلاد. أبرز هذه العصابات زعماء الكوكايين الألبان، شرق لندن. أصبح رجال العصابات الألبان اللاعبين العالميين "المهيمنين" على تجارة المخدرات البريطانية، كما أوردت صحيفة "ذا صن"، بعدما استولوا على صناعة الكوكايين التي تبلغ كلفتها خمسة مليارات جنيه إسترليني تقريبًا. وتقول المصادر إن الألبان تعاونوا مع أقوى المافيات الإيطالية لشحن كميات ضخمة من الكوكايين إلى المملكة المتحدة من الموانئ البحرية الأوروبية.

خلال السنوات الأخيرة، أرهب رجال عصابة "السائحون التشيليون" لندن، وهم يشتهرون بدلاً من القتل والضرب وجرائم المخدرات، بمداهمة المنازل

وخلال السنوات الأخيرة، أرهب رجال عصابة "السائحون التشيليون" لندن، وهم يشتهرون بدلاً من القتل والضرب وجرائم المخدرات، بمداهمة المنازل. ألقي القبض على أكثر من 75 من اللصوص التشيليين في المملكة المتحدة، في غضون عامين فقط، بتهمة نهب ممتلكات وسلع فاخرة.
وتعتقد الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة (NCA)، أن هناك ما لا يقل عن 4600 مجموعة من جماعات الجريمة المنظمة (OCGs)، تعمل في جميع أنحاء المملكة المتحدة اليوم، ويطلق على لندن الآن لقب عاصمة غسل الأموال في العالم.

المساهمون