عروض أزياء مختلطة للمرة الأولى في السودان

05 نوفمبر 2020
من أحد العروض للأزياء النسائية (فرانس برس/تويتر)
+ الخط -

شارك عارضون من الجنسين، أخيراً، في عرضي أزياء مختلطين غير مسبوقين في الخرطوم، في حدث لم يكن في الإمكان تصوّره قبل إطاحة السودانيين العام الماضي نظام عمر البشير الذي حكم بلادهم لثلاثة عقود.

فخلال الأسبوع المنصرم، سار شباب وشابات في قاعة فندق مطل على الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق، وهم يقلدون عارضي وعارضات الأزياء العالميين، وسط تصفيق وصيحات جمهور مختلط من النساء والرجال تحلّق حول ممر غُطي باللون الأسود. 

وكان معظم المتفرجين يصوّرون مشاهد من العرض بالهواتف الذكية. وقال منظّم العرض خالد أونسه: "في العهد البائد كان من الصعب جدا أن تنظِّم مهرجاناً كهذا، وكان الحصول على ترخيص له من الجهات المختصة ضرباً من الخيال. كانت (السلطات) ستواجهه بالقمع، لكننا الآن في نظام يكفل الحريات العامة".

وقبل يومين من هذا العرض، نظمت نرمين عوض شريف عرض أزياء مختلطاً آخر. وقالت: "ما عرضناه هو أزياء يقبلها الجميع ولا أعتقد أن أي فرد في المجتمع السوداني قد يعترض عليها". وأضافت: "في الماضي نظمت عروض أزياء نسائية، لكنّ هذا العرض المختلط الذي يجمع الرجال والنساء هو الأول من نوعه".

وركزت نرمين على عرض تصاميم للثوب السوداني، إضافة إلى الزي التقليدي للرجال (الجلباب الأبيض والعمامة). ورافقت مرور العارضين والعارضات أمام الجمهور في فندق قريب من مطار الخرطوم أغنيات تقليدية تؤديها نساء.

وقالت برزة مصطفى، وهي إحدى العارضات: "نريد أن نقدم للعالم ثقافتنا. في الماضي، لم يكن الناس يستوعبون فكرة عرض أزياء، أما الآن فالجمهور يحضر ويتفاعل" مع العرض.

لم تكن سوسن حسن تضع غطاء على رأسها وهي تحضر العرض، وهو ما كان سيعرّضها للتوقيف إبان حكم البشير. وقالت: "هذه أمسية جميلة عرّفتنا على أزياء سودانية يمكن لكل العالم مشاهدتها والتعرّف عليها. طبعا قبل الثورة كنا سنحاكم بقانون النظام العام لو نظمنا مثل هذا العرض". وأضافت: "قبل عشر سنوات حضرت محاولة عرض، كان مصير منظّميه والعارضين الذين شاركوا فيه السجن والجلد".

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2019، ألغى مجلس الوزراء السوداني قانون النظام العام الذي فرض في عام 1996 ويختص بالأزياء التي يرتديها الجنسان. وكان هذا القانون يعطي رجال الشرطة سلطة تقديرية تتيح لهم تحديد ما إذا كان الزي فاضحاً، إضافة إلى حق تصديق إقامة الحفلات العامة والخاصة.

وقال مصمم الأزياء الرجالية حسام محمد أحمد إن إقامة مثل هذه العروض "جزء من التغيير الذي شهده السودان"، مضيفا: "بات في استطاعتي أن أظهر للناس تصميماتي وهو ما لم يكن ممكناً" في السابق.

وقالت رومان جبريل العشرينية التي شاركت في عرض الثوب السوداني: "شاركت في عروض أزياء بدولة الإمارات، ولكن اليوم بالنسبة لي هو الأجمل لأن هذه الخطوة لم تكن ممكنة بسبب النظام السابق".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون