تغرد عبير نعمة خارج سرب المألوف في عالم الغناء. صوتها المطواع وأسلوبها المختلف جعلاها واحدة من أبرز مدربي الصوت ومرجعية الأداء والتقنيات الغنائية. قبل سنوات، تلونت عبير نعمة بمجموعة لا بأس بها من الأغاني الخاصة بالمناسبات (أعياد الميلاد)، وبعدها بمجموعة من الأغاني العاطفية الملتزمة نمطاً يضاهي صوتها ومكانته وقدرته على الغناء بسلاسة معهودة. حاربت عبير نعمة كثيراً لإثبات نفسها، وتمكنت في السنوات الأخيرة من إصدار مجموعة من الأغاني التي اعتبرت بمثابة قفزة نوعية لها. وأكثر من ذلك، حملت لواء التعليم وإتقان فن الغناء في جعبتها، وساعدت كل من يحتاج إلى ذلك.
الثلاثاء الماضي، أصدرت نعمة أغنية جديدة عنوانها "إعمل ناسيني". هذه الأغنية الأولى للفنانة اللبنانية باللهجة المصرية، من إنتاج Universal Music MENA. ستكون هذه الأغنية ضمن ألبومها الثالث الذي ستصدره خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المُقبل.
"إعمل ناسيني" أغنية من نمط موسيقى البوب المصري، من كلمات أمير طعيمة وألحان إيهاب عبد الواحد، وتوزيع وميكس وماسترينغ لسليمان دميان. لم تحظ الأغنية بالإجماع رغم فرادتها، بل كتب بعض المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي أن الأغنية لا تليق بصوت نعمة الأوبرالي، ولا بأسلوبها في الغناء والخط الذي رسمته لنفسها واعتاده جمهورها منذ سنوات.
يُخفق الملحن في إضافة أي جديد إلى الأغنية. يعتمد إيقاع العمل على النغمة المألوفة، ولا تنقذ كلمات الأغنية، الأقل من عادية، الحال. بل تُدخل عبير نعمة نفق التكرار والاستسهال في اختيار كلمات أغانيها المكررة سلفاً.
في البيان الصحافي الخاص بالإصدار الجديد، كشفت عبير نعمة أنّ تقديمها لأغنية "إعمل ناسيني" خطوة جديدة لها ضمن أعمالها الفنيّة الخاصّة، لكونها المرّة الأولى التي تطرح فيها أغنية بوب باللهجة المصريّة. وقالت: "لطالما قدّمت الأغنيات الطربيّة المصريّة في حفلاتي وغنّيتها منذ الصغر. أنا مُتحمّسة جداً لإطلاق أغنيتي المصريّة الخاصّة، وأتمنّى أن يكون هذا العمل خير بداية، وأن يلقى أصداءً إيجابيّة لدى الجمهور العربيّ، وخاصّة المصريّ" .
وأضافت: "كلام الأغنية يُجسّد موضوعاً جديداً، وأحببت كثيراً التعاون مع الشاعر المُتميّز أمير طعيمة. وفرحت جداً بالعمل مع المُلحّن المصري إيهاب عبد الواحد الذي أردت أن تكون أغنيتي المصريّة الأولى من توقيعه. أمّا المُوزّع الموسيقي سليمان دميان، الذي أتعاون معه للمرّة الثالثة، فأعتبره إضافة كبيرة إلى أيّ عمل فنيّ".
كان بإمكان عبير نعمة دراسة ما يريده السوق الغنائي من فرادة أو أي جديد يستحق صوتها، وكان يمكنها أيضاً البحث عن هذا الجديد في إطار يزيد جمهورها حماسة، وليس مجرد عبور إلى عالم الأغنية المصرية، والقول إنها غنت باللهجة المصرية فقط. وعند الاستماع إلى مجمل تجربة نعمة، سنلاحظ أنها انتقائية، وتختار أغانيها ومن ستتعاون معهم بعناية شديدة. لكن يبدو أنها تعجّلت هذه المرة.