عامٌ من التضليل حول الغزو الروسي لأوكرانيا

17 فبراير 2023
استهدفت الكثير من الأخبار الكاذبة الرئيس الأوكراني (رونالدو شميدت/ فرانس برس)
+ الخط -

منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عام، تترافق العمليات العسكرية مع سيل من التضليل الإعلامي المدافع بمعظمه عن روسيا، عبر التشكيك في عدد من الأعمال الوحشية، ووصف الأوكرانيين بالنازيين، والحديث عن تراجع الدعم الغربي لهم.

فيما يلي مجموعة من الروايات الرئيسية، الكاذبة أو المضللة، التي تمّ التحقق منها خلال عام واحد من طرف فرق تقصي الأخبار في وكالة فرانس برس.

  • مشهد تمثيلي

روجت السلطات الروسية مراراً وتكراراً لفكرة أن الأعمال الوحشية المرتكبة في أوكرانيا هي أحداث مفتعلة، وهو ما جرى على سبيل المثال إثر اكتشاف جثث مدنيين في مدينة بوتشا، بالقرب من كييف مطلع إبريل/ نيسان الماضي.

استخدم مقطعان غير واضحين في شريط فيديو للتأكيد أنّ شخصين كانا يؤديان مشهداً تمثيلياً للإيهام بأنّهما ميتان، وهو ما تمكنت وكالة فرانس برس من كشف أنّه غير صحيح بفضل فرقها الموجودة في الميدان.

كذلك انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى نطاق واسع العديد من مقاطع الفيديو، في محاولة للإقناع بأنّ مشاهد وحشية تم "تمثيلها"، في حين أنّها كانت في الواقع مقاطع من كليب لموسيقى الراب أو من فيلم للخيال العلمي أو من مسلسل تلفزيوني روسي.

بوتشا
  • استهداف الإعلام

تنتشر على المنصات الاجتماعية "بشكل واسع" العديد من المنشورات التي تستهدف وسائل إعلام غربية كبرى بشكل مضلل.

وعلى سبيل المثال، تداول العديد من مستخدمي الإنترنت لقطات على أساس أنّها لصور من على شاشة التلفزيون لإثبات أنّ قناة سي أن أن تستخدم صوراً قديمةً في تقاريرها لا علاقة لها بالنزاع الدائر.

بينما اتهم آخرون قنوات تلفزيونية ببث صور لمصابين مزيفين يضعون عصابات على الرأس ملطخة بالدماء، وهم في الواقع ضحايا حقيقيون استهدفوا خلال ضربات روسية.

  • أوكرانيا "النازية"

تدفّق سيل من المنشورات المزيفة على الإنترنت يروّج لخطاب موسكو، الذي يصوّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنّه يترأس مجموعة من "النازيين" أو "مدمني المخدرات".

وهكذا انتشرت في جميع أنحاء العالم لقطات تظهر رجلاً مغطى بالوشم النازي عُرف عنه على أنّه قائد للشرطة في مدينة كييف، أو لقطات ممنتجة يظهر فيه زيلينسكي وهو يرتدي قميص كرة قدم يحمل صليب النازية المعقوف.

لكن الاتهامات بتعاطي المخدرات ركزت على الرئيس الأوكراني الذي ظهر في العديد من مقاطع الفيديو المركبة التي تحاول أن تثبت إدمانه على الكوكايين.

  • مقاطع معادية للمهاجرين

نُشرت أخبار مضلّلة عن المهاجرين الأوكرانيين، وخصوصاً الموجودين منهم في دول مجاورة على غرار بولندا وسلوفاكيا، انتشرت على نطاق واسع، من خلال صور ومقاطع فيديو تمت فبركتها بهدف تقديم هؤلاء اللاجئين على أنّهم نازيون جدد أو مجرمون أو مسؤولون عن أكوام القمامة المتروكة في القطارات.

كذلك، نُشرت أنواع أخرى من الأخبار المضللة في العديد من البلدان الأوروبية تزعم أنّ المهاجرين يتلقون أموالاً من الحكومات أكثر من تلك التي يتقاضاها المتقاعدون أو الجنود القدامى.

  • غدر وتراجع الدعم

تمّ تداول موضوع آخر بشكل متكرر وهو الخيانة المزعومة للجارة والحليفة بولندا. جرى ذلك عبر تداول صور مزيفة لخرائط الطقس، بهدف إظهار أن بولندا ترغب في ضم جزء من الأراضي الأوكرانية، أو وثائق مزيفة تزعم أن وارسو تخطط لإقامة منطقة خاصة بها في غرب أوكرانيا.

كما تكرّر تداول الأخبار عن تراجع دعم البلدان الحليفة لأوكرانيا بأشكال مختلفة من ملصقات مفبركة معادية للاجئين في براغ أو وارسو، أو صور تدعي أنّها تعرض أعمالًا لفن الشارع مناهضة لزيلينسكي، إضافة إلى صورة غلاف لصحيفة شارلي إيبدو تسخر من الرئيس الأوكراني.

  • عقوبات وأزمة طاقة

وصلت الأخبار المضللة إلى قطاع الطاقة، في سياق العقوبات المفروضة على موسكو وارتفاع الأسعار.

ظهرت العديد من المنشورات المضللة حول أسعار الطاقة في أوروبا، وانتشرت على سبيل المثال اقتباسات كاذبة من تصريحات لوزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل يلوم فيها الأسر على تدفئة منازلها إلى أكثر من 17 درجة مئوية.

واستهدفت حملة تضليل واسعة موالية لروسيا في أوروبا كُشف عنها في الخريف الماضي استنساخ مواقع إعلامية معروفة لحض الرأي العام على رفض العقوبات.

وعلى سبيل المثال، قام موقع مزيّف لصحيفة بيلد الألمانية بنشر خبر مفاده أنّ صبياً مات في حادث دراجة في برلين بسبب عدم وجود إضاءة عامة بهدف توفير الطاقة. كان الخبر عارياً عن الصحة.

(فرانس برس)

المساهمون