عادات وتقاليد وجدة المغربية في استقبال المواليد الجدد

27 أكتوبر 2021
كانت حبات البركوكش تحضر يدوياً (يوتيوب)
+ الخط -

إذا كان المغرب العربي يحتفل حسب التقاليد بالمولود الجديد ووالدته في اليوم السابع؛ فإن الوجديين من قديم الزمان ابتكروا احتفالاً خاصاً للمناسبة، يسمونه "ثالت أيام"، وهو احتفال خاص، بطقوس مميزة على رأسها إعداد وتقديم أكلتين، تنفرد المرأة الوجدية بصناعتها. 

بزيها التقليدي، القفطان، والبلغة المغربية، تجلس الأم في مدينة وجدة الأمازيغية في غرفتها مع مولودها، لاستقبال الضيفات القادمات بصحبة أطفالهن، للاحتفال وتقديم الهدية النقدية للمولود التي يطلق عليها الوجديون اسم "نكرم المزيود" (إكرام المولود)، وتعتبر هذه الهدية شيئاً أساسياً في عادات وتقاليد الوجديين.  

وعلى قرع الدفوف، والطبول، والاستعانة بفرقة منشدات، يبدأ الاحتفال، بعد الساعة الواحدة ظهراً، بأغنيات، من أشهرها: "مبروك عليك مبروك وصلاة والسلام على رسول الله". 

تشتهر المنطقة بعدة أطباق وتقاليد، أبرزها طبق "البركوكش" و"التاقنتة"، وهي أكلات لها طقوس خاصة عند الوجديين. ويقدّم هذان الطبقان في احتفال "ثالث أيام".

طريقة تحضير طبق البركوكش

يجهز إناء كبير، ويوضع على النار، بعد أن توضع فيه قطع اللحم الصغيرة مع الزيت والملح مع الحمص وقليل من العدس والفول اليابس. 

تخلط في الخلاط الكهربائي كمية من حبات البصل والطماطم مع باقة من المقدونس والكرافس ويصب في الإناء مع باقي المكونات تضاف إليه البهارات مثل الزنجبيل والكركم والفلفل الأحمر مع إضافة التوابل الخاصة بهذا الطبق التي تعرف في المغرب باسم "المساخن"، وهي خلطة من التوابل المدفئة جداً للجسم، وبعدها يضاف نحو ليتر من الماء أو أكثر حسب الكمية، وتترك كل المكونات على النار حتى تنضج.

بعدها تؤخذ حبيبات البركوكش، وهي حبيبات صغيرة خشنة مصنوعة من دقيق القمح تكون أكثر خشونة من حبيبات الكسكس العادي، واشتهرت قديماً بتحضيرها يدوياً من أيادي الجدات والأمهات، لكن مع التطور الذي نعيشه في عصرنا أصبحت هذه العادة تندثر وأصبحت مصانع المعكرونة والمعجنات تنتجها بشكل كبير. ومع ذلك يفضل الوجديون في هذه المناسبة تحديداً شراءها من عند السيدات المتخصصات في صنعها يدوياً. 

تفرغ كمية من هذه الحبيبات على الخليط وتترك حتى تنضج وتقدم للضيوف، ثم تنتقل المرأة الوجدية لتحضير أكلة "التاقنتة الوجدية". 

طريقة تحضير التاقنتة

في إناء يوضع الزيت بحسب الكمية المطلوبة ويوضع على النار حتى يسخن جيداً، بعدها تفرغ كمية من الدقيق ببطء مع الخلط حتى يمتزج جيداً ويتماسك الخليط. 

على نار هادئة يترك هذا الخليط ينضج لمدة لا تقل عن الساعة والنصف مع الخلط في كل مرة حتى تأخد اللون الذهبي.

بعدها يتم رفعها من على النار ويضاف إليها السكر البودرة بحسب الذوق مع القليل من بودرة القرفة وكمية معقولة من السمسم واللوز المحمص.

وتقدم في هذه المناسبة بعد طبق البركوكش مرفوقة مع التمر والشاي والفواكه الجافة مع الحلويات المغربية المتنوعة وأكلة تدعى "الزميطة الوجدية".

و"الزميطة" عبارة عن دقيق من القمح أو الشعير المحمص جيداً والمطحون، تخلط منه كمية مع الماء وزيت الزيتون والقليل من الملح وتكون منه عجينة تؤكل مع الشاي وطبق "سلو" وباقي المكونات التي تم ذكرها.

ويبقى المولود الجديد وعيد المولد النبوي الشريف مميزاً عند الوجديين من حيث الأكل وطقوسه الخاصة، وتبقى أطباق البركوكش والتاقنتة والزميطة الأطباق المميزة والبارزة بامتياز في هذا اليوم.

المساهمون