طريق Backstreet Boys إلى القاهرة معبّد بالسخرية

11 مارس 2023
تقيم الفرقة حفلتها في مصر خلال مايو (شلومي بنتو/ Getty)
+ الخط -

تأسست فرقة "باكستريت بويز" Backstreet Boys عام 1993، ولم تمض سوى أعوام قليلة فقط على ظهورها حتى تصدرت مشهد موسيقى البوب في الولايات المتحدة والعالم. لا شك أن محبي موسيقى البوب في العالم العربي يعرفون هذه الفرقة جيداً، ولا سيما أولئك الذين ينتمون إلى جيل التسعينيات. على الرغم من هذا الانتشار الذي حظيت به أغنيات الفرقة في المنطقة العربية بين محبي موسيقى البوب، فلم يسبق لهم تنظيم حفل في أي عاصمة عربية.

بعد عشرين عاماً من تأسيسها، أدرك أفراد الفرقة أخيراً أن لهم مُحبين في هذه المنطقة من العالم، لهذا قرروا إدراجها ضمن جولتهم العالمية التي يعتزمون القيام بها هذا العام. تبدأ هذه الجولة المرتقبة في مطلع مايو/ أيار المقبل بحفل في القاهرة، لينتقل أفراد الفرقة بعدها لإحياء مجموعة من الحفلات في الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمملكة العربية السعودية.

منذ الإعلان عن الحفل الذي ستقيمه الفرقة في القاهرة، احتدم السجال بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حول دلالته في هذا التوقيت الذي يشعر فيه معظم المصريين بوطأة الضغوط الاقتصادية، نظراً لارتفاع الأسعار وتسارع وتيرة التضخم. الحفل الذي ستقيمه Backstreet Boys تقترب فيه ثمن التذكرة من العشرة آلاف جنيه (نحو 325 دولار أميركي) للمقاعد المميزة، وهناك تذاكر أخرى أقل سعراً، تبدأ من ألفي جنيه وحتى ثمانية آلاف. اللافت هنا أن جميع تذاكر الحفل قد بيعت فور الإعلان عنها بساعات قليلة فقط.

الأمر ليس جديداً بالطبع، فإقامة مثل هذه الحفلات سواء في القاهرة أو المدن الساحلية المصرية هو أمر معتاد. ولكن في ظل هذه الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر، وتهاوي قيمة الجنيه المصري، لا بد أن يتخذ الأمر منحى مختلفاً من السجال على وسائل التواصل الاجتماعي. الإعلامي المصري حافظ الميرازي المُقيم في الولايات المتحدة الأميركية، نشر في تدوينة عبر صفحته على "فيسبوك" خبراً عن الحفل، فاستُقبل منشوره بردود فعل متابينة. استهجن البعض إقامة هذا الحفل في مثل هذه المرحلة الحرجة، ورأى آخرون أن الأمر لا يستدعي الاعتراض. قال أحد المعلقين على سبيل المثال: "إن عشاق هذه الفرقة على استعداد لدفع أضعاف هذه المبالغ مُقابل حضور الحفل". وعلق آخر: "أغنيات باكستريت بويز لطالما ألهبت مشاعرنا عبر وسائط الاستماع الرقمية أو حتى عبر الأثير وشرائط الكاسيت وحضورهم لإحياء حفل في القاهرة حدث يستحق الاهتمام".

سينما ودراما
التحديثات الحية

غير أن الإعلامي حافظ الميرازي لفت الانتباه في نفس المنشور إلى أمر آخر، فالفرقة الشهيرة كان قد تم إلغاء بث حفلها المصور على شبكة تلفزيون إيه بي سي في احتفالات الميلاد منذ ثلاثة أشهر، بعد أن رفعت أميركية تعاني إعاقة ذهنية قضية ضد مغني الفريق نِك كارتر، بدعوى اغتصابها، بعد استدراجها وهي تحضر حفلاً لهم حين كان عمرها 17 عاماً. وهو ما نفاه محامي الفريق. لكن هذه الضجة كانت كافية لإلغاء القناة الأميركية نقل حفل الفريق بأكمله. اللافت أن هذه المعلومة قد مرت مرور الكرام، ولم يلتفت إليها أحد، حتى عبر الصحف التي تروج للحفل أو تنقل أخباره.

لم يقتصر السجال على وسائل التواصل الاجتماعي حول حفل Backstreet Boys على الناحية الاقتصادية وأحوال المعيشة فقط، فلم يكن هذا السجال خالياً كذلك من الطرافة. الفرقة التي تألقت في تسعينيات القرن الماضي وحظيت بحضور لافت بين تفضيلات الجمهور المصري في تلك الفترة، أصبحت اليوم تُثير مشاعر الحنين إلى الماضي. معظم جمهور الفرقة ومعجبيها صاروا اليوم في العقد الرابع أو الخامس، ما أثار بالطبع عديداً من التعليقات الساخرة، خاصة من تلك الفئة العمرية. علق أحدهم على سبيل المثال أنه يشعر كأنه ركب آلة الزمن وعاد إلى التسعينيات، فيما دعا آخر محبي الفرقة إلى حضور الحفل مرفقاً مع التعليق صورة من فيلم "وقفة رجالة" تجمع بين أبطاله الأربعة: ماجد الكدواني وبيومي فؤاد وسيد رجب وشريف دسوقي. 

انبرى آخرون أيضاً في مداخلاتهم وتعليقاتهم لتعداد التجهيزات الواجب اصطحابها عند حضور الحفل، فقال أحدهم: "كلنا على حفلة باكستريت بويز بإذن الله معانا أدوية الاكتئاب والعظام والجيوب الأنفية، وماحدش ينسى شنطة تانية يحُطّ فيها إحباطات وانكسارات جيلنا وأحلامنا في وطن يشبه الوطن".

المساهمون