صائدو حطام السفن يسبرون الأعماق الفرنسية بحثاً عن كنوز مدفونة

11 اغسطس 2024
عُثر على قطع أثرية كثيرة خلال ثلاث حملات تنقيب صيفية (Getty)
+ الخط -

تحت أشعة الشمس الحارقة، يغوص فريق من الغطاسين الشغوفين بالبحث عن حطام السفن، في بحر هادئ بحثاً عن أدلة حول هوية سفينة تجارية من القرن الثامن عشر، غرقت قبالة ساحل جزيرة إيل دو ري في غرب فرنسا. على بعد أربعة كيلومترات من الساحل، وعلى مقربة من منارة بالين، يتناوب سبعة أعضاء من جمعية أبحاث ودراسات التراث البحري والنهري (أريمباريف) على الغوص ضمن مجموعات في إطار مهمة لمسح قاع البحر.

وباستخدام آلتين لسحب الرواسب متصلتين بالسطح بواسطة مضخات مزودة بمحرّك، بغية إزالة الرمال من الطبقة الأثرية، يقسّم الغواصون المنطقة المحددة إلى مربعات لاستخراج بقايا لقطع مدفونة أو للأثاث. فمنذ لاحظ الغواص الحر، إريك لو غال، وهو يبحث عن سمك القاروص في هذا الشريط الصخري الضحل، وجود 16 مدفعاً متوازياً، بدأت عملية بحث حقيقية عن الكنز أتاحت للغواصين الوقوع على اكتشافات مثيرة.

حطام عبر الزمان والمكان

فمن جرس سفينة مخلوع، إلى كرات مدفع وبنادق، مروراً بشمعدانات برونزية، ومعدات ملاحية وطبية، وزجاج أزرق فقاعي، وأدوات مائدة مزخرفة، وعملات فضية من عهد لويس الخامس عشر وأخرى إسبانية... عُثر على قطع أثرية كثيرة خلال ثلاث حملات تنقيب صيفية، آخرها انتهى قبل أيام. والأكثر ندرة في هذه الاكتشافات كانت حبوب بن قد يكون مصدرها المارتينيك، في جزر الهند الغربية، أو من بوربون في جزيرة لا ريونيون بالمحيط الهندي.

وتؤكد المحاضِرة في علم الآثار بجامعة نانت (غرب)، غاييل ديولفيه، التي تتعاون بشكل وثيق مع جمعية "أريبماريف"، أن "هذا الاكتشاف استثنائي في علم الآثار المغمورة بالمياه، وهو من بين ثلاثة مواقع أوروبية من هذا النوع".

موسيقى
التحديثات الحية

حطام غامض

يقول قائد البعثات الاستكشافية في الجمعية، فيليكس غوميز: "بالنسبة لنا، الكنز هو تحديد هوية هذا القارب ودوره الدقيق في التاريخ، فهو أشبه بقِطَع أحجية تتشابك الواحدة مع الأخرى". وتدعم القرائن الأولى فرضية وجود سفينة تجارية في أعماق البحار، كانت تمارس نشاطاً بين عامي 1740 و1750، وكانت مدججة بالسلاح في سياق الحروب مع إنكلترا التي كانت تطارد السفن التجارية الفرنسية بالقرب من الساحل.

وتوضح المتخصصة في المعدات الثقافية للطواقم، غاييل ديولفيه، أنه "نتعامل مع حطام غامض. إنها حادثة غرق غير معروفة، لا بد أنها كانت عنيفة بدرجة كبيرة، ولكن لم تُسجَّل في أي مكان. لسنا على علم بوجود معركة بحرية". وتضيف "كانت السفينة، الفرنسية بالتأكيد، تقوم بالملاحة الدائرية، التي كانت تتمثل في جلب البضائع إلى مستعمرات أميركا الشمالية قبل الذهاب إلى جزر الهند الغربية لتخزين المنتجات الغريبة".

كما أن اكتشاف قطعة سلاح ناري تشبه البنادق المستخدمة في ذلك الوقت في أميركا الشمالية، يدعم فرضية إجراء رحلة إلى ما كان يُعرف بفرنسا الجديدة، أي كندا الحالية. بعد أعمال التنقيب، يستمر البحث عن اسم القارب في أرشيف القيادة البحرية.

(فرانس برس)

المساهمون