- حلا أبو هويدي، طالبة الحقوق البالغة من العمر 21 عامًا، قتلت مع ستة من إخوتها في مجزرة اليرموك، تاركة وراءها حلم العمل في المنظمات الحقوقية الدولية. توفيق الفرا ودانة السقا، زوجان في انتظار مولودهما الأول، قتلا قبل الولادة، مما أنهى حلمهما بالأبوة والأمومة.
- الطفل فراس الغف وتالا بعلوشة، شهيدان آخران من غزة، فقدا حياتهما بسبب القصف الإسرائيلي. فراس قتل مع والدته وتسعة آخرين بينما كان ينتظر عودة والده بالبسكويت، وتالا، الطالبة والراقصة، قتلت مع عائلتها، تاركة وراءها ذكريات جميلة وحلم النجاح والاحتفال بالحياة.
تواصل صفحتا "شهداء غزة" و"حكاية شهيد" على منصة إنستغرام نشر قصص عن الفلسطينيين الذين يقتلهم الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، "لأنهم ليسوا أرقاماً". وبينما تخطى عدد الشهداء في غزة 32 ألفاً، نواصل نحن أيضاً هنا نشر قصص بعضهم وبعض ذكريات من عرفوهم وأحبوهم عنهم.
حلا أبو هويدي
قبل استشهادها بأيام، كانت حلا أبو هويدي تردد الكلمات نفسها "يا ربّ أموت قبل ما إمي وأبوي يموتوا عشان أنا بستحملش فراقهم". صباح يوم السبت 2 ديسمبر/كانون الأول 2023 قتل الاحتلال الإسرائيلي أبو هويدي في مجزرة اليرموك وسط مدينة غزة، واستشهد معها إخوتها الستة، وعددًا كبيرًا من أفراد عائلتها، بينما بقي والداها واثنان من الإخوة على قيد الحياة. كانت أبو هويدي (21 عاماً) تدرس الحقوق في الجامعة الإسلامية، وتسعى بعد التخرج للعمل في المنظمات الحقوقية الدولية.
توفيق الفرا ودانة السقا
مطلع عام 2023 وقبل أشهر من بدء العدوان، تزوّج طبيب الأسنان توفيق الفرا بالمحامية دانة السقا، وكانا في انتظار مولودهما الأول، مولودهما الذي سيخفّف عنهما عبء الحرب. كانت دانة سعيدةً جداً لانتظار أول "قطعة سكّر" كما كانت تقول، في بيتهما، لكن الاحتلال قتل فرحة دانة وتوفيق، وقتلهما مع مولودهما الأول قبل ولادته.
الطفل فراس الغف: شهيد آخر من أطفال غزة
قصة عبد الله الغف لا تقل مأساوية. فمع اشتداد القصف على مدينة غزة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قرّر الغف النّزوح بأفراد عائلته خوفًا عليهم، فانتقل إلى مدينة خانيونس ليسكن عند أقاربه بالقرب من مقر الهلال الأحمر في حيّ الأمل.
صباح يوم الأربعاء 27 ديسمبر، طلب ابنه الصغير فراس البسكويت من والده، فخرج يبحث له عمّا يرضيه ويخفّف عن طفولته وطأة الحرب، لكن المدفعية الإسرائيلية كان لها رأي آخر، فأطلقت قذيفتين أصابتا المنزل الذي تسكنه العائلة مع أقاربها، ليرتقي الطفل فراس ووالدته مع تسعة آخرين. يعود الأب حاملًا الحلوى لكنه لم يجد فراس في استقباله، بل تفاجأ بالمنزل الذي أصبح ركامًا فوق رؤوس ساكنيه.
تالا بعلوشة
أما الشهيدة تالا بعلوشة (17 عاماً)، فقتلها الاحتلال أيضاً مع أفراد عائلتها في 23 أكتوبر 2023. كانت بعلوشة طالبة في التوجيهي، وترقص مع فرقة "أصايل وطن" للدبكة، كما كانت تمتلك متجرًا للملابس على شبكة الإنترنت. قال أصدقاؤها في نعيها "صاحبة الابتسامة والروح المرحة، تصنع الابتسامة في كل مكان تذهب إليه، كانت صاحبة القلب الطيب".
كانت طالبة التوجيهي تحضّر نفسها مثل أيّ طالب بفرحة، كنا ننتظر لحظة نجاحها لكي نحتفل بها. لكن الاحتلال قرر قصف المنزل عليها هي وعائلتها، فسرق جميع أحلامها، سرق ضحكتها وروحها الجميلة. قبل استشهادها كانت ترثي عائلة والدها بحزن كبير بعدما استشهدوا في قصف الاحتلال. لم تحتمل ما حدث لعائلتها وكان الحزن يغمرها فرحلت هي وأمها وأخوها، تركت الحياة وذهبت بلمح البصر. تركت ذكريات جميلة، تركت ضحكتها ووجهها المبتسم دائمًا، ولم تذهب من ذاكرة من عرفها منذ استشهادها.