سينييه تُحبّ "جوقة الروك" لكشفه حقّ الكبار بالاستمتاع

07 يناير 2023
ماتيلد سينييه (الملف الصحافي)
+ الخط -

"جوقة الروك" (Choeur De Rockers) كوميديا موسيقية فرنسية، أخرجها الفرنسيان إيدا تيشير ولوك بْريكو. الفيلم (2022) مستوحى من قصّة حقيقية، عن فرقة كورال في منطقة "دنكِرك"، Salt And Pepper، أسّستها ناتالي مانْسو عام 2010. 
في "دنكِرك"، ألكس (ماتيلد سينييه) مغنّية فرقة روك، تُحيي حفلاتها في حانات متفرّقة في المدينة. مُطلَّقة وأمّ لولدين، تكافح يومياً لإعالة نفسها وعائلتها الصغيرة. ذات يوم، تقترح صديقتها إيلودي (أرْمِلْ دوتش) عليها قيادة جوقة كبيرة. لأنّها تجهد في إطلاق مسار مهنيّ لها، توافق على استلام "عمل مُضحِك": تدريب مجموعة من المتقاعدين على أنْ يُغنّوا أغاني وترانيم الأطفال. لكنّها تكتشف "فرقة من الكبار لا يمكن السيطرة عليهم"، ويرفضون "حجزهم" في خانة "العجائز"، ولديهم حلمٌ واحد، أنْ يُغنّوا روك: "نرى مباشرة الاتجاه الذي سيسلكه الفيلم، فالقصّة حقيقية"، كما تكتب فابيان بْرادْفَر (28 ديسمبر/ كانون الأول 2022 في MAD، الملحق الأسبوعي الصادر عن الصحيفة اليومية البلجيكية "لو سوار").
إنّها قصّة فرقة Salt And Pepper (ملح وفلفل)، التي ستتجاوز سمعتُها الحيّزَ المحلي، أي "دنكِرك". تكتب بْرادْفَر: "في فيلمهما الطويل الأول، يتلاشى المخرجان تيشير وبْريكو لصالح (أطفال الروك) هؤلاء، المشاغبين والمتمرّدين، ذوي الشعر الأبيض". بالنسبة إلى الصحافية البلجيكية، تتلاءم شخصية ألكس، كلّياً، مع ماتيلد سينييه: "لم تفكّر إيدا تيشير فيّ مباشرة، عند كتابتها الفيلم"، تقول الممثلة الفرنسية، مُضيفةً أنّ اقتراحها الدور عليها "منبثقٌ من كون ألكس تُشبهني". تُكمِل سينييه: "عند الاطّلاع على الفيلموغرافيا الخاصة بي، يظهر أنّي مثّلت في أفلامٍ، تجمعها غالباً تلك السمة الشخصية. لديّ صورة، والجمهور يُحبّني بفضلها. عندما أخرج من تلك الصورة (أفعل هذا أحياناً)، يقول الجمهور لي إنّ هذا (الخروج) ليس لي".


تبدو ماتيلد سينييه مُقتنعةً بفكرة، مفادها أنّ الممثل/ الممثلة يؤدّي الدور الذي هو عليه في شخصيته وحياته: "عجيبٌ هذا. أمثّل شخصيات متمرّدة في فيلموغرافيا انتقائية، وأنا مختلفة للغاية، بحسب نظرة النساء. جسدياً، أتمكّن من تغيير شكلي، لكنْ، في العمق، يرتبط الأمر بتأديةِ شخصيّةٍ (ما)". لكنْ، أنْ يكون المرء "شخصيّة" في الوسط السينمائي، أهذه ميزة أم أمرٌ غير مُريح؟ تقول سينييه: "غالباً يكون هذا غير مُريح. أتحدّث كثيراً عن هذا الموضوع، بشكل انتقادي. لهذا، مخرجون عديدون لا يُحبّونني. لكنْ، اليوم، لم يعد هذا ممكناً بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، لأننا لم نعد نحصل إلّا على ضربات".
عام 1994، بدأت ماتيلد سينييه (مواليد باريس، 17 يناير/ كانون الثاني 1968) العمل في السينما. سريعاً، فرضت نفسها في المشهد السينمائي الفرنسي، خاصة بعد حصولها على 3 ترشيحات رسمية لجائزة "سيزار" (المُعادل الفرنسي لـ"أوسكار" الهوليوودية)، في فئة أفضل دور نسائي ثانٍ، عن "تنظيف جاف (Nettoyage A sec)" لآن فونتان (1997)، و"(معهد) فينوس للتجميل" (1999)، لتوني مارشال، و"هاري، صديقٌ يتمنّى لك الخير" (2000)، لدومينيك مول. لكنّها لن تحصل على أي جائزة "سيزار" لاحقاً، بل على "جائزة رومي شنايدر" عام 1999 (منذ عام 1984، تُمنح هذه الجائزة سنوياً لممثلة تكون "أمل" السينما الفرنسية أو الفرنكوفونية. تحمل اسم الممثلة الفرنسية الألمانية، المتوفاة صباح 29 مايو/ أيار 1982، عن 44 عاماً، وفرضية الانتحار واردة)، و"جائزة سوان الذهبية"، من "مهرجان الفيلم في كابورغ" (2002)، في فئة أفضل ممثلة، عن دورها في "سنونوة واحدة صنعت الربيع" (2001)، لكريستيان كاريون.
عن موافقتها على التمثيل في "جوقة الروك"، تقول ماتيلد سينييه إنّ السبب كامنٌ في أنّ القصّة حقيقية: "أحبّ الحقيقيّ في الحياة"، تُضيف أنّ فكرة جوقة كبار، يُراد منهم أنْ يُغنّوا أغنيات غبيّة بينما يريدون غناء الروك، عظيمةٌ: "إنّه أيضاً فيلمٌ عن الروابط ـ العلاقات الاجتماعية، وهذا مهمّ جداً حالياً. أحبّ هذا الفيلم كثيراً، لإظهاره أنّ للكبار في السنّ حقّاً في الاستمتاع".

المساهمون