سينمائيون عرب وترامب (1/ 2): كاوبوي سيُهيمن على كلّ شيء

18 ديسمبر 2024
سيباستيان ستان في "المتدرّب": فضحٌ سينمائيّ لشخصية مضطربة (الملف الصحافي)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تأثير دونالد ترامب على السينما والفنون يظهر في فيلم "المتدرّب" للمخرج علي عباسي، حيث يُبرز تأثيره على الثقافة والفنون كرمز للسياسات الليبرالية المتطرفة.

- تواجه هوليوود تحديات اقتصادية وسياسية في ظل حكم ترامب، مع توقعات بتقليص الإنفاق على صناعة الترفيه وزيادة التوترات مع دول مثل الصين، مما قد يؤثر سلباً على حرية التعبير والإبداع.

- تناولت السينما شخصية ترامب في أفلام وثائقية وروائية مثل "الحلم الأميركي" و"فهرنهايت 11/9"، التي تقدم رؤى نقدية لعصره وتأثيره على السياسة والمجتمع.

 

لن يكون "المتدرّب" (2024)، لعلي عباسي (مخرج إيراني دنماركي)، سبباً وحيداً لمحاولة قراءة سينمائية لدونالد ترامب، شخصية وسلوكاً وخطاباً وتفكيراً، العائد ثانيةً إلى البيت الأبيض (20 يناير/ كانون الثاني 2025). فرغم أهميته الدرامية والجمالية والتمثيلية (إلى اشتغالاته الأخرى)، تُشغل شخصية الرئيس الأميركي الـ47 (2025 ـ 2029) سينمائيين وسينمائيات (وعاملون وعاملات في فنون وثقافة وعلوم مختلفة)، في كلّ شيء: سلوكه وشعبويته وتأثيره في بلدٍ كالولايات المتحدّة الأميركية، وفي عالمٍ يعاني اضطرابات خطرة، وحروبٍ تكاد لا تنتهي.

لكنْ، كيف ينظر سينمائيون عربٌ إلى العالم مع "دونالد ترامب 2"؟

هذه بداية تأمّل وتصوّر (أُنجز هذا التحقيق بالتعاون مع الزميلين علاء المفرجي من بغداد وعبد الكريم قادري من الجزائر، وتمّ ترتيب الأسماء بحسب التسلسل الأبجدي للاسم الأول):

 

عبد الإله الجوهري (مخرج مغربي)

ترامب (Trump). نُطق هذه الكلمة باللغة العربية لا يبتعد عن معنى كلمة الخداع أو الغشّ (Tromper) باللغة الفرنسية. أهذا مكر اللغة، أم مصادفة عادية يريد كاتب/ مخرج البحث في مسالك/ مهالك الشعبوية، للحديث عن رئيس أميركي جديد/ قديم، انتُخِب ثانية بشكل ديمقراطي جداً، في بلد ينتصر للديمقراطية ويدّعي حمايتها، لكنْ من دون أنْ ينتصر لها أو يحميها عندما تمسّ مصالحه أو مصالح بلدان تدور في فلكه وتتنفّس برئتيه.

دونالد سياسي ليبرالي، انتعشت في مرحلة حكمه الأولى مصطلحات لغوية عنيفة، تُرجِمت في الواقع وهو يوقّع على قرارات يتداخل فيها الحق بالباطل، وانتعشت المماحكات الشعبوية المُرادفة لتدبير دفّة الحكم كيفما اتفق، إلى حدّ التناغم مع من يُعتَبر عدو السياسات الأميركية الخارجية. تجلّى ذلك في التفاهمات مع زعيم روسيا الأوحد فلاديمير بوتين، واللقاء على حدود الكوريتين مع الطفل الحاكم في كوريا الشمالية كيم جونغ أون وهو يلعب بمجسّم مُصغّر للقنبلة النووية.

دونالد ترامب رجلان في واحد، وسياسي برأسين مشدودين إلى الأعلى، يفكّران بشكل مُتضاد في كيفية تسيير العالم، وفرض هيمنة أميركا عليه بقوّة الحديد والنار، وحَلْب دول عدّة لا يمكنها أنْ تعيش من دون مظلّة أميركية، وخنق الأصوات الرافضة لمنطق الحمق، في الداخل والخارج.

ما عساه الفن اليوم، أي في عصر التحكّم الترامبي، أنْ يصنع، ليقف في وجه مرحلة مقبلة بثقل القرارات الساعية إلى محو الهويات، وفرض تراث ومنطق الصوت الواحد، القادر على النفخ في جعبة العصرنة الفارغة من معاني الحياة، وإفراغ الإبداعات من كلّ إبداع، اللهم إلّا إبداع التقنية والتكنولوجيا القادرة على مسخ صورة العالم، وتقديمه على صحن الاستهلاك؟

أميركا كانت وستظلّ، مع الرئيس الجديد، تُهيمن على الصورة، وتتحكّم في تجلّياتها. لكنّها الآن ستصبح أكثر توجيهاً وخدمة لسياسة الضرب من تحت الحزام، والتغريد خارج السرب لفرض قواعد جديدة في التعامل مع الثقافات العالمية، وتوجيه هوليوود لتمعن في تصويرنا كنوع بشري يستحق المحو. بشر لا يستحقون أنْ تطأ أقدامهم أرض العم سام، تلك الأرض التي فتك بها هذا المُسمّى سام بقوة السلاح، وأباد شعوبها الهندية الأصيلة، ليحوّلها إلى ثكنة عسكرية، وسوق اقتصادية كاسحة تبتلع كلّ شيءٍ.

 

 

ترامب الغني، الذي لا يؤمن بغير سلطة المال، سيسعى بكلّ سلطاته إلى مزيد من حَلْب دول لم تُطوّر نفسها اقتصادياً وسياسياً. سيلفّ حبالاً على أعناق سياسيين رافضين للانصياع، ويجرّهم إلى المسالخ بتُهم مختلفة، ويخنق الأصوات الصارخة في وجه بشاعة اقتلاع الشعب الفلسطيني، وتأديب من يساندهم، أميركياً كان أمْ أجنبياً. وطبعاً، سيرفع الأسوار بشكل أعلى في وجه الهجرات الآتية من أركان الدنيا، مع معاملة خاصة بالمسلمين، لأنّه يعتبرهم أساس كلّ الشرور في العالم، ما داموا يرفعون صوت الأذان خمس مرات في اليوم، ويساندون قضايا الإسلام والمسلمين، ويتكلّمون بصوت عال في وسائل النقل وكلّ الفضاءات العامة.

أعتقد أنّ أميركا الغد، في حكم ترامب، ستكون أكثر تطرّفاً وتدخّلاً في شؤون البلدان. ستصبح أكثر تغوّلاً مع رئيسٍ لا يفهم غير لغة المال والأعمال، وإطلاق العنان لليبيرالية المتوحّشة كي تبتلع كلّ شيءٍ، وكي تفتح أراضي استعصت إلى الآن على الترويض، وغزو أسواق ظلّت مُغلقة في آسيا أساساً (الصين)، وتصبّ الزيت على نار الحرب في أطراف روسيا بمزيدٍ من الدعم لأوكرانيا، وتوسيع مساحات هيمنة الحلف الأطلسي ودعم ترسانته النووية.

سيناريوهات المستقبل، في حكم هذا الكاوبوي، لا تجعلني متفائلاً بما ينتظر عالمنا من مفاجآت اقتصادية وسياسية، سترهن مستقبل أجيال وأجيال، وتُكرّس هيمنة العالم الغربي (أوروبا وأميركا)، وما سيُحاك في حقّ بعض الشعوب المقهورة والمغلوب على أمرها، كالشعب الفلسطيني، الذي سيدفع ثمن تشبّثه بأرضه ونضاله في وجه الصهيونية العالمية، من دون أنْ يجد له معين، وهو يواجه قضم الأرض والتشرّد والعيش في المنافي، بإرادةٍ في الصمود والبقاء وتحدّي سياسات الإبادة.

أبدو متشائماً وأنا أكتب هذه السطور بمرارة وتهيّب كثيرين. لكنّي في الوقت نفسه لا أزال أحتفظ ببعض تفاؤل في أنّ الغد سيحمل بعض إشراقات الأمل، خاصة أنّه يصعب معرفة تحوّلات الواقع، أو التنبّؤ بوثوقية عمياء بأنّ كلّ آتٍ لا يحمل إلّا المنغّصات والتراجعات القاتلة، لأنّه لا يمكن الاستهانة بكارما المستقبل، ولا بمقاومة الشعوب الحرة والأصوات المناهضة لكلّ أشكال الظلم. أصوات موجودة هنا وهناك، سيكون مطلوباً منها، اليوم وغداً، أنْ تكون أكثر يقظة وتأهّباً لمواجهة كلّ المستجدات التي تنتظر العالم، وتستعدّ لفصلٍ جديد من فصول المقاومة، ليتمكّن العالم من جَرّ هذا الفظّ الأشقر، ترامب، إلى دوائر العقل والمنطق، وإفهامه أنّ إرادة الشعوب لا تُقهر، وأنّ المال يمنح القوّة لكنّه لا يمنح الحقّ والشرعية.

 

فراس الشاروط (ناقد وباحث سينمائي عراقي)

لم يكن الرئيس الجمهوري الحالي غريباً عن الظهور أمام الكاميرات. قبل دخوله عالم السياسة، كان يظهر بانتظام في البرامج التلفزيونية والأفلام، وكان دائماً يلعب دور نفسه، ويتدخّل غالباً في إشارة إلى ثروته الشخصية. إنّه ممثل حائز على جوائز من الناحية الفنية، وكان المضيف والمنتج المشارك لـ14 موسماً من برنامج تلفزيوني واقعي، تنافس فيه الناس على عقد للترويج لأعماله العقارية.

مع ذلك، في ظلّ رئاسته الجديدة، تستعد هوليوود، التي تواجه فعلياً تقليصاً في الإنفاق ومخاوف وجودية بشأن أفلامها السينمائية، لمزيد من التقلّبات المحتملة من الإدارة المقبلة لترامب. أعرب محلّلون عن قلقهم بشأن التأثير الذي ربما تخلفه حرب التعرفات الجمركية المحتملة على صناعة الترفيه، فالرئيس المنتخب لم يضع خططاً مُحدّدة لصناعة الترفيه، ومحلّلون قالوا إن سياساته الأوسع المقترحة بشأن التعرفات الجمركية العالمية، فضلاً عن التهديد بالانتقام من الشركات، ستؤدي ربما إلى تجميد الأعمال المميزة في لوس أنجليس، في حال نفّذ تهديداته بفرض تلك التعرفات. فدول كالصين ربما تحظر الواردات الأميركية، بما فيها الأفلام والبرامج التلفزيونية، وهذا من شأنه أنْ يؤثّر سلباً على سوق التوزيع، المتعثرة فعلياً.

في الفترة الأولى لولايته، أُلقِيَ اللوم جزئياً على الحرب التجارية التي خاضها ترامب مع الصين، في إعاقة علاقة هوليوود بتلك الدولة (هوليوود الليبرالية هي العدو). ورغم أنّ هذا الرجل صنع اسمه في مجال الترفيه، فإنّه لن يكون سياسياً مؤيّداً لهذه الصناعة. الأفلام والبرامج التلفزيونية التي تصوّره سلبياً تخاطر بإثارة غضبه، ما يؤثّر على الشركات الكبرى. هكذا ينشا حذر شركات الإعلام والترفيه العملاقة من الموقف الذي وجدت "والت ديزني" نفسها فيه، بعد صراعها مع حاكم ولاية فلوريدا بشأن ما يُسمّى بتشريع الولاية المناهض لمجتمع المثليين والمتحوّلين جنسياً، الذي يسمى "لا تَقلْ مِثليّ". من ناحية أخرى، ربما تشهد وسائل الإعلام الأكثر محافظة ارتفاعاً في أسهمها.

من جانب آخر، دعا حكّام ولايات أميركية إلى رفع الحدّ الأقصى السنوي للائتمانات الضريبية للأفلام والتلفزيون في ولاياتهم. كما دعوا، مع آخرين، الحكومة الفيدرالية إلى التدخل والحفاظ على قدرة الولايات المتحدة على المنافسة في الإنتاج العالمي. لكنْ، غير مُرجّح أنْ يمدّ ترامب شريان الحياة إلى صناعة الأفلام والتلفزيون، فنجوم هوليووديون عديدون ومدراء تنفيذيون داعمون لكامالا هاريس، المرشّحة الديمقراطية ونائبة الرئيس جو بايدن، قدّموا لها تأييدهم ومالهم بعد الضغط على الرئيس بايدن للانسحاب من السباق، بنيما تحوّط آخرون في رهاناتهم، خاصة أنّ فيلم سيرة ترامب "المتدرب" لعلي عباسي واجه صعوبة في العثور على موزّع، بعد تهديد فريق الرئيس المقبل باتّخاذ إجراء قانوني (الفيلم لم يُحقّق إيرادات جيّدة في شباك التذاكر في الولايات المتحدة)، والرئيس نفسه طلب من محاميه إرسال خطاب إلى المنتجين لوقف عروضه، بعد تقديمه لأول مرة دولياً في مهرجان "كانّ" (2024).

واضحٌ أنّ ترامب يُفضّل لعب دور ترامب فقط، لكنّ سيباستيان ستان أدّى دوره شاباً في سبعينيات القرن الـ20 في فيلم عباسي، حين عمل مُحصّلاً للإيجارات لحساب والده، وهو يحلم بتشييد فندق وسط المدينة. وأدّى جيريمي سترونغ دور المحامي الذي يأخذ رجل العقارات المحتمل تحت جناحه، ويُحوّله إلى رجل أعمال ناجح بأي ثمن. نال الفيلم استحسان النقّاد، لكنّ ترامب ليس من محبّي هذا التصوير، إذْ وصفه في وسائل التواصل الاجتماعي بأنّه "عمل مثير للاشمئزاز".

 

نزار شهيد الفدعم (مخرج عراقي)

لم يحظَ رئيس أميركي باهتمام الإعلام والسينما، في حياته وأثناء تسلّمه المسؤولية، مثل دونالد ترامب. فأينما يتحرّك، يُشغل الإعلام، والكاميرات تلاحقه وترصد حركاته وتسجّل أحاديثه، لتكون مادة دسمة لبرامج الـ"توك شو".

إذا اختلفنا معه أو كنّا معه، فهو عصاميّ وابن زمنه. عرف كيف يحقّق طموحاته وأحلامه، ويحوّلها إلى واقع، وينتقل من كرسيّ المُراقب والمُعلّق إلى أنْ يكون مركز الحدث، في عالمٍ اختلفت فيه القيم وتراجعت المبادئ، وأصبح المنطق الحقيقة الوحيدة لمن يملك القوة. ترامب الأكثر جدلاً في تاريخ الرؤساء الأميركيين، والأكثر إثارة وواقعية في معالجة الأحداث وعبورها، بالالتزام بمصلحة أميركا وأصدقائها.

 

سينما ودراما
التحديثات الحية

 

إنّه رجل المال الذي صعد عبر تجارة الترفيه والعقارات، وتربّع على كرسي السياسة العالمية. لا يحكمه إلّا منطق المصلحة والمنفعة التي يريد تحقيقها ليرتفع رصيده عند جمهوره. لذلك، سيعمل على تبييض صفحته الجنائية في عشرات القضايا المُقدَّمة ضده، وإسقاط الدعاوى المُقامة على أنصاره بسبب هجومهم على الكابيتول. سيطلق أكبر برنامج ترحيل جماعي للمهاجرين، وسيعمل على إيقاف، أو الحَدّ من هجرة المكسيكيين عبر الحدود، ويلغي حماية الطلاب المتحوّلين جنسياً. خارجياً، سيعمل على تسوية الحرب بين روسيا وأوكرانيا "في يومٍ واحد"، كما صرّح. لكنّ المبعوث الروسي في الأمم المتحدة ردّ قائلاً إنّه لا يُمكن حَلّ حربٍ كهذه في يومٍ واحد.

لكنْ، تبقى المنطقة العربية عالقة بين طموحات اليمين الإسرائيلي المتطرّف، الذي يحاول التمدّد في الأرض العربية كلّما سنحت له الفرصة، وتأمين مستقبل إسرائيل للأعوام العشرة المقبلة، بتدمير كلّ مقاومة فلسطينية وعربية لوجوده، مع احتجاجات عربية خجولة، وسياسة أميركية تعتبر إسرائيل صديقاً مُفضّلاً لها، رغم مصالحها الكبيرة في الوطن العربي. وبما أنّ ترامب رجل مصالح ومنافع متبادلة، سيحاول إيقاف آلة الدمار والقتل والخراب الإسرائيلية، باتفاق لوقف إطلاق النار لا يُحقّق مصالح العرب، ولا يوقف أحلام إسرائيل بالتوسّع، خاصةَ أنّها حقّقت أهدافها من عدوانها الأخير، والآن تُمعن بالقتل والتدمير والتخريب لمسح الوجود الفلسطيني في غزّة، وإعادة رسم الخريطة.

السينما تعاملت مع ترامب في أفلامٍ روائية ووثائقية عدّة، مستمدّة قصصها من حياته الشخصية، وتراوحت أساليب معالجة شخصيته بين فيلمٍ وآخر، في محاولة فهمها وفهم تأثيرها الواسع. منها: "الحلم الأميركي" (2017)، وثائقي يتناول سيرة ترامب من طفولته إلى رئاسته، و"ترامب.. حلم أميركي" (2018)، إنتاج بريطاني يعتمد على مقابلات مع أشخاص تعاملوا معه، مع تسجيل انطباعاتهم عنه سلباً وايجاباً. يميل الفيلم إلى أنْ يكون موضوعياً.

هناك أيضاً "فهرنهايت 11/ 9" (2018)، لمايكل مور، الذي يُقدّم رؤية نقدية لعصر ترامب، وأسباب فوزه بالانتخابات، ويستعرض قضايا اجتماعية وسياسية ساعدت في صعوده، ويوجّه نقداً لاذعاً للإعلام الأميركي والمؤسّسات السياسية. أمّا "رئيسنا الجديد" (إنتاج روسي)، فيستعرض كيفية تعامل الإعلام الروسي مع شخصية ترامب، و"المتدرّب" للدنماركي الإيراني علي عباسي عن سيناريو لغابريل شيرمان. هذا الفيلم أثار غضبه واستياءه، لأنّه يُصوّره أثناء إجرائه عمليتين جراحيتين لشفط الدهون من بطنه وإزالة صلعه، وتناوله حبوب "الأمفيتامين".

هذه الأفلام وغيرها قدّمت صورة عنه، وعكست وجهات نظر مختلفة. لكنّه سيبقى في نقطة الضوء فترة ليست قصيرة، قبل أنْ يأفل نجمه، ويصبح رئيساً متقاعداً.

المساهمون