سمير صبري... عاشق الرومانسية

05 ابريل 2022
تحول سمير صبري لأيقونة للحب والعطاء للكثيرين (عمار عبد ربه/ فرانس برس)
+ الخط -

الكثير من الناس يتابعون حالة الفنان الكبير سمير صبري المرضية، ويتابعها معهم زملاؤه وزميلاته من الوسط الفني بكثير من الاهتمام.

قضى سمير صبري ردحاً من الزمن وفياً لقيم الحب والحق والخير والجمال، مجسدًا كل هذا في الكثير من أعماله الفنية، بل في كثير من مواقفه الحياتية تجاه زملائه. فهو الوحيد الذي كان يسأل بشكل منتظم عن نجمنا الكبير الراحل نور الشريف في فترة مرضه، وهو الوحيد الذي ساعد سماح أنور في محنتها المرضية والمادية، ويكاد يكون الوحيد أيضاً الذي تواجد بشكل مستمر ومنتظم في كل مآتم وأفراح زملائه في الوسط الفني.

وظل صبري وفياً لقيم التسامح والتراحم والعطاء دون انتظار المقابل، رغم تعرضه في منتصف حياته الفنية لظلم كاد أن ينهي مسيرته الفنية المتنوعة كلها. ولم يقف معه في محنته الكبرى التي واجهته سوى صديقه الموسيقار الراحل عمار الشريعي.

لم يقف معه في محنته الكبرى التي واجهته سوى صديقه الموسيقار عمار الشريعي

تعرض صبري للحظر من العمل في جميع الأعمال الفنية، جراء اشتراكه في فيلم "موت أميرة"، وتزامن هذا مع إيقاف برنامجه التلفزيوني الأشهر "النادي الدولي"، بمؤامرة أريدت بها إزاحته عن المشهد الإعلامي برمته، وبالتزامن مع ذلك أطلقت شائعات الأزقة والحواري عليه، لكي تنال من نجمنا وتنهشه، وتجهز عليه إجهازاً تاماً.

ولكن سمير صبري، وبإرادة من حديد، تصدّى لكل هذا، وقرّر البداية من جديد، بعدما اعتذر عن استكمال برنامجه الأشهر "النادي الدولي" بإرادته، وبعد محاصرته إعلامياً وفنياً. غير أن وجود عمار الشريعي إلى جانبه، جعله يصنع بداية جديدة لمشواره الفني، فكانت أغنية "والله هاتروق وتحلي"، ثم بدأ وبجرأة شديدة الغناء في الأفراح رغم غرابة الفكرة آنذاك.

ونجح صبري في كل ذلك، وبدأ في تكوين فرقته الاستعراضية، لتكون له مواسم ثابتة في الفنادق الكبرى. ومع مرور الزمن، استطاع بحق أن يلقب بصانع البهجة وعاشق الرومانسية، فقد تزاحم على بابه الوسط المخملي لإحياء أفراح أنجالهم، وكذلك زميلاته وزملائه من الوسط الفني، وأصبح الفرح الذي لا يغنيه سمير صبري يفقد الكثير من بهائه.

وعلى الرغم من كل هذا النجاح، فكان هناك إصرار من البعض على إحكام الحلقة عليه وحوله، كي لا يستعيد أمجاده السابقة في السينما، إلا أنَّه استطاع كسر هذا الحصار الشديد بأفلام من إنتاجه، محققة نجاحات فنية وجماهيرية كبرى. وهذا الشد والجذب في حياته لم يملئ صدره بالحقد نحو نجاح زملائه الذين بدأوا معه أو كانوا أدنى منه.

تحول سمير صبري لأيقونة للحب والعطاء للكثيرين من المحيطين به. ولم يبخل يوماً في مساعدة زملائه معنوياً ومادياً، حتى الذين كانوا ضده في البداية ومَن لم يساندوه في لحظات ضعفه وانكساره.

فلذلك كله، استحق سمير صبري كل هذا الحب من زملائه في أيام مرضه العصيبة.

لقد كان وما زال بحق صانع الرومانسية والسعادة لكل من حوله، معلياً قيم الحق والخير والجمال التي نسيها أو تناساها الكثيرون.

دلالات
المساهمون