سقوط طفل مغربي في بئر عميقة يهزّ مواقع التواصل: "#أنقذوا_ريان"

03 فبراير 2022
الطفل ريان عالق عند 32 متراً (فيسبوك)
+ الخط -

هزت قضية عملية إنقاذ الطفل ريان (5 سنوات) العالق في بئر عميقة لا يتجاوز قطرها 30 سنتمتراً، في ضواحي مدينة شفشاون (شماليّ المغرب)، مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب.

وفيما تواصل السلطات المغربية جهود إنقاذ الطفل العالق في البئر، منذ أول أمس الثلاثاء، أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي نداء استغاثة للإسراع في إنقاذ الطفل، من خلال وسم "#أنقذوا_ريان"، بالتزامن مع إثارة جدل حول الإمكانات المتاحة لرجال الوقاية المدنية لإنقاذ أرواح الناس.

ويحبس المغاربة، منذ ليل الأربعاء، أنفاسهم ترقباً لنجاح جهود حثيثة لإنقاذ الطفل الذي سقط في بئر مهملة لا ماء فيها بمنطقة تمروت التابعة لمحافظة شفشاون، ظهر الثلاثاء الماضي. فيما قضت فرق الدفاع المدني ومتطوعون وقوات الأمن ليلة بيضاء في سباق مع الزمن لإنقاذ الطفل.

وتقول فرق الإنقاذ إن الطفل عالق عند عمق 32 متراً في البئر البالغ عمقها 60 متراً تقريباً.

وفي وقت سابق، تمكنت فرق الإنقاذ من إدخال كاميرا إلى البئر لتتبع حالة الطفل، الذي أبدى تفاعلاً بتحريك إحدى يديه في أولى العلامات على أنه ما زال على قيد الحياة، بعد ساعات طويلة من سقوطه في البئر. كذلك يجري إنزال الأكسجين ومياه وطعام إلى الطفل، لكن لا تأكيدات لتناوله أي شيء منذ سقوطه في البئر.

وخلال الليلة الماضية، تطوّع متخصصون لإنقاذ الطفل ريان، لكن محاولاتهم باءت بالفشل بسبب ضيق قطر البئر، علماً أنها تزداد ضيقاً عند النزول. وتمكن أحد المتطوعين بالفعل من الوصول إلى عمق 28 متراً حتى صار بإمكانه سماع أنين الطفل وبكائه، لكنه لم يستطع مواصلة عملية الإنقاذ. وقبل ذلك، نزل متطوع آخر إلى عمق 30 متراً.

ومع فشل محاولات الإنقاذ عبر البئر، تواصل جرافات سباقاً محموماً للحفر على مقربة من البئر إلى عمق يتيح لفرق الإنقاذ الوصول إلى طفل عبر نفق بطول مترين. لكن هذه العملية قد تستغرق ساعات طويلة، حسب وسائل إعلام محلية.

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي وعدد كبير من الفنانين مع حادثة سقوط الطفل ريان في البئر ومجريات عملية إنقاذه. وكتب الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، حمد البيضي: "ألا يخجل بلدنا الأمين، بمؤسساته وأجهزته المختصة وآلياته الثقيلة، وهو ينتظر من مواطنين عُزَّل التطوع للنزول إلى قعر الجب بقصد إنقاذ الطفل ريان "النائم"، على مشارف الموت، في الظلمة والبرد والجوع؟".

وتابع في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" متسائلاً: "أي عبث هذا؟ أين نحن من شعارات تدبير المخاطر؟ أين موقعنا من رتب فرق الإنقاذ الخاصة؟ أين آلياتنا المنجمية المستعملة في استخراج ثروات البلد من باطن الأرض؟ اصمد يا ريان بما بقي من أنفاسك، كل أديان الأرض تصلي لأجلك، مؤلم جداً ما يحدث، قلوبنا لا تزال في البئر. رجاء دعونا نبكي ولا تقمعوا دموعنا".

أما الناشط سعيد مبشور، فكتب: "ساعات طويلة قضاها الطفل ريان في البئر تجاوزت الأربعين ساعة.. كان على الدولة أن تسخّر كل إمكاناتها من اللحظة الأولى لإنقاذ ريان، لا أصدق أن بلادنا بكل أنواع فرق الوقاية والتدخل لدى كل الأجهزة والأسلاك غير قادرة على إخراج طفل من حفرة عميقة لمدة 40 ساعة، أنقذوا ريان، أنقذوا مستقبلنا".

من جانبه، علّق الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي محمد الصروخ على قضية ريان بالقول: "ألم يعتصر قلوب المغاربة، كل البيوت تتابع عبر المباشر من هنا وهناك وتترقب في كل دقيقة خبراً مفرحاً بإنقاذ الطفل ريان. 48 ساعة شارفت على سقوط ريان في البئر الغائرة، ولا أمل سوى انتظار أيدي الجرارات والجرافات بعدما باءت كل الجهود الفردية بالفشل".

فيما كتبت الإعلامية فاطمة بوغنبور، على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "ليلة بيضاء. نوم متقطع وكوابيس أرى فيها ضيقاً شديداً واختناق صوت مكتوم وقلب يخفق.. ريان قصة وطن بأكمله في بئر.. اللهم بحق عظمتك وقدرتك أخرجه من الضيق وامنحه فرصة ومعه نحن العالقون فوق الارض".

من جانبها، كتبت الفنانة المغربية لطيفة رأفت على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "يا رب في هذه الليلة العظيمة أول رجب نتمنى أن يتم إخراج ريان من الحفرة عما قريب، لكي نفرح مع والديه. انتبهوا لأبنائكم الإهمال لا يرحم.. يا رب".

لمياء شرف .. مصر .. بريطانيا
لمياء شرف .. مصر .. بريطانيا

لمياء شرف

كاتبة صحفية، مصرية، ومغتربة بهدف مواصلة السعي.

"ريان" يؤلف بين الجزائريين والمغاربة

أبدى الجزائريون تعاطفاً بالغاً مع ريان وعائلته. غطت صورة الطفل صفحات التواصل الاجتماعي في الجزائر، وأظهرت بالغ التعاطف مع المغاربة في هذه المحنة الإنسانية.

ووُصفت هذه اللحظات بأنها جاءت لإطفاء نار الفتنة والبغضاء التي غذّتها بعض المواقع والصفحات، خاصة خلال كأس العرب وكأس أفريقيا الأخيرة، وعلى خلفية الخلافات السياسية بين البلدين.

ووصف جوبا مسعودي حادثة ريان بأنها مأساة توحد بين الجزائريين والمغاربة، في إشارة منه إلى الحادثة نفسها التي كانت قد شهدتها الجزائر عام 2018، عندما سقط الشاب عياش في بئر أرتوازية في منطقة المسيلة وسط الجزائر.

وكتب على صفحته: "المآسي توحد بني البشر، كان الله في عونك أيها الصغير ريان، تتشابه المغرب والجزائر في كل شيء، حتى في مأساة عياش وريان".

وأشاد المحامي، عبد الغني بادي، بما أظهره الجزائريون من روح الأخوة والتعاطف مع المغاربة في حادثة الطفل ريان، وعلّق على ذلك بالقول: "الجزائر والمغرب خوت على حد قول الأشقاء المغاربة، اللهم فرج على الطفل ريان، إنك على كل شيء قدير".

فيما توجه الناشط السياسي، مسعود دغدغ، بالدعاء لنجاة الطفل المغربي، وكتب على صفحته: "اللهم كما أفرحت قلب أم موسى برؤية ابنها وبشرت يعقوب بعودة يوسف ونجيت يونس من الظلمات أفرح قلب أم ريان وكل من ينتظر خروجه من وسط البئر الذي سقط فيه أخرجه سالماً معافى.. اللهم احفظه بعينك التي لا تنام فأنت خير الحافظين".

واعتبر عبد الجبار بلعيد أن "ما فرقته السياسة وكرة القدم جمعه الطفل المغربي ريان. اللهم أخرجه سالماً معافى".

وكتب رضوان حسناوي: "أدركت فعلاً أن قلوب الشعوب عند بعضها"، "مهما تعددت محاولات التفرقة. اللهم أعد ريان إلى أهله سالماً معافى".

المساهمون