رنا الحلو على الخشبة في كندا: أمي وحماتي

13 مايو 2023
رنا الحلو في عرض مسرحي في مونتريال (من الفنانة)
+ الخط -

 

رنا الحلو ممثلة لبنانية درست في معهد الفنون الجميلة في بيروت ونالت تقديراً عالياً. تذكر في حديثها إلى "العربي الجديد" أن أستاذها الراحل، ناجي معلوف، تمنى أن يبصر نصّها النور يوماً ويصبح مسلسلاً، نظراً إلى تفوقها في كتابة السيناريوهات والحكايات، لكن القدر حملها بعد تخرجها وزواجها إلى كندا. هناك أنجبت طفلها، وبدأت رحلة أخرى في عالم المسرح.

تروي رنا الحلو عن بداياتها بعد التخرج في لبنان، وكيف عملت مع مجموعة من المخرجين، أبرزهم بودي معلولي وبيار أسمر، ومثلت في إعلانات تجارية، ثم تعاونت مع مخرج الكليبات وليد ناصيف، قبيل مغادرتها بيروت.

هذه التجارب أغنت مرحلة ما بعد التخرّج، لتبدأ قبل سبع سنوات في مونتريال العمل في مسرحيات تنظمها الكنائس هناك تزامناً مع الأعياد والمناسبات الدينية. الدولة الكندية لا تدعم الأعمال المسرحية العربية، ويبقى الأمر شأناً خاصاً بين المنتج والممثل وعلى نفقته الخاصة.

بدأت مبادرات رنا الحلو الفردية في كندا عام 2019، حين قدمت مسرحية "أوبن مايند" ولاقت نجاحاً كبيراً. بعدها، التقت بالممثلة اللبنانية عايدة صبرا التي هاجرت هي أيضاً، وتم الاتفاق بينهما على تقديم مسرحية عربية، لكن الحظ لم يكن لصالح المشروع بعدما دخل العالم في جائحة كوفيد-19.

قبل أشهر، بدأت الحلو بتقديم مسرحيتها الأولى في مونتريال، وعنوانها "بين حماتي وأمي". تقف وحيدة على خشبة المسرح، مستعينة للمرة الأولى بشاشات مُصورة لدور الأم والحماة. تقول الحلو: "السيناريو المفترض أني أداور بين الثلاثة على المسرح مباشرة أمام الجمهور. هي المرة الأولى التي تدخل هذه التقنية على المسرح، وفوجئ الجمهور بالشاشات الطولية التي صورتها بنفسي مع زميلي أحمد عثمان، وخضعت لمونتاج يتناسب مع الحكاية بلهجة عربية مفهومة لكل الجمهور، وهو من جنسيات عربية مختلفة".

تروي المسرحية قصة الاختلاف بين واقع المواطن العربي المقيم والمهاجر، عن طريق يوميات امرأة مهاجرة تروي تفاصيلها مع والدتها وحماتها بطريقة سلسة ومباشرة، وتنقل واقع الاغتراب العربي بسخرية.

تؤكد الحلو أنها تراعي اللهجات في سيناريوهاتها، وتستعين بما يعرف باللهجة البيضاء وليس باللهجة اللبنانية فقط، وهو أمر أساسي. جذب عرضها أكثر من 300 ألف متفرج في الليلة الواحدة. في كندا، يعتبر هذا الرقم جيداً لجهة عبور المسرح العربي الامتحان في بلد المهجر بنجاح.

في هذا السياق، تقول: "تأتيني عشرات العروض لتقديم المسرحية في المطاعم، لكنني أرفض ذلك لأنني ابنة المسرح، وهدفي الأول هو إثبات قدرتي كممثلة ومسرحية عربية حملت شهادتها وعملها للخارج وأثبتت موهبة وحرفية تلقفها الناس، رغم الكلفة المالية التي عليّ تدبّرها لتأمين مكان العرض ونفقاته، لكن كل ذلك سهل أمام النجاح، وأمام بداية تحقيق جزء من أحلامي بعد عروض قادمة خارج مونتريال، وجولة أميركية باتت قريبة جداً".

دلالات
المساهمون