رسامون فلسطينيون يستذكرون دنيانا العمور إحدى شهيدات العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة

23 اغسطس 2022
رسم الفنانون لوحات تعكس معاناة الفلسطينيين في غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

عكس فنانون فلسطينيون واقع العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة من خلال مُحاكاة رُسومات الفنانة الشهيدة دنيانا العمور، والتي استشهدت جراء القصف الإسرائيلي داخل منزلها وبين لوحاتها التي كانت تحلم فيها بحياة آمنة ومستقرة، بعيداً عن الخطر والخوف.

واجتمع عددٌ من الرسامين خلال اليوم الفني، الذي نظمته جمعية الثقافة والفكر الحر (المركز الثقافي)، داخل بيت الشهيدة الفنانة دنيانا العمور في حي الفخاري، جنوبي قطاع غزة، حيث رسموا تفاصيل الممارسات والاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت المدنيين الفلسطينيين.

وخلال الفعالية التي جرت اليوم الثلاثاء، قام المشاركون بمحاكاة واقع وفن الشهيدة الفنانة من خلال رسم لوحات فنية إبداعية تعبر عن حجم الجريمة الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين خلال العدوان الأخير.

وقامت الفنانة زهراء أبو العينين من مدينة رفح، برسم صديقتها الراحلة وهي ترسم الورد الجوري الأحمر، حين باغتتها قذيفة إسرائيلية دمرت غرفتها ولوحتها التي كانت ترسمها، وتحول لون الجوري الأحمر إلى لون الدم. وقالت أبو العينين لـ"العربي الجديد"، إنّها مع زملائها سيكملون الطريق الذي سلكته زميلتهم، وذلك نظراً للأهمية الكبيرة للفن في إيصال الصور والأفكار.

وغطت مشاعر الحزن المختلطة بمشاعر التحدي ملامح الفنانين المشاركين في الفعالية الفنية داخل بيت الشهيدة، حيث رسمت سهام خلف، من مدينة رفح، يداً ترسم فيما يرافقها وهج من الألوان يسعى إلى محو عالم معتم ومليء بالوجوه الشاحبة.

ويهدف اليوم الفني إلى التأكيد على أهمية أدوات التعبير كالفن والموسيقى والأدب، وذلك من خلال لوحات فنية تشكيلية، تعكس حجم الجريمة الإسرائيلية، والتي ارتكبت بحقّ مدنيين عُزل داخل بيوتهم الآمِنة، في محاولة لإيصال أصواتهم وملامحهم التي غيبتها الصواريخ الإسرائيلية.

وعبّرت الفنانة التشكيلية رانيا خليل عن زميلتها الشهيدة برسم لوحة أثر الفراشة، في دلالة إلى الأثر العميق الذي تتركه، رغم لطفها، وقالت: "أحلامنا تأتي ضمن واقع سيئ، إلّا أن دنيانا كانت تحاول تحقيق أحلامها وآمالها عبر رسوماتها المختلفة".

ووافقها زميلها الفنان عبد الله العكاوي، الذي قال لـ"العربي الجديد": "جئنا لتجسيد واقع الشهيدة ولإتمام مسيرتها الفنية، إلى جانب إيصال فكرة للمجتمع الدولي بأنّنا مستمرون رغم الظروف"، لافتاً إلى أنّه عبر من خلال لوحته عن الشهيدة، فيما عكس عبر الشال مشهد الكفن، وعكس الأمل بالحياة والمستقبل من خلال رسم الورود.

أمّا الفنانة عائشة الأغا، من مدينة خان يونس، فتقول: "الاحتلال الإسرائيلي أنهى مشوار العمور الفني، ومنعها من إيصال رسالتها عبر ريشتها وألوانها، لكنّنا سنكمل طريقها، وسنكمل رسم اللوحة التي لم تكتمل بعد".

وتضيف الأغا متحدثة لـ"العربي الجديد"، أنّ الفن نوع من أنواع المقاومة التي توصل مدى بشاعة ممارسات المحتل بحق المدنيين، موضحةً أن الفنانين شاركوا لإيصال رسالة بأنهم مُسالمون، ولا يحملون القذائف أو الأسلحة، وأن سلاحهم الوحيد "الفكرة والريشة والألوان".

واجتمع بقرب الفرن الكهربائي الذي كانت تخبز عليه والدة الشهيدة دنيانا لحظة استهداف منزلها الآمِن، عدد من الفنانين الذين عكسوا التأثير المُباشِر للقذائف على حياة المدنيين الآمنين داخل بيوتهم، عبر رسم المباني المُدمرة، والصواريخ والنيران، واللوحات الفنية التي عكست الملامح الحزينة والشاحِبة للنساء والأطفال. 

وكانت قذيفة إسرائيلية قد استهدفت بشكل مباشر جدران غرفة الشهيدة العمور، وهي طالبة فنون جميلة، لتقتلتها على الفور عصر يوم الجمعة في 5 أغسطس/آب الحالي، بعدما دمرت مرافق البيت وجدرانه التي علقت عليها لوحاتها الفنية.

وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدوانًا على قطاع غزة مساء يوم الجمعة في الخامس من شهر أغسطس الحالي، واستمر 56 ساعة، بدأ باغتيال أحد قادة الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي" وسط مدينة غزة، وأعقبه قصف لمختلف مُحافظات القطاع، ما أسفر عن استشهاد 49 فلسطينياً، من بينهم 17 طفلاً و4 سيدات، وإصابة 360 شخصاً بجراح مختلفة.

المساهمون