استمع إلى الملخص
- وُلد يانس في يافا ودرس الحقوق في القاهرة، وبرز في الثمانينيات من القرن الماضي بأعمال مثل "نظام عالمي جديد" و"مؤتمر قمة عرب"، كما ساهم في الإذاعة الأردنية والبريطانية.
- أسس أول مسرح مدرسي في أبوظبي وعمل في قطر، وعاد لاحقاً إلى عمان ليواصل مشواره الفني، حيث أشاد وزير الثقافة الأردني بمساهماته التنويرية والإبداعية.
توفي الأحد الفنان الأردني هشام يانس عن عمر يناهز 78 عاماً، بعد معاناة طويلة مع تداعيات جلطة دماغية أصابته لأول مرة عام 2007، لتُختتم بذلك مسيرة فنية استثنائية تركت بصمة عميقة في المسرح والدراما الأردنية والعربية.
وُلد يانس عام 1946 في مدينة يافا الفلسطينية، ودرس الحقوق في القاهرة حيث بدأ شغفه بالمسرح عبر المشاركة في المسرح الجامعي. عاد لاحقاً إلى مقاعد الدراسة ليحصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية عام 2006، في إطار دراسات كان يعتزم توظيفها لتطوير الدراما. لكن إصابته بجلطة دماغية عام 2007، تلتها ثلاث جلطات متفرقة، أثرت على وضعه الصحي حتى رحيله.
برز يانس أحد أعلام الفن الأردني، خصوصاً في ثمانينيات القرن الماضي، حيث كتب وأخرج أكثر من 82 مسلسلاً تلفزيونياً و15 مسرحية سياسية ناقدة، منها أعمال بارزة مثل: "نظام عالمي جديد" مع أمل الدباس ونبيل صوالحة، و"مؤتمر قمة عرب"، و"السلام يا سلام"، و"التطبيع"، و"الحصار اللي صار". إلى جانب ذلك، ساهم في الإذاعة الأردنية مخرجًا ومنتجًا، وكتب نصوصًا تمثيلية للإذاعة البريطانية عُرفت تحت عنوان "الرجل الطيب".
في الثمانينيات من القرن الماضي، قدم الفنان هشام يانس المسلسل التعليمي "المناهل" الذي حقق شهرة واسعة في العالم العربي. كما انتسب إلى رابطة الكتاب الأردنيين ونقابة الفنانين، إلا أن عضويته فيهما علقت لأسباب سياسية.
وأسس يانس أول مسرح مدرسي في أبوظبي، حيث بدأ عمله بمسرحية "أحمد بن ماجد"، ثم عمل في أمارة أبوظبي ودولة قطر مراجعا للنصوص التلفزيونية ومشرفا على المسارح المدرسية هناك. بعد سنوات من العمل الفني في الخارج، عاد يانس واستقر في عمان ليواصل مشواره الفني والإبداعي.
وفي نعيه، قال وزير الثقافة الأردني مصطفى الرواشدة في بيان له: "إن الساحة الفنية الأردنية تفقد اليوم فناناً كبيراً، له رصيد نوعي من الأعمال التي ارتبطت بشخصيته الإبداعية، ما قدمه الفنان الراحل لجمهوره الأردني والعربي عبر مسيرته المميزة في المسرح والدراما، بالإضافة إلى العديد من الأعمال التربوية والدرامية التي قام بكتابتها وتأليفها سيظل في ذاكرة الجميع".
كما قدّم الرواشدة تعازيه إلى عائلة الفنان الراحل وذويه، وإلى أسرته الفنية الكبيرة، وجميع أصدقائه ومحبيه وزملائه من الفنانين في الأردن والوطن العربي. وأكد في كلمته أهمية التجربة الفنية الغنية التي قدمها هشام يانس، مشيداً بحضورها المؤثر في المشهد الثقافي ودورها التنويري. وأشار إلى أن أعمال الراحل، سواء على خشبة المسرح أو في الدراما التلفزيونية، حملت رسائل فنان مثقف خاطبت قطاعات واسعة من الجمهور بمختلف شرائحه الثقافية.