ديل تورو يخشى "تدميراً منهجياً" لسينما بلاده رغم نجاح فيلمه الأخير

25 ديسمبر 2022
تصدر فيلم "بينوكيو" قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على "نتفليكس" (روي روتشلين/Getty)
+ الخط -

على الرغم من النجاح العالمي الكبير للمخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو، وخصوصاً مع فيلمه الأخير المستوحى من قصة "بينوكيو" الشهيرة، فإنه يخشى من "تدمير منهجي" يطاول صناعة السينما في بلاده.

وتصدرت نسخة ديل تورو من فيلم الرسوم المتحركة "بينوكيو" قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على منصة نتفليكس في الأسبوع الممتد من 12 إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول الحالي. تدور أحداث الفيلم حول نجار مسنّ يجد نفسه مع دميته الحية في إيطاليا، إبان زمن الفاشية في ثلاثينيات القرن الماضي.

طُرح الفيلم في التاسع من ديسمبر، قبل أسبوع من إطلاق فيلم "باردو"، وهو عمل يحمل توقيع مواطنه المكسيكي أليخاندرو غونزاليس إيناريتو، يقوم على سيرة ذاتية لصحافي ومخرج سينمائي يعود إلى الوطن بعد سنوات قضاها في لوس أنجليس الأميركية.

يمثل ديل تورو وإيناريتو وألفونسو كوارون جيلاً ذهبياً من صانعي الأفلام المكسيكيين، وقد فازوا بجائزة أفضل مخرج في حفل توزيع جوائز أوسكار خمس مرات منذ عام 2013.

وحاز فيلم ديل تورو الخيالي "ذا شيب أوف ووتر" جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج في حفل توزيع جوائز أوسكار لعام 2018. في العام التالي، حصد كوارون 3 جوائز أوسكار عن فيلم "روما"، وهو عمل بالأبيض والأسود عن عائلة كانت في حالة اضطراب في سبعينيات القرن الماضي في العاصمة مكسيكو.

لكن في تناقض صارخ مع الإشادة الدولية بهذا الثلاثي المكسيكي، الملقب بـThe Three Amigos (الأصدقاء الثلاثة)، يحذر ديل تورو من أن صناعة السينما في المكسيك تواجه تحديات "غير مسبوقة".

وكتب في تغريدة نشرها أخيراً على "تويتر": "التدمير المنهجي للسينما المكسيكية ومؤسساتها التي استغرق بناؤها عقوداً كان وحشياً". وتوقف عند إعلان الأكاديمية المكسيكية للفنون والعلوم السينمائية تأجيل جوائز آرييل التي تعادل جوائز أوسكار في البلاد حتى إشعار آخر، بسبب "أزمة مالية خطيرة".

عبرت المنظمة حينها عن أسفها، لأن "دعم الموارد العامة قد انخفض كثيراً في السنوات الأخيرة". وأضافت أن "الدولة التي كانت محرك الأكاديمية ودعمتها لفترة طويلة، تخلت عن مسؤوليتها مروجاً رئيسياً للثقافة عموماً والسينما خصوصاً".

حتى إن ديل تورو عرض دفع ثمن تماثيل جوائز آرييل من ماله الخاص. وقالت رئيسة الأكاديمية ليتيسيا هويخارا: "إنه زميل معطاء، فنان يدرك دائماً ما يحدث، ليس فقط في السينما المكسيكية، ولكن للفنون بشكل عام في البلاد". مع ذلك، تفضل هويخارا الاتفاق مع الدولة المكسيكية في هذا الموضوع، على الرغم من تأكيدها نبأ تأجيل حفل توزيع جوائز آرييل.

لكنّ المديرة العامة لمعهد الفيلم المكسيكي الحكومي، ماريا نوفارو، ترى أن التحذيرات مبالغ فيها. وأوضحت: "يقول ديل تورو إن السينما المكسيكية انتهت، في عام شهد إنتاجات أكثر من أي وقت مضى"، مشيدة بـ"الرقم القياسي" من الإنتاجات المكسيكية الذي بلغ 256 فيلماً عام 2021.

وأضافت نوفارو: "حصل 56 في المائة من هذه الإنتاجات على دعم من المال العام" حيث يخصص معهد الفيلم المكسيكي 900 مليون بيزو (45 مليون دولار) سنوياً لتمويل السينما المكسيكية. وتابعت قائلة: "من الجيد أن نتفليكس تنتج الكثير من المحتوى في المكسيك. لكنها لا تحل محل ما يفعله معهد الفيلم المكسيكي".

عاشت السينما المكسيكية عصراً ذهبياً بين ثلاثينيات القرن الماضي وخمسينياته، مع نجوم كبار من أمثال دولوريس ديل ريو وبيدرو أرمينديريس. لكن القطاع مرّ بفترة ركود قبل أن يشهد انتعاشاً، خصوصاً بفضل أعمال "الأصدقاء الثلاثة" في السنوات الأخيرة.

وباتت السينما المكسيكية لامركزية ومتنوعة، بحسب نوفارو، ما يعكس أولويات الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور لمساعدة المكسيكيين الفقراء والسكان الأصليين.

وقالت نوفارو إنه منذ عام 2019 كان هناك برنامج لتشجيع السينما الخاصة بالسكان الأصليين والمنحدرين من أصول أفريقية، مع إنتاج 56 فيلماً من هذا القبيل. وأضافت: "بدأت تظهر أفلام عن الهجرة من منظور المهاجرين من السكان الأصليين أنفسهم".

(فرانس برس)

المساهمون