دمى أطفال وكأنها من لحم ودم في البرازيل

24 نوفمبر 2021
تصنع آنا باولا غيماريس هذه الدمى منذ عام 2008 (فرانس برس)
+ الخط -

في ورشة عمل البرازيلية آنا باولا غيماريس، تبدو دمى تمثل أطفالاً حقيقيين كما لو أنها الرضّع الفعليون أنفسهم، "تنام" في مهود، فيما تجلس أخرى على الأريكة.

وتقول الفنانة لوكالة "فرانس برس" وهي تحمل رأس دمية تمثل رضيعىا لتلوين شفتيها بالأحمر بفرشاة: "أنا لا أصنع الدمى، بل أحوّل الأحلام إلى حقيقة".

وتُطلَق على هذه الدمى تسمية "الأطفال المولودون من جديد"، وهي تًصنَع بدقة لامتناهية تُعنى بأصغر التفاصيل، إلى درجة يلتبس الأمر على الناظر إليها، فيخالها أطفالاً من لحم ودم.

وتحتاج الفنانة المقيمة في كونتاجم بولاية ميناس جيرايس (جنوب شرق البرازيل) إلى ما معدّله سبعة أيام لصنع كل دمية، وتبيعها بأسعار تصل إلى نحو 1300 دولار.

ومع أن معظم الزبائن برازيليون، تتلقى آنا باولا غيماريس أيضاً طلبات من فرنسا والبرتغال والولايات المتحدة وأستراليا.

وتستخدم غيماريس القماش لصنع جذع الدمية، أما الرأس والأطراف فمن اللاتكس، والشعر من صوف الأغنام، يُزرع في الرأس "خيطاً خيطاً". أما الطلاء، فتختلف أنواعه، إذ منها ما يُستعمّل للجلد، وآخر للرموش وثالث للأظافر.

تُطلَق على الدمى تسمية "الأطفال المولودون من جديد" (فرانس برس)

وقد تظهر على أجسام بعض الأطفال عروق أو وحمات. وتشرح أن "الجزء الأصعب هو الحصول على لون البشرة الأكثر واقعية". وتضيف "لدينا تشكيلة تضم أكثر من عشرين لوناً. كذلك قد تكون زراعة الشعر مهمة شاقة جداً".

تخليد... ومشاكل خصوبة

ويتاح للزبائن اختيار لون الجلد والعينين والشعر وشكل الوجه، وكذلك عمر الطفل الذي يتراوح بين حديث الولادة وسن العامين.

وتصنع آنا باولا غيماريس هذه الدمى منذ عام 2008، وقد رأى النور في مشغلها حتى الآن أكثر من ألف طفل. وتقول "رأيت امرأة تصنعها وقد أثر فيّ ذلك كثيراً، فقررت أن أفعل مثلها".

ويعود أساس هذا المفهوم المنتشر أصلاً في أوروبا والولايات المتحدة إلى الحرب العالمية الثانية، عندما كانت الأمهات يصلحن دمى أطفالهن المكسورة بما أوتين من مواد. ومن هنا جاء مصطلح "مولودون من جديد" . ثم تطورت الحرفة، بحيث أصبحت عبارة عن صنع دمى تمثل الأطفال بأكبر قدر من الواقعية.

وينتمي زبائن الفنانة إلى فئات مختلفة، إذ بينهم هواة جمع أو آباء وأمهات يرغبون في "تخليد أطفالهم الذين كبروا". وتبيع أنا أيضاً دماها للأزواج الذين يعانون مشاكل خصوبة أو إجهاض طبيعي.

وتروي أن "امرأة كانت تحاول إنجاب طفل منذ ثماني سنوات" طلبت منها دمية، "وبعد شهرين حملت". وتضيف: "قد يبدو الأمر مذهلاً، لكن شكل مولودها كان متطابقًا مع الدمية".

(فرانس برس)

المساهمون