داعش تغنّي أيضاً

01 يوليو 2014
داعش Musical
+ الخط -
لا شكّ أنّ الثورات المندلعة في وطننا العربي أسرت عقول وقلوب الجيل الصاعد، وباتت المحور الأبرز لدى الإعلام العربي المرئي والمسموع والمكتوب والإلكتروني. لكن مع بروز الجماعات الإسلامية، حاملة التشدّد والتطرّف، هل ستبقى الموسيقى أداة مستخدمة لاستقطاب المؤمنين. 
الواضح أنّ بعض هذه الثورات ساهمت في إبراز بعض الجماعات الإسلامية، بعدما كانت مهمّشة في الآونة الأخيرة.
ارتبطت الموسيقى بالثقافة على مرّ العصور، كلّ ثقافة. لا بل سبق وجودها اللغة المكتوبة، وهي تكاد تكون من لغات قليلة "عالمية". وكسائر الديانات السماوية استخدم الإسلام الموسيقى. تلاوات القرآن الكريم الأكثر تأثيراً في آذان المستمعين وعقولهم، هي أكثرها جمالاً في الترتيل. 

وانطلاقاً من أنّ الموسيقى واحدة من حمّالات الثقافة والحضارة عبر الزمن، لا غرابة أنّ الأديان استعملتها. فنسمع ترانيم وتراتيل داخل المساجد والكنائس والمعابد غير التوحيدية، مثل البوذية والهندوسية. فهي إذاً، في كلّ مكان وزمان، أداة لإيصال الخشوع إلى قلب المؤمن، كلّ مؤمن.
ولهذا فإنّ الديانات والثورات لجأت إلى الموسيقى، عبر العصور، لتلحّن انتصاراً تتغنّى به، أو لتدرأ هزيمة باغتتها.
مثلاً "طلع البدر علينا" هو نشيد إسلامي تقليدي، أنشده أنصار رسول الله محمد (ص) لدى وصوله إلى يثرب في ما عُرِفَ لاحقاً بـ"الهجرة". وعمر هذه الأنشودة يزيد عن 1400 عام. وقد تطوّر لحنها ليصل إلى الطريقة التي نعرف الأغنية بها اليوم. 

وبالنسبة إلى "داعش"، تدعمها مؤسستان هما "الفرقان" و"الاعتصام". فتنتجان لها أناشيد دينية ووثائقيات قصيرة تعتمد في أغلب موادّها على أناشيد وتراتيل دينية تشجّع المسلمين على الجهاد عموماً، في سوريا خصوصاً.

هكذا تبدو واضحة أهمية الموسيقى وقوّة تأثيرها على الإنسان. فحتّى الجماعات التكفيرية باتت تستعمل الموسيقى كأداة جذب. لكنّ السؤال الأبعد: هل تجوز الموسيقى في عقيدة داعش؟ 
فرغم أنّها جماعة متأسلمة ومتشدّدة وتكفيرية، كيف لها أن تستعمل الموسيقى في محاربتها الكفّار؟
هذا سؤال برسم الأمير الجديد. 

المساهمون