خميس الخياطي: الأفلام التونسية طرحت مواضيع شائكة

24 أكتوبر 2022
يمتلك الخياطي مراسلات خطيّة مع أبرز نجوم السينما المصرية (فيسبوك)
+ الخط -

كان الناقد السينمائي التونسي خميس الخياطي، شاهداً على انطلاق فعاليات مهرجان قرطاج السينمائي عام 1966. وتم تكريمه في الدورة الـ 32، وها هو يستعد الآن لمواكبة الدورة الـ 33 من المهرجان.
الخياطي ناقد سينمائي بامتياز، وإذا تحدثنا عن النقد السينمائي في تونس، فسيكون الاسم الأوّل الذي يجب أن يخطر على البال. إذْ عايش كل مراحل السينما التونسية والعربية، كناقد وباحث وصحافي في العديد من المؤسسات الإعلامية، ومنها "إذاعة فرنسا الثقافية" ومجلة "الفن السابع" الفرنسية والتلفزيون التونسي الرسمي. في كلّ هذه المحطات، لم يكن يشغله إلا السينما، التي أعد فيها رسالة دكتوراه في جامعة السوربون عن سينما صلاح أبو سيف، والتحولات التي عرفها المجتمع التونسي من خلال البحث في الذاكرة السينمائيّة.
التقت "العربي الجديد" مع الخياطي، بمناسبة مرور قرن كامل على صناعة الصورة السينمائية التونسيَّة، إذْ قال: "مائة سنة من السينما التونسية؟ لا أعتقد أنّ هذا الكلام دقيق. يمكن الحديث عن ظهور السينما في تونس مع فيلم (زهرة) لشمامة شيلكي عام 1922، وهو فيلم قصير صامت قامت بدور البطولة فيها ابنته. لكنّي لا أعتبر (زهرة) أوّل فيلم سينمائي تونسي، بل أول ظهور للصورة السينمائية التونسيَّة، وهنالك فرق بين الجملتين. أوّل فيلم تونسي كان (الفجر) لعمار الخليفي والذي أنتج عام 1966، إذْ إنه فيلم تونسي بشكل كامل، تمثيلاً وإخراجاً وتصويراً".

وعن التزامن بين مهرجان قرطاج السينمائي وظهور السينما التونسية، يجيب الخياطي بأنّ هذا التزامن غير دقيق، لأنَّ عمار الخليفي لم يكن قد تمكّن من إنجاز فيلمه "الفجر" عام 1966. وعلى الرغم من أنّ المهرجان انطلق بنفس السنة، إلّا أنّ الخليفي لم يكن قد أنهى فيلمه بعد. الهدف من تأسيس أيام قرطاج، كان تشجيع إنتاج سينمائي تونسي مستقل. وعن نجاحات السينما التونسية، وتحقيقها العديد من الجوائز العربية يقول الخياطي: "لو أردت تلخيص السينما التونسية في كلمة واحدة، فسأقول دون تردد: الجرأة. السينما التونسية كانت جريئة في طرح مواضيع مسكوت عنها، لذلك، حققت النجاح. الجرأة لا تتعلق بطرح المواضيع فقط، بل في إنتاج أفلام سينمائية في بلد تراجع فيه عدد القاعات السينمائية من 55 قاعة إلى 20 قاعة. هذا يعني أنّ السينما التونسية كانت ملزمة بإنتاج أفلام غير تجارية، وهذا تحدٍّ كبير".
وعن تأسيس أيام قرطاج السينمائي، يقول الخياطي: "بعد استقلال تونس سنة 1956، بدأت مرحلة التأسيس لكلّ ما هو تونسي صرف. في المستوى السينمائي برزت النوادي في كلّ المناطق والمدن التونسيَّة، وقد استفدت شخصياً من هذه النوادي والتي مكنتني من اكتساب ثقافة سينمائية متينة، ساعدتني بعد ذلك في علمي بمجال الصحافة الثقافية والنقد السينمائي". 

أمّا عن السينما العربية، وعلاقة الخياطي بها، فيكمل قائلاً: "لا أخفي عليك، بسبب الاستعمار الفرنسي كانت السينما الفرنسية والأميركيَّة هي الأكثر حضوراً في تونس. علاقتي بالسينما العربية بدأت وأنا شاب في محافظة الكاف بالشمال الغربي، وكانت هنالك قاعتان للعروض السينمائي. شدني فيلم شباب امرأة، للمخرج صلاح أبو سيف، وكنت معجباً بالفيلم من أجل شادية، لكني تورطت بعد ذلك في سينما صلاح أبو سيف، إذ أنجزت رسالة دكتوراه حول أعماله السينمائية. لا أعتقد أنّه توجد الآن سينما عربية، بل سينما ناطقة بالعربية لأنّ التقنيات السينمائية كلّها غربية. لا صناعة إنتاج سينمائي عربي تتماشي مع خصوصيات اللغة العربية. أعتقد أنّه لا يمكن الحديث عن سينما عربية". 

تجمع الخياطي علاقات صداقة شخصيات ومراسلات خطية مع أبرز نجوم السينما المصرية، لكنّه اهتم أيضاً بالسينما الفلسطينية من خلال واحدٍ من كتبه التسعة عشر، إذْ ألف كتاباً بعنوان "فلسطين والسينما" والذي كتبه باللغة الفرنسية ونشره في باريس سنة 1976. ورغم اهتمامه بصورة الفلسطيني وفلسطين عموماً في السينما العالميَّة، ومحاولة إبراز الهوية العربية للسينما الفلسطينية، إلا أنّه اتهم بالتطبيع، عن ذلك يقول: "نعم اتهمت بالتطبيع بسبب زيارة قمت بها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في التسعينات. الغريب هو أنّ الزيارة كانت بدعوة شخصية من حنان العشراوي وفيصل الحسيني. وقد لبيت دعوتهما وزرت الأراضي الفلسطينية. أنا صحافي وعليّ أن أزور أيّ مكان في العالم. زرت العديد من البلدان حول العالم، فهل هذا يعني أني أدين بالولاء لها. كتبت عن السينما الفلسطينية كتابين، أحدهما بالفرنسية والآخر بالعربية. أحاول خدمة القضية الفلسطينية في المجال الذي أعمل فيه وهو النقد السينمائي". 

المساهمون