تعتبر حمية الـ"كيتو" من أكثر الحميات رواجاً اليوم، على الرغم من الجدل المثار حولها، خصوصاً بين اختصاصيي التغذية. كثر منهم يعبّرون عن رفضهم لها، بالنظر إلى ما قد ينتج من مشاكل صحية.
قبل اتخاذ القرار باعتماد هذه الحمية الصارمة، لا بد من معرفة كافة المخاطر التي يمكن أن تترافق مع ذلك. توضح اختصاصية التغذية مايا شقرا أن حمية الـ"كيتو" تدعو إلى الحد من تناول النشويات، في مقابل الإكثار من تناول الدهون، وهنا تكمن المخاطر المرتبطة بها.
وتشير شقرا إلى أن النشويات تعتبر المصدر الأساسي للطاقة للجسم والدماغ، وحمية "كيتو" تمنع تناولها إلى حد كبير، لإرغام الجسم على تأمين الطاقة من مكان آخر. عندها يعمل الجسم على تكسير الدهون إلى الكيتونات التي تُستخدم كمصدر للطاقة. في هذه المرحلة، يعتبر توازن البروتينات في الجسم في غاية الأهمية، إذ إن المعدلات الزائدة من البروتينات قد توقف عملية تكسير الدهون. في المقابل، يؤدي انخفاض معدل البروتينات إلى خسارة الكتلة العضلية.
يعود الرواج الذي اكتسبته حمية الـ"كيتو" إلى قدرتها على خفض الوزن سريعاً بالدرجة الأولى. لكن في الوقت نفسه، لا تنكر شقرا أن لها ميزات عدة لا بد من تسليط الضوء عليها قبل الإشارة إلى مخاطرها التي لا جدال حولها. فمن ميزاتها خفض الوزن سريعاً لدى اتباعها، إذْ أظهرت دراسات عديدة أن الإحساس بالجوع يخف في هذه الحمية. كما تؤكد الدراسات أهمية حمية الكيتو في ضبط معدلات السكر وتحسين التحسس على الأنسولين. ويعتمد عليها الرياضيون للتخلص من الدهون في فترات قصيرة. وتدعو حمية الـ"كيتو" إلى الامتناع عن تناول الأطعمة المصنّعة، ما يعتبر إيجابياً دائماً ومطلوباً في كل الحالات.
ومع حمية الـ"كيتو" يمكن تخطي الأزمة الناتجة عن الدعوة إلى التقليل من تناول الدهون التي تدعو إليها الحميات عادةً. فيبدو تناول المزيد من الدهون بهدف حرقها مسألة جذابة، ولعلّ هذا ما لعب دوراً في جعل هذه الحمية أكثر رواجاً وشعبيةً. "تدعو هذه الحمية إلى تناول كافة أنواع الأطعمة الغنية بالدهون، وهي تلك الأطعمة التي تجذب الكثيرين والتي ثمة متعة في تناولها، فيما توصي الحميات الباقية بالحد من تناول العديد منها عادةً، ومنها اللحوم الحمراء والمكسرات والزبدة والجبنة"، تقول شقرا.
في المقابل، من الضروري التركيز على كل المخاطر الناتجة عن حمية "كيتو" وسلبياتها، وعلى رأسها نقص المكونات الغذائية في الجسم، لأنَّ التخلي عن تناول الحبوب الكاملة والبقوليات والفاكهة والخضر قد يؤي إلى الإمساك. ومن الآثار الجانبية القصيرة المدى: التعب وصعوبة التركيز والانزعاج في المعدة وآلام الرأس. أما الآثار البعيدة المدى فهي الحصى في الكِلى وترقق العظام وأمراض الكبد.