جوقة موزاييكا الأردنية... الغناء على إيقاع الروح لا الأصل

18 ابريل 2023
يجتمعون على حب الموسيقى والفن الإبداعي (ندي المنى)
+ الخط -

 

تتخذ جوقة موزاييكا الأردنية من روح الغناء أساساً في مشروعها الفني، الذي انطلق في بدايات عام 2019، من فكرة آمن بها الموسيقي ندي المنى، بهدف إعادة صياغة الأغنيات المحبوبة جماهيرياً بروح جديدة تعتمد على أصوات بشرية تمتزج بآلات موسيقية شرقية، تُطور أصل العمل الفني ولا تهدمه.

تتألف جوقة موزاييكا من 60 مؤدياً يصحبهم تسعة عازفين على آلات التشيلو، الكمان، البيانو، القانون، والإيقاع. وبحسب المنى، تهدف الجوقة التي  حصلت على اعتراف دولي من المهرجان العالمي للجوقات لعام 2022 الذي أُقيم في العاصمة البرتغالية لشبونة، إلى إثراء المشهد الثقافي الأردني من خلال تطوير فكرة الغناء الجماعي. ويقول لـ"العربي الجديد" إن أعضاء الجوقة المنضمين إليها يجتمعون على حب الموسيقى والفن الإبداعي على اختلاف أعمارهم وخلفياتهم الثقافية وتفاوت خبراتهم الموسيقية ليخلقوا صوتاً واحداً عذباً ومتناغماً، تماماً كما تجتمع قطع الموزاييك متفاوتة الألوان ومختلفة الأشكال، لتصنع قطعاً فنية نادرة، وهو سر تسمية الفرقة.

لا تتوقف تجربة جوقة موزاييكا عند أداء الأغنيات العربية، بل تمتد لاختيار أعمال غنائية عالمية بعدة لغات أجنبية، يقول المنى: "ما يميزنا هو التنوع الثقافي الكبير لكادر الجوقة، وانفتاحنا على مختلف الثقافات عامل أساسي في تقديم عروضنا. نحن نختار برنامج كل حفل بحسب المناسبة والمكان، ومؤخراً أحيينا في مسرح الرينبو في عمّان، ثلاث أمسيات رمضانية، اخترنا ما يلائم أجواء وطقوس الشهر الكريم من أعمال، أعدنا تقديمها بهويتنا".

يرفض المنى تهمة تخريب الأعمال الأصلية، مشيراً إلى أن الجمهور يبحث دائماً عن الجديد والمختلف، ويعلق: "لا أعتقد أن الجمهور يرغب بحضور حفل لفرقة أو مغني صولو ليستمع لأعمال فنية لفرق أو فنانين معروفين، بذات الطريقة التي يعرفها، بل هو يبحث عن الجديد. نحن في موزاييكا، نعلم تماماً ما يحتاج إليه الجمهور، ولهذا نتدرب كثيراً حتى نفاجئهم بهوية الفرقة القائمة على إعادة توزيع الأعمال الفنية وتقديمها بصورة متجددة، وبرؤية تحمل بصمتنا الخاصة، وأعتقد أن هذا هو سبب نجاحنا".

يبين المنى أن فكرة الأداء الحركي التي تقدمها الجوقة في بعض الأغنيات، هدفها كسر روتين الغناء الجماعي لمدة زمنية طويلة، ويقول: "اختيار برنامج أي حفل، هو أداة مهمة لنجاحه، لذا نحرص على اختيار أغنيات تترافق مع الأداء الحركي والبصري، من خلال تغيير ألوان الملابس التي يرتديها المؤدون، بدون إحداث أي تأثير سلبي على الصورة العامة للجوقة".

وحول القدرة على ضبط 60 صوتاً على الإيقاع في ظل رغبة كل صوت بأن يتميز، يوضح المنى، أنه يعلم تماماً ما يحتاج إليه المغني ليبدع ويعطي بحب ورضا وفعالية، ويقول: "قبل أن أكون قائداً للفرقة كنت مغنياً وأعلم حاجة كل صوت ورغبة صاحبه بالتميز، نحن نجري تدريباتنا على أغنيات كل حفل، البطولة هي للمجموعة، لكن تعدد الأصوات وقدراتها يعطينا مساحة، لفرد إبداعهم الصوتي خلال كوبليهات معينة عند الأداء الفردي. هناك قاعدة نطبقها وهي: دعونا ننجح جميعاً لنعبر عن أنفسنا في اللحظة التي تأتي لكل منا فرصته".

يتفق المنى بأن الغناء ضمن مجموعة كبيرة أصعب من أداء الصولو المنفرد، ويعلل "الغناء الجماعي عبارة عن توحيد للصوت مع هذا الكيان ودمج للأصوات بالنفس والكلمة والحرف، وهنا تكمن أهمية التدريب على شكل الأغنية وطريقة أدائها وترك بصمة لدى الجمهور".

المساهمون