في 16 أغسطس/آب 2023، تبدأ العروض التجارية الفرنسية لـ Abdelinho، للمخرج المغربي هشام عيّوش (1976). رغم أنّ إنتاجه حاصلٌ قبل عامين، وعروضه التجارية المغربية ناجحة إلى حدّ ما، يتأخّر عرضه الفرنسي لأسبابٍ غير معروفة. تقرير لوكالة "فرانس برس" (15 أغسطس/آب 2023) غير ذاكرٍ السبب، لكنّه يروي حكايته، وينقل كلاماً لمخرجه في حوار خاص بها: "عَبْدلينو شابٌ مغربيّ عالقٌ بين أمٍّ مستبدّة وعملٍ بيروقراطي، يحلم ببرازيل شهوانية ومتخيّلة، مع نافذةٍ واحدة تُطلّ على (ذاك البلد) العملاق في أميركا الجنوبية: تيلينوفِلاس"، أي المسلسلات التلفزيونية التي تُنتجها دول أميركا اللاتينية فقط، وكلّ مسلسل يتألّف من 200 حلقة، ومدّة كلّ حلقة 40 دقيقة، تُبثّ مساءً من الاثنين إلى الجمعة، في فترة تتراوح بين 7 و8 أشهر، كلّ عام. هذه "الرومانسيات التلفزيونية" (الترجمة الحرفية لـ Telenovelas) مُنتجةٌ بدءاً من خمسينيات القرن الـ20.
بحسب "هسبريس" (صحيفة إلكترونية مغربية)، يُجسّد الفيلم "نظرة ساخرة على واقعٍ اجتماعي"، تنسّقه وتُسيّره أنظمة السلوك وقواعده، و"يُضبط وفقاً للخطوط الحمراء للمجتمع المغربي، ومراعاةً للتصوّر الديني". بحسب الموقع نفسه (منال لطفي، 2 يناير/كانون الثاني 2023)، يتحدّر الشاب المذكور، في الثلاثينيات من عمره، من مدينة "أزمّور"، ويعمل في مركز البريد في قرية صغيرة، ويُكلّف بإلصاق الطوابع البريدية على ظروف الرسائل، ويعشق البرازيل، ما يجعله يمضي معظم وقته في أحلام يقظة تُشعره بحياة هادئة يتشاركها مع حبيبته البرازيلية، إحدى بطلات "الرومانسيات التلفزيونية" تلك. ثم تتوالى أحداثٌ مختلفة "في قالب كوميدي هزلي".
"هذه الواقعية السحرية" (فرانس برس) يستدعيها المخرج، قائلاً إنّه مستوحٍ إياها من كتّاب أميركيين جنوبيين، أبرزهم الكولومبي غابريال غارثيا ماركيز (1927 ـ 2014) والبيروفي الإسباني ماريو فارغَس يوسّا (1936): "مرّتان أو 3 مرّات فقط أزور البرازيل في حياتي. هذا ليس بلداً يُمثّل شيئاً قوياً في مخيّلتي. ما يُثير اهتمامي يكمن في ما تُمثّله البرازيل في اللاوعي الجماعي"، كما في حواره مع "فرانس برس". يُضيف: "بمفردات حرية الجسد والحرية الجنسية (...) المغرب مُصابٌ بانفصامٍ كبير. يشعر المرء أنّه في "إيبيزا" (جزيرة إسبانية)، وفي اللحظة التالية في "كابول" (عاصمة أفغانستان)". أمّا البرازيل، فيراها عيّوش، الأخ الأصغر للمخرج نبيل عيّوش (1969)، "هروباً مجازياً من هذه الحقيقة".
في حوار مع "لو بوان" (مجلة فرنسية أسبوعية)، يصف هشام عيّوش فيلمه الروائي الـ4 هذا (بعد "حواف القلب" عام 2006، و"شقوق" عام 2009، و"حمّى" عام 2013) بـ"كانديد الأزمنة الحديثة" (15 أغسطس/آب 2023). "إنّها قصّة شابٍ مغربي يعيش في "أزمّور"، والبرازيل شغفه. مُغرم بجنون بهذا البلد، البرازيل. يرتدي ملابس برازيلية، ويرقص الـ"سامبا" مع أناسٍ في حيّه"، يقول عيّوش في حوار منشور في africine.org (موقع إلكتروني أفريقي، مختص بالسينمات الأفريقية وسينمات الدياسبورا) يُجريه معه ميشال أمَرْجيه (11 أغسطس/آب 2023)، الذي يكتب أنّ "السخرية الاجتماعية المتقدّمة محجوبة بالألوان الزاهية للصُور، والعناصر ثلاثية الأبعاد المُضاعفة، وبعض الفائض من تقلّبات وتحوّلات، وهذا غير مفاجئ دائماً".