جدل في النرويج حول ظروف نفوق الحوت "هفالديمير" المشتبه بكونه جاسوساً

10 سبتمبر 2024
ظهر "هفالديمير" في عام 2019 قبالة ساحل هامرفست النروجي (إكس)
+ الخط -

أعلنت الشرطة النرويجية الاثنين عدم وجود أي مؤشر إلى أن إطلاق نار أودى بحياة "هفالديمير"، على عكس ترجيحات منظمتين غير حكوميتين. و"هفالديمير"، حوت أبيض عُثر عليه نافقاً في نهاية أغسطس/آب في النرويج بعدما أثار سيناريوهات كثيرة وصلت إلى حد الاشتباه بكونه أداة تجسس روسية عندما عُثر عليه أول مرة قبل خمس سنوات بحزام مربوط حول عنقه في المياه النرويجية.

وقدمت منظمتا حقوق الحيوانات "نواه" NOAH و"وان وايل" One Whale شكوى الأسبوع الماضي، قالتا فيها إن الحوت الأبيض المدعو "هفالديمير" الذي أثار ضجة كبيرة في النرويج منذ ظهوره في عام 2019، قد قُتل بالرصاص.

وكان عُثر على هذا الحيوان الذي وُصف بأنه صغير في السن - إذ يتراوح عمره بين 15 و20 عاماً وفقاً لمن كانوا يتتبعونه - نافقاً في 31 أغسطس/آب في خليج ريسافيكا، على الساحل الجنوبي الغربي للنرويج. وتعيش الحيتان البيضاء عادةً ما بين 30 و35 عاماً، بحسب الصندوق العالمي للطبيعة.

واستناداً إلى تقرير التشريح الأولي للجيفة الصادر عن المعهد البيطري النرويجي، أعلنت الشرطة أنه لا يوجد ما يشير إلى أن النفوق حصل بسبب "نشاط بشري"، بل تشير بدلاً من ذلك إلى أن حوت البيلوغا هذا قد نفق بسبب الجوع.

وقال المسؤول في الشرطة أموند بريدي ريفهايم في بيان: "لا تشير أيّ من نتائج تشريح الجيفة إلى أن هفالديمير قضى بالرصاص". وأفادت الشرطة عن إصابات "سطحية تماماً"، مضيفة "أحد الجروح أعمق قليلاً، لكنه لم يؤثر على الأعضاء الحيوية ولم يكن يشكل خطراً على الحياة". ولم تحدد الشرطة أسباب نفوق "هفالديمير"، لكنها أوضحت أن عصا طولها 35 سنتيمتراً وسمكها 3 سنتيمترات قد استقرت في فم الحيوان.

ولفت أموند بريد ريفهايم إلى أن "تشريح الجيفة أظهر أن معدته كانت فارغة، كما أن وظائف معظم أعضائه كانت متدهورة".

وصرحت المسؤولة في منظمة "وان وايل" ريجينا كروسبي هوغ لوكالة فرانس برس الأربعاء الماضي، إن جيفة الحوت كانت مصابة بطلقات نارية عدة عندما ألقت عليه نظرة الوداع داخل المعهد البيطري.

ونشرت المنظمتان غير الحكوميتين أيضاً صوراً تظهر ما يبدو أنه ثقوب ناجمة عن مقذوفات في الجيفة التي ظهرت عليها أيضاً خطوط من الدم.

وظهر هذا الحيوان الثديي في عام 2019 قبالة ساحل هامرفست، في القطب الشمالي النرويجي، وكان ملفوفاً حول رأسه حزام مزود بقاعدة لكاميرا صغيرة، مع عبارة "Equipment St.Peterburg" (تجهيزات من سان بطرسبرغ) باللغة الإنكليزية، كما أظهر ارتياحاً إلى التفاعلات مع البشر.

وقد ولّد ذلك تخمينات مفادها أنه حيوان تجسس من روسيا المجاورة، ما دفع إلى تسميته "هفالديمير"، وهو تلاعب بالكلمات يربط كلمة "هفال" (معناها "حوت" باللغة النرويجية) بالاسم الأول لسيد الكرملين فلاديمير بوتين. ولم تعلق موسكو رسمياً أبداً على هذه التكهنات.

تعيش الحيتان البيضاء تقليدياً في أقصى الشمال، بالقرب من غرينلاند، أو في مياه القطب الشمالي الروسي أو النرويجي.

(فرانس برس)

المساهمون