لم تعد منصة المقاطع القصيرة تيك توك، تعرض عدد مرات مشاهدة مقاطع الفيديو التي تحتوي على وسم محدد، بعد بحث حول فجوة المشاهدات بين مقاطع الفيديو المؤيدة لإسرائيل والمؤيدة للفلسطينيين، منذ أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة. وكان الباحثون قد أشاروا في السابق إلى أن هناك اختلافاً صارخاً في نسبة مشاهدة مقاطع الفيديو المؤيدة لفلسطين وتلك المؤيدة لإسرائيل، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست أخيراً.
فلسطين تهزم إسرائيل على "تيك توك"
في تقرير سابق للصحيفة الأميركية، تبيّن أن مقاطع الفيديو التي تحتوي على وسوم مثل #standwithpalestine (قف مع فلسطين) قد حققت أكثر من 2.9 مليار مشاهدة إجمالاً، في حين أن مقاطع الفيديو مع وسم #standwithisrael (قف مع إسرائيل) حصلت على قرابة 200 مليون فقط.
وحصد وسم شهير آخر مؤيد لفلسطين، freepalestine (الحرية لفلسطين)، على 770 مليون مشاهدة لمقاطع الفيديو في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، وهو وسم يُستخدم كثيراً في دول عربية وإسلامية، مثل باكستان وماليزيا والإمارات.
وكان مركز مكافحة الكراهية الرقمية الأميركي، قد نشر الأخبار لأول مرة يوم الأربعاء الماضي، قائلاً إن "تيك توك" اتخذ "خطوة إلى الوراء في ما يتعلق بالشفافية". وأضاف المركز أن الميزة المعطلة حديثاً قد تجعل من الصعب على "الباحثين التدقيق في حجم تعرض المستخدم للمحتوى الضار".
وجادل المركز بأن الميزة ساعدت في مراجعة الوسوم التي أبانت عن حالات مزعومة من الكراهية ضد اليهود، واضطرابات الأكل والمنشطات الضارة. وأكدت "تيك توك" أن التغيير قد أُجري الشهر الماضي، لكنها أجرته في البداية من دون أي إعلان أو تعليق.
وقال متحدث باسم الشركة إنهم يعملون "باستمرار على تطوير منصة تيك توك وعرض مقاييس الوسوم حسب عدد المنشورات، ما يجعلنا نتماشى مع معايير الصناعة".
"تيك توك" يعرّي جرائم الاحتلال
رصد تقرير سابق لموقع "ذا نيو آراب" (النسخة الإنكليزية من "العربي الجديد")، ارتفاعاً في محتوى "تيك توك" العسكري الإسرائيلي منذ بدء العدوان على قطاع غزة.
وشدّد الناشطون والجماعات الحقوقية على أن الحوادث التي شوهدت القوات الإسرائيلية وهي تلتقطها بالكاميرات وتنشرها على الإنترنت، تعتبر جرائم حرب بموجب القانون الدولي.
وقالت مديرة السياسات والمناصرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة الحقوق الرقمية "أكسس ناو"، مروة فطافطة، لـ"ذا نيو آراب" إن "المنصات تتحمل مسؤولية ضمان سلامة مستخدميها"، و"لا أفهم كيف يمكن لهذا النوع من المحتوى أن يجعل المستخدمين يشعرون بالأمان".
يُشار إلى أنه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواجه المحتوى الفلسطيني عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، أزمة وصول ومطاردة وملاحقة بسبب القيود التي فرضتها غالبية هذه المنصات على كل ما له علاقة بفلسطين.
ووثقت مئات الانتهاكات الرقمية التي تعرض لها المحتوى الفلسطيني، بسبب إما الحذف أو الحجب أو الحظر وحذف الحسابات نهائياً، ما انعكس بالسلب على نقل الرواية الفلسطينية في ظل تغلغل الرواية الإسرائيلية عبر منصات التواصل الاجتماعي أو الوسائل الإعلامية الدولية.