استمع إلى الملخص
- تقدمت تيك توك بطلب لإلغاء القانون الذي يفرض الحظر، لكن المحكمة قضت لصالح القانون، مما يضع شركات مثل أوراكل وأبل وغوغل في موقف صعب.
- أكدت بايتدانس عدم رغبتها في البيع، لكن إذا أيدت المحكمة العليا الحظر، قد تضطر للنظر في البيع، مع بروز إيلون ماسك كمرشح محتمل للشراء.
تترقب شركة بايتدانس المالكة لتطبيق تيك توك يوم 19 يناير/كانون الثاني الحالي، وهو تاريخ دخول قرار قضائي أميركي حيز التنفيذ لمنع التطبيق من العمل في السوق الأميركية. وفي ظل الإدارة الأميركية الحالية، فإن أمام "بايتدانس" خيارين اثنين، الأول هو بيع المنصة في السوق الأميركية لشركة محلية تخضع لرقابة الإدارة الأميركية ومؤسساتها الفيدرالية، أو غلق التطبيق نهائيا.
وتتهم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منصة تيك توك بإتاحة وصول السلطات الصينية إلى معلومات المستخدمين الأميركيين، وما يتبع ذلك من مخاطر على الأمن القومي الأميركي. وخلال 2023، وقع بايدن على مشروع قانون أقره الكونغرس في مارس/ آذار ينص على حظر المنصة، التي تمتلك نحو 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، أو بيعها لشركة أميركية.
وتقدمت المنصة بطلب إلى محكمة استئناف أميركية لإلغاء القانون، بحجة أنه يتعارض مع حرية التعبير المنصوص عليها في المادة 1 من الدستور الأميركي وسياسة "الإنترنت المفتوح" للولايات المتحدة. لكن محكمة الاستئناف قضت لصالح القانون الذي مهد الطريق لحظر المنصة.
وخلال حملته الانتخابية، أعلن دونالد ترامب معارضته لدخول القانون حيز التنفيذ قبل يوم واحد من توليه منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني 2025. وإذا دخل القانون حيز التنفيذ، فإن "الحظر" يعني أن شركات مثل "أوراكل" و"أبل" و"غوغل"، ستواجه مسؤوليات قانونية إذا استمرت في تقديم الدعم الذي يحتاجه "تيك توك" للعيش على منصاتها.
هل يتدخل ترامب؟
في ظل القانون الذي سيدخل حيز التنفيذ قبل يوم التنصيب، قد يمتلك الرئيس المنتخب دونالد ترامب بعض الأدوات للتأثير على مصير تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة. وبصفته الرئيس، سيكون لديه سلطة على وزارة العدل المسؤولة عن تنفيذ هذا القانون، حيث يختار هو قيادتها. وفي حال وافقت شركة بايتدانس المالكة لـ"تيك توك" على بيع التطبيق، سيكون لترامب دور في تحديد ما إذا كانت خطة البيع تفصل التطبيق بشكل كافٍ عن السيطرة الصينية، بحسب تحليل أوردته "بلومبيرغ". ويمنح القانون الرئيس أيضا، إمكانية تأجيل الحظر لمدة 90 يوما إضافية اعتبارا من تاريخ 19 يناير 2025، إذا تم إحراز تقدم نحو اتفاقية بيع أو تسوية ترضي الطرفين.
في غضون ذلك، يأمل "تيك توك" ومنشئو المحتوى أن تتدخل الإدارة القادمة لصالحهم؛ خاصة بعد أقل من شهر على لقاء جمع الرئيس التنفيذي لـ"تيك توك" شو زي تشيو مع ترامب في ناديه مار-آ-لاجو.
الجيل Z
وبينما كان ترامب مؤيدا لحظر التطبيق من السوق الأميركية قبل عدة سنوات، وعدوله عن رأيه، فإن بعض الجمهوريين لديهم دوافع مالية قوية لبقاء "تيك توك" في الولايات المتحدة، خاصة جيف ياس، المؤسس المشارك لمجموعة Susquehanna International Group والمتبرع الكبير لترامب، الذي يمتلك حصة بقيمة 15 مليار دولار في "بايتدانس". والأهم أن من يستخدم التطبيق في السوق الأميركية حوالي نصف السكان، وهو محبوب بشكل خاص من قبل جيل زد (Gen Z) الذي يشكل قاعدة تصويتية مهمة. وعندما ضغطت إدارة ترامب في بداية حملته الانتخابية لبيع "تيك توك"، قالت وزارة الخارجية الصينية حينها إن الاستحواذ على شركة بحجة حماية الأمن القومي، قد يؤدي إلى استهداف دول أجنبية لشركات أميركية.
من يشتري "تيك توك"؟
أكدت "بايتدانس" في أكثر من مناسبة، عدم رغبتها في بيع أعمال "تيك توك" في الولايات المتحدة، ولم يظهر أي مشترٍ واضح قد يغير هذا الموقف. ولكن إذا أيدت المحكمة العليا الحظر، فقد تصبح "بايتدانس" أكثر انفتاحا على احتمال البيع، لكنها قبل ذلك ستحتاج إلى موافقة خطية من الحكومة الصينية على البيع.
وبالرجوع إلى القيمة السوقية لشركة بايتدانس، فإن أي مشترٍ محتمل سيحتاج إلى موارد مالية ضخمة. وتُقدر قيمة "بايتدانس"، وهي شركة خاصة، بحوالي 268 مليار دولار، وبينما ستكون أعمال "تيك توك" في الولايات المتحدة أصغر بكثير، قد يصل سعرها بين 40 إلى 50 مليار دولار. بينما أشارت مجلة ذا ناشيونال، أن أحد المشترين المحتملين قد يكون الملياردير إيلون ماسك، مالك منصة إكس وأغنى رجل على وجه الأرض بأكثر من 460 مليار دولار، لتكون المنصة هي بوابة الفيديو والريل لمنصة إكس.
(الأناضول)