"تويتر" بإشراف ماسك: الجدل لا يفارق المنصة

04 ديسمبر 2022
سرّح ماسك نحو نصف الموظفين في "تويتر" (Getty)
+ الخط -

منذ استحواذ إيلون ماسك على شركة تويتر، ارتفع عدد الإهانات الموجهة إلى الأميركيين السود على المنصة من 1282 مرة إلى 3876 مرة يومياً. عدد الإهانات الموجهة إلى المثليين ارتفع من 2506 مرات إلى 3964 مرة يومياً. التغريدات المعادية للسامية ارتفعت بنسبة تجاوزت 61 في المائة، بعد أسبوعين فقط من إتمام الصفقة.

هذه الأرقام التي نشرها مركز مكافحة الكراهية الرقمية ورابطة مكافحة التشهير والمجموعات الأخرى التي ترصد المنصات عبر الإنترنت تعكس التغير في الخطاب المنتشر عبر منصة تويتر منذ استحواذ الرجل الأكثر ثراء في العالم عليها مقابل 44 مليار دولار أميركي. صحيح أن الأرقام منخفضة نسبياً، لكن ارتفاعها كان كبيراً على نحو غير معتاد، كما أشار الباحثون.

والتحول في الخطاب ليس إلا جزءاً من مجموعة كبيرة من التغييرات التي تشهدها المنصة تحت إدارة ماسك: الحسابات التي اعتادت "تويتر" على حذفها، كتلك التي تعود لتنظيم داعش، استأنفت نشاطها. الحسابات المرتبطة بـ"كيو أنون" QAnon، وهي حركة يمينية متطرفة تؤمن بنظرية المؤامرة وتؤيّد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، دفعت رسوماً مقابل علامات التوثيق، مما أضفى عليها نوعاً من المصداقية.

ووصف الباحثون هذه التحولات بالمقلقة، ونبهوا إلى أنهم لم يشهدوا مثل هذه الزيادة الحادة في خطاب الكراهية والمحتوى المثير للحساسيات وعودة الحسابات المحظورة، خلال هذه الفترة القصيرة، على أي من منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية.

لطالما شدّد إيلون ماسك على أنه "مؤيد بالمطلق لحرية التعبير"، وتحرك سريعاً لفرض رؤيته على "تويتر"، فرفع الأسبوع الماضي حظراً كان قد فرض على حساب ترامب للتحريض على العنف، بعد اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول في يناير/كانون الثاني 2021. الأسبوع الماضي أيضاً، اقترح "العفو" عن الحسابات التي علقتها القيادة السابقة لـ"تويتر". كما أنهى فرض إجراءات تهدف إلى الحد من انتشار المعلومات المضللة المتعلقة بجائحة كوفيد-19. خلال الوباء، عمدت "تويتر" إلى وضع إشارات على تغريدات مضللة، وحجبت مستخدمين واظبوا على نشر مثل تلك المعلومات. ومن بين المحتوى المحظور تصريحات هدفها التأثير على الأشخاص لانتهاك إرشادات السلطات الصحية، إضافة إلى علاجات وهمية، أو إنكار حقائق علمية.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

وأنكر ماسك الاتهامات بانتعاش خطاب الكراهية على المنصة تحت إشرافه. ونشر، الشهر الماضي، رسماً بيانياً قال إنه يظهر أن خطاب الكراهية انخفض بمقدار الثلث منذ توليه منصبه الجديد. ولم يقدم أرقاماً أو تفاصيل أساسية حول كيفية قياسه لخطاب الكراهية. وأكد، الخميس، تعليق حساب مغني الراب الأميركي كانييه ويست، بتهمة "التحريض على العنف" بعد نشره صورة لصليب معقوف متشابك مع نجمة داود، وإبدائه إعجابه بالزعيم النازي أدولف هتلر، خلال مقابلة استفزازية مع المذيع اليميني المتطرف أليكس جونز.

وعلّق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على المسألة الجمعة، مغرداً: "أود أن أوضح بعض الأمور: الهولوكوست حدثت فعلاً. هتلر كان شخصاً شريراً". وأضاف: "بدلاً من منح معاداة السامية منصة، يجب على سياسيينا أن ينددوا بها علناً أينما وجدت. السكوت تواطؤ". إلى ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنه أجرى "محادثة واضحة وصريحة"، الجمعة، في نيو أورلينز، خلال زيارة له إلى الولايات المتحدة استمرت ثلاثة أيام، مع ماسك. وشدّد على ضرورة أن تبذل منصة تويتر "جهوداً" لتعزيز الشفافية وضبط المحتوى. وحذّر المفوض الأوروبي لشؤون السوق، تييري بروتون، المالك الجديد لـ"تويتر" الأربعاء، قائلاً إن عليه بذل المزيد من الجهود لمكافحة المعلومات الكاذبة من أجل الامتثال لقانون الاتحاد الأوروبي.

منذ إتمام إيلون ماسك الصفقة نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سرّح نحو نصف القوة العاملة في "تويتر"، ومن بينهم موظفون مسؤولون عن مكافحة المعلومات المضللة، فيما استقال عدد غير معروف من الموظفين. وقال يويل روث، الرئيس السابق لقسم الثقة والسلامة في "تويتر" الذي استقال بعد استحواذ ماسك على المنصة، خلال مقابلة الثلاثاء الماضي، في مؤتمر نايت فاونديشن إنه لا يعرف على وجه التحديد عدد الموظفين الذي بقوا في الشركة لإدارة المحتوى. ورداً على سؤال للمحاورة كارا سويشر أجاب: "لا يمكنني القول، لأن دليل الشركة الخاص بنا أوقف منذ عملية الاستحواذ، ومن شبه المستحيل معرفة المتبقين في تويتر بشكل قاطع". وأضاف: "إلى ذلك الحد بلغت الفوضى".

يعتقد ماسك أن كل المحتوى المسموح به قانوناً يجب أن يكون مسموحاً على منصة تويتر. ووصف، الإثنين الماضي، قراراته بأنها "ثورة على الرقابة الإلكترونية في أميركا". وعلى الرغم من قوله إن "تويتر" تشهد تفاعلاً قياسياً تحت قيادته، فإن نهجه أثار الذهول لدى الجهات الإعلانية، وهي المصدر الرئيسي لأموال المنصة. وخلال الأسابيع القليلة الماضية أعلن نصف أكبر مائة معلن على "تويتر" تعليقهم الإعلان على المنصة أو "توقفوا على ما يبدو" عن ذلك، وفقاً لتحليل أجرته مجموعة المراقبة غير الربحية ميديا ماترز.

المساهمون