تغير المناخ... مواقع تراثية عربية في خطر

22 فبراير 2022
تعد آثار مدينة الصويرة مهددة أيضًا (Getty)
+ الخط -

حذرت دراسة جديدة من تعرض مواقع التراث الثقافي والطبيعي في أفريقيا، بما في ذلك البلدان العربية في الشمال، إلى تأثيرات تغير المناخ وعمليات التعرية المصاحبة لتسارع ارتفاع مستوى سطح البحر. ووفق نتائج الدراسة التي أعدها فريق من خبراء مخاطر المناخ والتراث، ونشرت يوم 10 فبراير/ شباط في دورية Nature Climate Change فإن مواقع الآثار في الجزائر ومصر تتصدر المواقع الأكثر تعرضا لآثار تغير المناخ في إفريقيا. 

تشير النتائج إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر سيؤدي إلى مضاعفة عدد مواقع التراث الطبيعي والثقافي المعرضة لخطر الفيضانات الساحلية الخطيرة في أفريقيا إلى أكثر من ثلاثة أضعاف. وبحلول عام 2050، قد يكون أكثر من 190 من هذه المواقع في خطر داهم. 

تشمل المناطق المهددة منطقة المواقع الأثرية في شمال سيناء في مصر والتي تشمل آثاراً فرعونية وأخرى تعود للفترات الرومانية والإغريقية، وبقايا مدينة قرطاج القديمة في تونس، والتي كانت عاصمة الحضارة القرطاجية في الألفية الأولى قبل الميلاد، والمناطق الأثرية في تيبازة بالجزائر، وآثار مدينة الصويرة في المغرب، بالإضافة إلى موقع صبراته الأثري في ليبيا. 

تشمل المناطق المهددة منطقة المواقع الأثرية في شمال سيناء في مصر وبقايا مدينة قرطاج القديمة في تونس، والمناطق الأثرية في تيبازة بالجزائر، وآثار مدينة الصويرة في المغرب، بالإضافة إلى موقع صبراته الأثري في ليبيا

رسم المؤلفون خريطة تضم 213 موقعا طبيعيًا و71 موقعا أثرياً على الساحل الأفريقي الشمالي، وهي مواقع اعترف بها مركز التراث العالمي لليونسكو (بالنسبة للمواقع الأثرية) أو اتفاقية "رامسار" للأراضي الرطبة (بالنسبة لمواقع التراث الطبيعي). ثم دمج الفريق هذه البيانات مع أحدث نموذج لارتفاع مستوى سطح البحر، والذي يعد من النتائج الرئيسية لتغير المناخ مع ارتفاع درجة حرارة مياه البحر وذوبان الجليد. يعني ارتفاع مستوى سطح البحر حدوث الفيضانات الساحلية الكبرى التي قد يصل تأثيرها إلى مناطق داخلية بعيدة عن الساحل.

وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، سلمى صبور، دكتوراه في كلية الهندسة والعلوم الطبيعية في جامعة ساوثهامبتون البريطانية: "في الوقت الحالي، سيكون 56 موقعاً (20 بالمئة) من أصل 284 موقعا تراثياً ساحلياً في خطر إذا حدث فيضان مرة واحدة كل 100 عام".

آداب وفنون
التحديثات الحية

وأضافت صبور في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه بحلول عام 2050، سيتضاعف عدد المواقع المعرضة للخطر ثلاث مرات ليصل إلى 191 إذا ظلت انبعاثات الكربون معتدلة إلى حد ما. وعلى الرغم من أن عدد المواقع يزداد بمقدار 7 مواقع ليصل إلى 198 موقعاً فقط، إذا لم نتخذ تدابير للتحكم في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فإن مستوى التعرض سيزداد بشكل كبير.

إذا نجحت جهود التخفيف من حدة تغير المناخ في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من مسار عالي الانبعاثات إلى مسار انبعاثات معتدل بحلول عام 2050، يمكن تقليل عدد المواقع المعرضة بشدة بنسبة 25 بالمئة. وإلا، فسيتعرض ما لا يقل عن 151 موقعاً طبيعياً و40 موقع تراث ثقافي لأحداث مناخية خطيرة بشكل متكرر كل 100 عام، اعتباراً من عام 2050 فصاعداً، بغض النظر عن سيناريو الاحترار.

سيكون 56 موقعاً (20 بالمئة) من أصل 284 موقعا تراثياً ساحلياً في خطر إذا حدث فيضان مرة واحدة كل 100 عام

تسلط النتائج الضوء على الحاجة الملحة لزيادة إجراءات التكيف مع آثار تغير المناخ لمواقع التراث الطبيعي والثقافي في أفريقيا، بما في ذلك الحوكمة، وأساليب الإدارة الرشيدة، وتقييمات المخاطر الخاصة بالمواقع، ورصد التعرض واستراتيجيات حماية السواحل. علاوة على ذلك، تساعد النتائج في تحديد أولويات المواقع المعرضة للخطر وتسليط الضوء على الحاجة إلى إجراءات وقائية فورية لهذه المواقع، والتي يتطلب تصميمها تقييمات محلية متعمقة للمخاطر وخيارات التكيف. 

ووفقاً للمؤلفة المشاركة في الدراسة، فإنه بالنسبة للعديد من مواقع التراث الحضاري، في حالة وجود وسائل تكنولوجية ومخصصات مالية، قد تكون خيارات حماية السواحل مثل تغذية الشواطئ والبنى التحتية البيئية فعالة، لكنها ستحتاج إلى متابعة تقييم المخاطر البيئية. هناك حاجة أيضاً إلى تحسين الإدارة المحلية وأساليب الرصد والتقييم، بالإضافة إلى إجراءات إدارة الأراضي.
 

المساهمون