تعليق المفاوضات بين الاستوديوهات والممثلين في هوليوود

12 أكتوبر 2023
يكلّف الإضراب القطاع ملايين الدولارات يومياً (ريموند هول/Getty)
+ الخط -

عُلّقت، أمس الأربعاء، المفاوضات بين الممثلين المضربين ورؤساء الاستوديوهات في هوليوود، مما يقوض الآمال في استئناف إنتاج الأفلام والمسلسلات سريعاً بعد أشهر طويلة من الإضراب.

ويتفاوض رؤساء الاستوديوهات والمنصات، من أمثال "ديزني" و"نتفليكس"، منذ الأسبوع الفائت مع ممثلين عن نقابة ساغ-أفترا SAG-AFTRA الأميركية، التي تنوب عن 160 ألف ممثل وراقص وغيرهم من العاملين في الإنتاجات التلفزيونية والسينمائية.

لكن في بيان صدر الأربعاء، أعلنت الاستوديوهات التي يمثلها تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية (AMPTP) أن المفاوضات توقفت وعُلّقت في الوقت الراهن. وقالت: "بعد مناقشات جدية، بات من الواضح أن الفجوة بين موقفي كل من تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية ونقابة الممثلين كبيرة جداً، والمناقشات لم تعد تتقدّم بطريقة مثمرة".

وفي الشهر الفائت، توصل تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية إلى اتفاق بشأن الرواتب مع كتاب السيناريو في هوليوود، مما أنهى إضراباً استمر لخمسة أشهر تقريباً.

ونظراً للتشابه بين مطالب الممثلين وتلك الخاصة بكتّاب السيناريو، بدا أنّ هنالك تفاؤلاً بإمكانية التوصل إلى اتفاق سريع بين الاستوديوهات ونقابة ساغ-أفترا.

لكن في بيان صدر الأربعاء، اتهم تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية الممثلين بأنهم يقترحون مطالب مُبالغا بها، كتقاسم الإيرادات المتأتية من نشر الأعمال عبر منصات البث التدفقي والتي "ستكلف وحدها أكثر من 800 مليون دولار سنويا". وقال: "إنّ ذلك يشكل عبئاً مالياً لا يمكن أن تتحمله" الاستوديوهات.

واتهم التحالف نقابة الممثلين برفض زيادات على الأجور كان قد وافق عليها كتاب السيناريو. وقالت استوديوهات هوليوود: "نأمل أن تقوم نقابة الممثلين بمراجعة مواقفها والعودة إلى المفاوضات المثمرة سريعاً".

ولم تعلّق نقابة الممثلين الأربعاء فوراً على تصريحات تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية.

ومع أنّ كتّاب السيناريو استأنفوا عملهم، إلا أن استكمال تصوير معظم الإنتاجات لن يتم طالما أنّ الممثلين مستمرون في إضرابهم الذي بدأ في يوليو/ تموز، ويكلّف القطاع ملايين الدولارات يومياً.

وعلى غرار كتّاب السيناريو، يرغب الممثلون في أن يكونوا قادرين على كسب المزيد عندما يحقق أحد أفلامهم أو مسلسلاتهم نجاحاً كبيراً في المنصات، بدل تلقي مبلغ مقطوع بغض النظر عن شعبية العمل، بالإضافة إلى الحصول على ضمانات في ما يخص استخدام الذكاء الاصطناعي.

نظرياً، يُفترض أن يكون للاتفاق الذي جرى بين الكتّاب والاستوديوهات دور إيجابي في ملف الممثلين، بحسب الخبراء. لكنّ المطالب المتعلقة بالرواتب وبمواجهة الذكاء الاصطناعي التي أعلنت عنها "ساغ-أفترا" أكبر من تلك التي اقترحها كتّاب السيناريو.

ويطالب الممثلون بزيادة أكبر على رواتبهم والحصول على نسبة كبيرة من الأرباح التي يحققها عمل ناجح بدل الحصول على مكافأة بسيطة.

بالإضافة إلى ذلك، يخشى الممثلون من استخدام الذكاء الاصطناعي لاستنساخ أصواتهم وصورهم، من دون الحصول على موافقتهم أو دفع مبالغ لهم لقاء ذلك.

وفي نهاية سبتمبر/ أيلول، أكد الاتحاد الدولي للممثلين، في بيان أصدرته لجنته التنفيذية المجتمعة في إسطنبول، عن دعمه "الثابت" لإضراب ممثلي هوليوود، معتبراً أنها "معركة وجودية" للممثلين الذين يواجهون أيضاً تهديدات خطيرة جرّاء الاستخدام السيئ والخالي من القيود للذكاء الاصطناعي، مما يعرضهم لاحتمال غير مرغوب فيه يتمثل في الاضطرار إلى "التنافس مع نسخ افتراضية عنهم من دون أي تعويض".

وتغطي المحادثات موضوعات خاصة بالممثلين، كاختبارات الأداء عن بعد، وهي خطوة يتم اللجوء إليها منذ بداية جائحة كوفيد-19 ويرفضها الممثلون بصورة كبيرة.

وقد استؤنفت بعض الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية التي تشارك فيها استوديوهات هوليوود الصغيرة، وذلك بفضل اتفاقيات موقتة.

(فرانس برس)

المساهمون