عزاء أبو عاقلة في رام الله (العربي الجديد)
16 مايو 2022
+ الخط -

تدفقت أعداد غفيرة من الفلسطينيين، بما في ذلك رئيس الحكومة محمد اشتية، ووزراء وقيادات فلسطينية وصحافيون ومواطنون إلى عزاء الشهيدة شيرين أبو عاقلة الذي أقامته قناة الجزيرة برام الله من الساعة الثالثة إلى التاسعة من مساء الأحد. 

وقال زملاء الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة لـ"العربي الجديد"، خلال العزاء؛ إن التفاعل الذي حظيت به قضية أبو عاقلة في فلسطين وخارجها ينبع من أهمية الدور الذي قامت به ويقوم به الصحافي الفلسطيني، مشيرين إلى أن أبو عاقلة مثلت صوت فلسطين. 

وعلى هامش العزاء، قال المصور الصحافي في مكتب الجزيرة في القدس وائل السلايمة لـ"العربي الجديد" والذي عمل على مدار 20 عاما مصورا زميلا لأبو عاقلة، "إن التفاعل الذي حصل مع أبو عاقلة يدلل عن حالة التحام في الشعب الفلسطيني، ونوع من التصويت على أهمية الصحافي ودوره".

وتابع السلايمة: "شيرين كانت إنسانة محترمة جدا، ومؤدبة، ومهنية جدا، كنت استمتع بالعمل معها، وهناك العديد من التقارير المميزة التي أظهرت إنسانيتها، ومنها تقرير حول صبية فلسطينية أعادها الاحتلال على الحاجز من قطاع غزة، فبقيت معها شيرين تنتظر على الحاجز".

أما المذيع في قناة الجزيرة، زين العابدين توفيق، والذي قدم إلى فلسطين من أجل تغطية حادثة استشهاد شيرين، فقال لـ"العربي الجديد": "إن ما رآه قبل الجنازة وبعدها شيء استثنائي، حيث فتحت بيوت عزاء لها في كل مكان، بل في كل بيت فلسطيني، وليس فقط في فلسطين". 

بدورها، قالت مراسلة الجزيرة في الولايات المتحدة الأميركية وجد وقفي لـ"العربي الجديد" وكانت قدمت أيضا إلى فلسطين من أجل المشاركة في التغطية، إنها "رأت كل فلسطين في بيت العزاء، من قيادات وفصائل فلسطين، بمسيحييها ومسلميها، والكل أجمعوا على أمر واحد أن شيرين كانت صوت فلسطين".

وكان أقيم لأبو عاقلة عدد من الجنازات منذ استشهادها وعدد من بيوت العزاء، حيث أقيمت الجنازة الأولى يوم استشهادها في جنين ومخيمها بمشاركة أهالي جنين ومقاوميها قبل نقلها إلى نابلس، وفي الطريق أوقف أهالي قرية سيلة الظهر، جنوب جنين، موكب الجنازة لوداع شيرين وتحيتها، وبعد أن وصلت إلى نابلس أقيمت لها جنازة ثانية بعد الانتهاء من تشريح جثمانها. وبعد نقلها إلى رام الله، أُقيمت لها جنازة في شوارع مدينة رام الله، بعد أن ودعها زملاؤها في البناية التي تحوي مكتب الجزيرة.

وفي اليوم التالي لاستشهاد أبو عاقلة، أُقيمت لها جنازة رسمية في رام الله انطلاقا من المستشفى الاستشاري العربي شمال مدينة رام الله، حيث أقيمت الجنازة بمشاركة رسمية وشعبية في مقر المقاطعة (الرئاسة) في رام الله بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بينما أوقف أهالي مخيم قلنديا الموكب وهو في طريقه إلى القدس ليودعوها.

وفي اليوم الثالث، أقيمت جنازتها الأخيرة في مدينة القدس انطلاقا من المستشفى الفرنسي، وصولا إلى كنيسة الروم الكاثوليك، انتهاءً بمواراة جثمانها الثرى في مقبرة جبل صهيون (بكسر الصاد) في القدس المحتلة.

فعالية تأبينية لأبو عاقلة في الجزائر.. إدانة وتضامن

وأُقيمت الأحد فعالية تأبينية لأبو عاقلة في مقر صحيفة الحوار في العاصمة الجزائرية، شارك فيها صحافيون وسياسيون وشخصيات وطنية، أشادوا فيها بالنضال الإعلامي لأبو عاقلة ودانوا الجريمة الإسرائيلية.

ورُفعت على مقر الصحيفة صورة كبيرة للصحافية الراحلة، إكراما لها واعترافا بكشفها الجرائم الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني، وقال محيي الدين عميمور، وزير الاتصال السابق والمستشار الإعلامي للرئيس الراحل هواري بومدين، خلال التأبينية إن الصحافية أبو عاقلة استشهدت بفعل رصاصة إسرائيلية غادرة ترصدتها نتيجة قيامها بكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي. 

ودانت الإعلامية والنائب السابق في البرلمان زهية بن عروس ما وصفتها بجريمة القتل الوحشية التي نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني في حق الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.

واعتبر سفير دولة فلسطين في الجزائر، الدكتور فايز أبوعيطة، أن "استشهاد شيرين أعاد للقضية الفلسطينية وهجها، في الوقت الذي يسعى أعداء القضية لطمسها، ونحن في فلسطين لا نعيش إشكالية هذا مسلم وهذا مسيحي، استشهاد شرين مثل لحمة بين كل الفلسطينيين في الداخل والخارج، اليهود استعملوا القوة والقمع ضد مشيعي شرين وهي جريمة شاهدها العالم كله".

المساهمون