ربط باحثون في دراسة جديدة بين ارتفاع ضغط الدم لدى النساء، وتعرضهن لتجارب عنف أو اعتداء أو تحرش جنسي. ووفقاً للدراسة التي نشرت يوم الثلاثاء 22 فبراير/ شباط في دورية Journal of the American Heart Association كانت النساء اللواتي تعرضن للعنف الجنسي في حياتهن، بما في ذلك الاعتداء الجنسي والتحرش الجنسي في مكان العمل، أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم خلال فترة متابعة مدتها سبع سنوات.
وأشارت الدراسة إلى أنّ العنف الجنسي كان تجربة شائعة، إذ أثر على أكثر من 20% من النساء في العينة المبحوثة. وحلل الباحثون الارتباطات بين التعرض مدى الحياة للعنف الجنسي وضغط الدم مع مراعاة الآثار المحتملة للتعرض لأنواع أخرى من الصدمات. للحصول على البيانات، استخدم الباحثون دراسة عن صحة الممرضات (NHS II)، وهي دراسة أجريت على مدى فترة زمنية طويلة، على نساء بالغات في الولايات المتحدة، بدأت في عام 1989 بتسجيل 115.000 ممرضة.
استبعدت الدراسة المشاركات اللواتي تم تشخيصهن بالفعل بارتفاع ضغط الدم أو أظهرت تحاليلهن أنهن كن يتناولن أدوية لارتفاع ضغط الدم. كما استبعد الباحثون النساء اللاتي لديهن تاريخ من أمراض القلب والأوعية الدموية. تكونت العينة النهائية من 33.127 امرأة تتراوح أعمارهن بين 43 و 64 عاماً في عام 2008.
ووجدت الدراسة أنّ أولئك الذين تعرضوا للتحرش الجنسي في العمل كانوا أكثر عرضة بنسبة 15% لارتفاع ضغط الدم، في حين أنّ أولئك الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي كانوا بنسبة 11% أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
تعرضت 23% من النساء في الدراسة للاعتداء الجنسي، و12% منهن تعرضن للتحرش الجنسي في مكان العمل، و6% تعرضن لكليهما. وفقاً للدراسة، تعرضت واحدة من كل ثلاث نساء للعنف الجنسي الذي ينطوي على اللمس الجسدي، بينما تعرض واحد من كلّ أربعة رجال لتجارب مماثلة.
يعتقد المؤلفون أنّ الأشخاص المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي قد يكونون أكثر عرضة لخطر الاعتداء الجنسي، بالإضافة إلى المجموعات الأخرى، بمن في ذلك البالغون الذين يعانون من إعاقات في النمو.
وقالت المؤلفة الرئيسية في الدراسة، ربيكا لون، من كلية "تي إتش تشان" للصحة العامة في جامعة هارفارد، في الولايات المتحدة، إنّ النتائج أظهرت أنّ النساء اللواتي أبلغن عن تعرضهن للاعتداء الجنسي والتحرش الجنسي في مكان العمل كن أكثر عرضة لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، مما يشير إلى الآثار المركبة المحتملة للتعرضات المتعددة للعنف الجنسي على صحة القلب والأوعية الدموية لدى النساء. وأضافت لون في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن نتائج الدراسة تسلط الضوء على أهمية البحث الطبي لفحص تجارب النساء مع الاعتداء الجنسي والتحرش الجنسي في مكان العمل. ويمكن أن تستند الأبحاث المستقبلية إلى هذه النتائج لتحديد ما إذا كان العنف الجنسي وارتفاع ضغط الدم مرتبطين سببياً، وتحديد الآليات المحتملة الكامنة وراء تلك العلاقة.
ولاحظ الباحثون أنّ خطر ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالعنف الجنسي مدى الحياة مماثل في حجمه للارتباطات بعوامل أخرى حظيت بمزيد من الاهتمام، مثل التعرض للاعتداء الجنسي كطفل أو مراهق، ومدة النوم، والتعرض للملوثات البيئية. أظهرت النتائج ارتباطاً بين عدد من العواقب الصحية قصيرة وطويلة المدى بالاعتداء الجنسي، بما في ذلك مشاكل النوم ومشاكل الصحة العقلية. ويعتقد المؤلفون أنّ الناجين من الاعتداء الجنسي قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، والذي تم ربطه بحد ذاته بمشاكل صحية أخرى، بما في ذلك التدهور في مستوى الإدراك.