أشارت دراسة جديدة إلى تعرض النساء العاملات في مجال الطب إلى نوع من التجاهل أو عدم الاعتراف بخبراتهن الأكاديمية، وانخفاض احتمال حصولهن على جوائز مرموقة، أو ترقيتهن إلى منصب الأستاذية، أو شغل مناصب قيادية، أو كتابة أبحاث أو تعليقات أصلية في المجلات الرئيسية.
ووفق الدراسة التي نشرت يوم الجمعة 2 يوليو/ تمّوز في دورية JAMA Open Network، فإن عدد مرات الاستشهاد/الاقتباس العلمي بالمقالات الأكاديمية التي تنشرها النساء في المجلات الطبية عالية التأثير أقل بكثير من تلك التي كتبها الرجال، خاصة عندما تكون النساء المؤلفات الرئيسيات.
تستخدم الاقتباسات من المقالات مقياساً تستعين به المؤسسات لتقييم جودة البحث وكفاءة المؤلف، وبالتالي فإن وجود مثل هذا التحيز له عواقب وخيمة على الحياة المهنية للمرأة الباحثة في مجال الطب. ويظهر هذا في نسبة النساء الحاصلات على ترقيات إلى درجة الأستاذية في كليات الطب الأميركية، والتي لم تزد منذ 1980 ولا تزال أقل من نسبة الرجال.
تشير النتائج إلى أنه يتم الاعتراف بالنساء بدرجة أقل لمساهماتهن في المجالات الطبية مقارنة بالرجال رغم ازدياد عدد الأوراق البحثية التي ألفتها النساء بصفتهن المؤلف الرئيسي أو المشرف على الدراسة أو قائد لفريق بحثي، لكن الناتج النسبي لا يزال أقل بكثير من أقرانهن من الرجال. في الدراسة الحالية قام الفريق بتحليل 5554 مقالة نشرت في مجلات طبية أكاديمية رائدة تركز على الطب الباطني بين عامي 2015 و2018. وطبقاً للمؤشرات كانت النساء المشرفات على البحث في 35.6% من الأبحاث المنشورة ومؤلفة أولى في 25.8% منها.
خلال الفترة المذكورة، استُشهد بالمقالات التي تشارك فيها النساء كمؤلّفات أساسيات في مقالات أكاديمية أخرى بمتوسط 36 مرة، مقابل 54 مرة لتلك التي تحتوي على مؤلفين أساسيين من الذكور. وحصلت النساء اللواتي شاركن في التأليف مع نساء أخريات كمؤلفات أوائل على أقل متوسط اقتباسات، في حين أن الرجال الذين شاركوا في التأليف مع رجال آخرين كمؤلفين أوائل حصلوا على أكبر عدد من الاستشهادات.
وقالت المؤلفة الرئيسية في الدراسة باولا تشاترجي الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا، إنه عندما كانت النساء المؤلف الأول في الدراسات كانت لديهن أقل عدد في متوسط الاستشهادات من بين المجموعات التي تم فحصها في الدراسة الحالية بنسبة قدرت بـ33 اقتباسا. وكان متوسط الأبحاث التي كانت النساء قائدات لفريق البحث 36 اقتباسا، في حين أن الأوراق البحثية التي تشارك بها امرأة بصفتها مؤلفة رئيسية كان متوسطها 37 استشهادا.
وأضافت تشاترجي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الدراسات التي تم الاستشهاد بها أكثر من غيرها هي تلك التي كان المؤلفون الرئيسيون وقادة فريق البحث فيها من الرجال بمتوسط 59 اقتباساً. على وجه التفصيل، بلغ متوسط الاقتباسات من الدراسات التي كان الرجال فيها مؤلفين رئيسيين 54 اقتباساً، أما الدراسات التي كان فيها الرجال قادة لفريق البحث فكان متوسطها 51 اقتباساً.
وقالت الباحثة إن الباحثات النساء في المجال الأكاديمي يواجهن بالفعل عدداً من الحواجز أمام التقدم الوظيفي، والتفاوت في الاستشهادات يوسع الفجوة بينهن وبين أقرانهن من الرجال. وتبرز النتائج أن التفاوتات تنبع جزئياً من عدم المساواة في الاعتراف بالبحوث وتضخيم نتائجها. ووفق الدراسة فإن حل هذا الخلل لن يتم إلا بضمان أن النساء اللائي يعملن بالفعل في الطب الأكاديمي يتم تقديرهن على قدم المساواة وترقيتهن لمساهماتهن ونجاحاتهن.