اختير، يوم أمس الخميس، فيلم تحريك فرنسي عن الحملة الدامية التي شنّتها الشرطة على احتجاجات الجزائريين في باريس في عام 1961، من بين الفائزين بجوائز أكاديمية الطلاب، التي أقيمت لأوّل مرة في متحف السينما، الذي افتتح أخيراً في لوس أنجليس، بحسب "فرانس برس".
ويحاول الفيلم القصير تسليط الضوء على حدث عنيف حجبته السلطات الفرنسية طوال عقود، قبل أن يدينه الرئيس إيمانويل ماكرون العام الماضي، ويصفه بأنّه "لا يغتفر".
بحسب "فرانس برس"، قال مخرجو فيلم "ذا سين تيرز"، يانيس بلعيد وإليوت بينارد ونيكولا مايور: "أردنا أن نصنع هذا الفيلم لتسليط الضوء على حدث غير معروف للغاية في فرنسا، على الرغم من أنّه جزء من تاريخنا".
وأضافوا، قبل تسلمهم الجائزة البرونزية في الحفل الذي ينظمه القائمون على جوائز أوسكار: "سنكون سعداء إذا جعلنا الناس يرغبون في اكتشاف المزيد عن هذا الحدث، وإظهار رؤيتنا لمسار المستقبل من دون أن ننسى ما حدث".
بمناسبة الذكرى 60 للاحتجاجات الجزائرية في أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي، أخبر ماكرون أقارب الضحايا بأنّ هناك "جرائم" ارتكبت بأمر من قائد شرطة باريس سيئ السمعة موريس بابون. كما اعترف بمقتل عشرات المتظاهرين و"إلقاء جثثهم في نهر السين" وأشاد بذكراهم.
ولم يتضح مطلقاً العدد الدقيق للضحايا، ويتحدّث بعض الناشطين عن وجود مئات القتلى على يد قوات الشرطة.
وكان الجزائريون قد خرجوا للاحتجاج في 17 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1961، وذلك رفضاً لقرار حظر التجوّل الذي فرضه بابون على حرك الجزائريين دوناً عن غيرهم داخل العاصمة الفرنسية.
وكانت المجزرة جزءاً من المحاولات الفرنسية العنيفة لضمان استمرارية استعمارها للجزائر، والتي نالت استقلاها عام 1962.
وأقيم حفل جوائز أكاديمية الطلاب بشكل حضوري لأوّل مرة منذ 3 سنوات، بعد انتهاء الإجراءات المرافقة لجائحة كوفيد-19، وهو أحد البرامج الرئيسية لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، أهم هيئة في صناعة السينما الأميركية.
وسبق أن فاز بالجائزة طلاب صاروا مخرجين معروفين، مثلا سبايك ليكان من بين الفائزين السابقين من الطلاب مثل سبايك لي، وروبرت زيميكيس، وكاري فوكوناغا.
وذهبت الجوائز الذهبية في حفل يوم أمس إلى 3 أفلام، هي "ألموست هوم" و"أغنست رياليتي" و"فاوند".