"بي بي سي" خضعت لضغوط من حكومة جونسون خلال تغطية الجائحة

15 مارس 2023
جونسون متحدثاً عن تدابير الإغلاق في 23 مارس 2020 (بول إيلّيس/ فرانس برس)
+ الخط -

مع إيقاف هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) المذيع الرياضي الشهير ولاعب المنتخب البريطاني المتقاعد غاري لينيكر عن تقديم برنامجه "مباراة اليوم" Match of the Day، نهاية الأسبوع الماضي، فتحت باباً يصعب إغلاقه عن علاقتها بحزب المحافظين الحاكم منذ 13 عاماً. صحيح أن القناة تراجعت عن قرارها سريعاً، وأعلنت عن عودة لينيكر لتقديم البرنامج الذي ينتظره أسبوعياً ملايين البريطانيين، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لطيّ صفحة "المحسوبية" و"الثغرات" المهنية.

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة ذا غارديان، أمس، أن "بي بي سي" تعرضت لضغوط من "داونينغ ستريت"، مقر إقامة رئيس الحكومة البريطانية، مع بداية جائحة كوفيد-19، كي لا يستخدم محرّروها كلمة Lockdown (الإغلاق)، أثناء حديثهم عن الإجراءات التي اتّخذها آنذاك بوريس جونسون.

وبينت الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني المسرّبة التي حصلت عليها "ذا غارديان"، أن أحد كبار المحرّرين في "بي بي سي" أبلغ المراسلين بأن "داونينغ ستريت" طلب صراحة عدم استخدام كلمة "إغلاق" في أثناء الحديث عن الإجراءات التي فرضها جونسون للمرة الأولى في 23 مارس/آذار 2020. وبالفعل، استبدلت "بي بي سي" في نشراتها ذلك المساء كلمة "إغلاق" بـ"قيود"، بينما كانت المحطّات الأخرى، مثل "سكاي نيوز"، تستخدم "الإغلاق".

وأظهرت رسائل مسرّبة أخرى اطّلعت عليها "ذا غارديان"، أن "داونينغ ستريت" مارس أيضاً ضغوطاً سياسية من نوع آخر في 24 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2021، مستهدفاً حزب العمال. إذ طلب محرّر كبير من الصحافيين والمراسلين أن تكون التغطية الإخبارية "أكثر نقداً" لحزب العمال، بعدما اشتكى "داونينغ ستريت" من أن القناة "لم تعكس الفوضى" التي اتّسمت بها سياسات الحزب المعارض في ما خص التصويت حينها على "الخطة البديلة" المتعلقة بإجراءات الحكومة لمكافحة الوباء. وكان "داونينغ ستريت" يجادل في ذلك الوقت بأن حزب العمال يستمرّ في تغيير موقفه بشأن القيود المفروضة وبشأن الخطة البديلة الأكثر صرامة.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وفي رسالة مسرّبة يعود تاريخها إلى 17 أكتوبر 2020، شكر محرّر كبير المراسلين السياسيين على "العمل الرائع الليلة الماضية الذي جنّبنا الحديث عن قصة غير مجدية في هذه المرحلة". وأشارت "ذا غارديان" إلى أن القصّة المغيّبة تلحق الضرر بجونسون، إذ تضيء على المقابلة التي أجريت في إحدى الصحف مع سيدة الأعمال الأميركية جينيفر أركوري التي أكدت فيها أنها على علاقة عاطفية بجونسون المتّهم باستغلال منصبه كرئيس بلدية لندن لتأمين "المكاسب والمنفعة" لها. يُذكر أن جونسون متّهم أيضاً باستخدام منصبه عام 2021 كرئيس للحكومة لتزكية المصرفي ريتشارد شارب ومساعدته في الحصول على منصب رئيس "بي بي سي"، بعدما ساعده الأخير في الحصول على قرض قيمته 800 ألف جنيه إسترليني عام 2020.

ونقلت "ذا غارديان" عن أحد الموظّفين في "بي بي سي" قوله إن "العناوين الرئيسة للموقع الإلكتروني بشكل خاص تحدد تماشياً مع المكالمات الهاتفية الواردة بشكل منتظم للغاية من مكتب رئيس الوزراء"، مضيفاً أن هذه الرسائل المسرّبة ليست سوى "غيض من فيض"، فمعظم الضغوط التي يمارسها "داونينغ ستريت" على السياسة التحريرية للمحطة العريقة هي "لفظية" وليست "مكتوبة".

المساهمون