بيروت: الاعتداء على صحافيين أثناء زيارة رونالدينيو

31 يوليو 2021
التقى رونالدينيو أهالي شهداء فوج الإطفاء في بيروت (فرانس برس)
+ الخط -

اعتدى عناصر من فوج إطفاء العاصمة اللبنانية بيروت أول من أمس، الخميس، بالدفع والضرب على مراسل قناة "إل بي سي آي" صلاح فتوح، ومصوّر صحيفة "النهار" حسام شبارو، ومصوّر موقع "المدن" الإلكتروني مصطفى جمال الدين، ومصوّر صحيفة "نداء الوطن" فضل عيتاني، ومصوّر وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية بلال حسين، ومصوّر وكالة "شينخوا" الصينية بلال جويش، أثناء زيارة لاعب كرة القدم البرازيلي المعتزل رونالدينيو مقرّ الفوج تحية لشهداء التفجير المأساوي المفجع.

وقال حسام شبارو، لـ "مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية" (سكايز)، إن "ما حصل كان بسبب سوء تنظيم هذا الحدث، إذ كان من المفترض أن يلتقي رونالدينيو مع أهالي شهداء فوج الإطفاء فقط، ولكن وجود عدد كبير من الأشخاص في المكان، وبعد انتهاء الزيارة وخروج رونالدينيو، ضرب أحد الضباط كاميرتي لدفعي إلى الوراء، لتأمين حماية لرونالدينيو، وعندما اعترض زملائي الباقون، اعتدوا علينا ومزقوا قميصي، وأدى الاعتداء إلى تضرّر عدسة كاميرا الزميل مصطفى جمال الدين، وهذه القطعة مكلفة جداً اليوم".

ويوم أمس الجمعة دان نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي بشدة الاعتداء الذي تعرض إليه الصحافيون والمصورون على يد عناصر من فوج إطفاء بيروت. وقال في بيان: "نستنكر أشد الاستنكار الحادث الذي تعرض إليه هؤلاء الزملاء، وندعو إلى إنزال القصاص الرادع بهم. ونتوجه في الوقت نفسه إلى السلطات المعنية، محذرين من مغبة استسهال الصحافيين والإعلاميين واستفرادهم والاعتداء عليهم، خصوصاً وهم يؤدون واجبهم المهني ويغطون التحركات على الأرض. ولن نرضى بألا يلقى الإعلاميون المعاملة التي يستحقون، ولن نسكت عن المعتدين، وسنلاحقهم ونكشف عن هوياتهم، ولن ندع الصحافيين والمصورين لقمة سائغة لمن اعتاد استيطاء حائط العاملين في المهنة".

في المقابل، أكد "تجمع نقابة الصحافة البديلة" متابعته للقضية، خصوصاً لجهة التعويض عن تكسير الكاميرات. وكرر دعوته لفوج الإطفاء للمحاسبة "بما يحفظ صورته الإنسانية، لا سيما أن العناصر المعتدية لاحقت الصحافيين إلى الخارج وطالبتهم بحذف الصور، وتصرفت بشكل مليشياوي لا يليق بمناقبية عناصر الفوج ولا احترام العمل الصحافي".

ويضم التجمع عاملات وعاملين في المجال الإعلامي في لبنان لا تمثلهم النقابات الرسمية.

في السياق نفسه، نشر "البرنامج الوطني للصحة النفسية" التابع لوزارة الصحة ما وصفه بـ "اعتبارات أساسية للوقاية من الأذى النفسي المحتمل خلال التغطية الإعلامية الخاصة بسنوية انفجار مرفأ بيروت" في 4 أغسطس/آب.

ودعا العاملين في مجال الإعلام إلى التخفيف من وطأة المشاهد والصور التي توثق فاجعة انفجار المرفأ، عبر تجنب عرض المشاهد التي تتضمن صوراً قاسية وصور الضحايا والأشلاء قدر الإمكان، والتنبيه المسبق إلى احتواء التقارير على مشاهد وصور قاسية قبل بثها، وتنبيه الأهل إلى عدم وجوب السماح لأطفالهم بمشاهدة هذه التقارير، وعدم بث إعادة هذه المشاهد بشكل متكرر في وسائل الإعلام في أوقات متفرقة من اليوم، والتذكير بالخط الوطني الساخن للدعم النفسي للأشخاص الذين يعانون من ضغوط.

وفي حال أرادت وسائل الإعلام إجراء مقابلات مع الناجين من أهل الضحايا، لفت "البرنامج الوطني للصحة النفسية" إلى أهمية عدم إجبارهم على استذكار لحظات الانفجار أو سرد الأحداث الأليمة، ومنحهم حرية توقيف المقابلة متى يشاؤون واحترام عدم قدرتهم على التعبير. أما في ما يخص العاملين في المجال الإعلامي فعليهم الحد قدر المستطاع من التعرض غير الضروري لتلك المشاهد حفاظا على صحتهم النفسية.

المساهمون