بن سلمان في "ذا أتلانتيك"... مقابلة واحدة وروايتان

09 مارس 2022
حرّفت السلطات بعض ما ورد في المقابلة (الأناضول)
+ الخط -

خلال الأيام الماضية، ثار جدلٌ بين الولايات المتحدة الأميركيّة والمملكة العربية السعودية، إثر نشر مقابلةٍ لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مع مجلة "ذا أتلانتيك" الأميركيّة، أجراها الصحافي غرايمي وود، حملت عنوان "السلطة المطلقة". المقابلة التي نشرت يوم الخميس الماضي، تطرّقت إلى مواضيع متعددة، أبرزها جريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

الجدل كان لسببين، الأول، اتهام صحافيين أميركيين لـ"ذا أتلانتيك" بمنح بن سلمان منصّة ليُبرّئ نفسه، والثاني هو الصيغة التي نشرت فيها المقابلة باللغة العربية، في وسائل الإعلام السعودية، إذ حملت تحويراً وحذفاً من المقابلة الأصلية.

الصحافي غرايمي وود نشر، عبر "ذا أتلانتيك" نفسها، يوم الإثنين الماضي، رداً على كلّ هذا الجدل، فأشار إلى أنّ الإعلام السعودي عمل على "محاولة إخفاء الأجزاء المزعجة وتضخيم الأجزاء التي أحبتها الحكومة، والكذب بشكل مباشر بشأن أجزاء أخرى".

وأوضح الكاتب أنّ النسخة الرسمية السعودية للمقابلة حملت اختلافات عن التي أجراها بالتعاون مع رئيس تحرير "ذا أتلانتيك"، جيفري غولدبري، إن بالحذف أو بالإضافة أو التغيير، مضيفاً أنّه تم تسريب نسخة من المقابلة محرّرة ومنسقة إلى قناة "العربية".

أورد وود بعضاً من الأمثلة على الاختلافات بين النسختين، وكان بينها ملف خاشقجي، قائلاً: "لقد ضغطنا على محمد بن سلمان بشأن مقتل جمال خاشقجي، وقدم ولي العهد عددًا من المزاعم الغريبة والمزعجة، بما في ذلك فكرة أنه لم يأمر بقتل خاشقجي ولكن إذا كان ليرسل فرقة اغتيال، فإنه سيرسل مجموعة على أعلى مستوى، وليس الخرقاء في إسطنبول". وأضاف: "خلال المقابلة، ادعى محمد بن سلمان أنه "لم يقرأ مقالًا لخاشقجي أبدًا". كان خاشقجي معارضًا بارزًا للغاية، وقد التقيا شخصيًا. بينما يتراجع النص السعودي عن هذا الادعاء غير المعقول، وينقل أنه لم يقرأ أبدًا مقالاً "كاملاً" لخاشقجي".

وأشار الصحافي إلى أمثلة أخرى، بينها ما هو مرتبط بالشريعة الإسلامية في القانون، موضحاً أنّ "بن سلمان أخبرنا أنه حتى الجرائم التي تكون عقوبتها مفروضة إلهيًا لن تتم ملاحقتها بشدة".

وأضاف: "ثمّ أصبح الأمر أكثر إثارة للاهتمام. غردت "السعودية بوست" تفاصيل وهمية عن كواليس المقابلة زاعمة أنها على لساني. هذه التغريدة والعديد من التغريدات المشابهة لها غير حقيقية، وعلى الرغم من أنني أشرت إلى أن محمد بن سلمان ذكي وودود على المستوى الشخصي، فإن مقالتي تشير إلى أنه لم يكن ذكاؤه الذي أذهلنا، بل جنون العظمة المثير للشفقة".

في النصف الآخر من المقالة، ردّ غرايمي وود على الانتقادات الأميركيّة التي طاولته لإجرائه هذه المقابلة، على اعتبار أنّها تلمّع صورة بن سلمان الذي يُتهم بالوقوف وراء جريمة اغتيال جمال خاشقجي. وقال: "بالطبع تجب على الصحافيين محاورة الحكام المستبدين، وأي شخص يقول لك خلاف ذلك فهو لا يفهم الهدف من الصحافة".

واستخدم الصحافي عبارات وردت في مقال رأي نشرته الصحافية كارين عطية في "واشنطن بوست" يوم الأحد الماضي، انتقدته واعتبرت فيه أنّ إعطاء هذه المنصّة لبن سلمان هو "إهانة للصحافة". يُذكر أنّ عطية غطّت قضية اغتيال خاشقجي منذ بدايتها، وهي كانت تتعاون معه منذ أن كان يكتب في "واشنطن بوست"، قبل اغتياله عام 2018. وضمّن غرايمي وود بعضاً من الانتقادات التي طاولته واتهمته بالتعاطف مع بن سلمان، منتقداً منتقديها.

المساهمون