أعلن رئيس مجلس بلدية طهران مهدي جمران، اليوم الثلاثاء، عن "خطّة كبيرة" للموساد الإسرائيلي، ومن وصفهم بأنّهم "منافقون" في إشارة إلى منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة باستهداف أجهزة طهران الإلكترونية على أعتاب ذكرى وفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية، يوم الخميس الماضي.
وأضاف جمران في تصريحات أوردها نادي المراسلين الشباب، التابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أنّ الهدف كان تعطيل أنظمة طهران الإلكترونية "لكن ما هدف إليه هؤلاء لم يتحقق وبقي إجراؤهم على حد نشر صور مقرفة"، في إشارة غير مباشرة إلى صور زعيمي منظّمة مجاهدي خلق مريم ومسعود رجوي.
تحدث رئيس مجلس بلدية طهران عن "أعطال أصابت الأجهزة"، لكنّه قال إنّها "ستعود إلى العمل من اليوم".
وذكر نادي المراسلين الشباب أنّ الهجوم الإلكتروني استهدف مواقع "طهران من" (التي تقدّم خدمات إلكترونية للمواطنين) وبلدية طهران وكاميرات المراقبة في شوارع طهران، وجهاز شحن بطاقات المترو وأجهزة داخلية في البلدية، مشيراً إلى أنّ هذه المواقع والأجهزة لم تعد إلى العمل حتّى الآن. وطالبت بلدية طهران أمس الإثنين، العاملين فيها بعدم تشغيل أجهزة الكمبيوتر.
وكانت قد راجت يوم الخميس الماضي أنباء عن "أعطال" في أجهزة بلدية طهران ومواقعها وكاميرات المراقبة في شوارع طهران والخطوط السريعة.
ثم نشرت مجموعة هاكرز مقاطع مصورة عن مركز بيانات لمركز تقنية المعلومات التابع لبلدية طهران، مؤكدةً أنّها اخترقت أجهزة الرقابة التابعة لبلدية طهران ووصلت إلى معلوماتها وبياناتها.
كما أشارت وسائل إعلام إيرانية إلى خروج أكثر من 5 آلاف كاميرا مراقبة عن الخدمة على مستوى طهران، نتيجة الهجوم الإلكتروني.
وتبنّت منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة المصنّفة حركة إرهابية في إيران، من خلال نشر فيديوهات الهجوم الإلكتروني على بلدية طهران، وإخراج أكثر من 5 آلاف كاميرا مراقبة عن الخدمة، فضلاً عن اختراق أكثر من 150 موقعاً ومنظومة إلكترونية للبلدية.
تدور في الوقت الحالي بين إيران وإسرائيل حرب إلكترونية ضروس اشتدّت خلال السنوات الأخيرة، فمن حين إلى آخر يشن كلّ طرف هجمات إلكترونية على الآخر، فضلاً عن دخول منظمات إيرانية معارضة خط تنفيذ الهجمات الإلكترونية ضد طهران، وسط اتهامات إيرانية لها بالتعاون مع إسرائيل في تنفيذ هذه الهجمات.
تعرّضت إيران، خلال السنوات الأخيرة لهجمات سيبرانية عديدة، كان أكبرها هو تعرض شبكة توزيع الوقود في أنحاء إيران خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لهجوم إلكتروني واسع، ما سبب تعطّل الشبكة وتوقف محطات الوقود عن الخدمة وما تبعه من إغلاقها وتشكيل طوابير طويلة أمام بعض المحطات وذلك قبل أن تعود الشبكة إلى العمل بالتدرّج، الأمر الذي استغرق أربعة أيّام تقريباً حتّى عادت جميع محطات توزيع الوقود إلى نشاطها.
وخلال إبريل/ نيسان الماضي، كشفت الرئاسة الإيرانية عن تعرّض أكثر من 100 موقع تتبع القطاعين الحكومي والخاص في إيران لهجمات إلكترونية خلال الأيام الأخيرة، مؤكدة "دفع" الهجمات في مراحلها الأولى.
وخلال فبراير/ شباط الماضي، تمكّن المخترقون من اختراق القناة الإيرانية الأولى للحظات وقاموا بنشر صورتي مسعود رجوي ومريم رجوي، قائدي منظمة مجاهدي خلق، الموصوفة في الأدبيات الإيرانية الرسمية بـ"زمرة المنافقين"، كما تخلّل الاختراق بث صوتيهما في كلمات سابقة لهم. وفي الشهر نفسه، تعرّضت منصة تلوبيون للبث المباشر للتلفزيون الإيراني على شبكة الإنترنت لهجوم إلكتروني واسع.
قالت المنصة في تغريدة على "تويتر" إنّها على الرغم من تعرّض "تلوبيون لهجوم سيبراني واسع، لكنّه استضاف أكثر من أربعة ملايين مراجع لمشاهدة مباراة كرة القدم بين إيران والإمارات".
ووجّهت وسائل إعلام إيرانية أصابع الاتهام لمجموعة تصف نفسها بأنّها "عدالة العلي" التي اخترقت خلال أغسطس/ آب الماضي كاميرات سجن إيفين الإيراني في العاصمة طهران، ونشرت مجموعة صور وفيديوهات من داخل السجن، بعضها يظهر ضرب وسوء معاملة السجناء.
يعد "إيفين" أشهر السجون الإيرانية المعروفة باحتجاز السجناء المعارضين والسياسيين، فضلاً عن سجناء ملفات الفساد المالي.
كذلك تعرّضت إيران خلال شهر يوليو/ تموز من العام الماضي لهجمات سيبرانية متعددة، طاولت شبكة السكك الحديد ووزارة الطرق وبناء المدن ومؤسسات أخرى، في ظلّ تأكيد ونفي من الإعلام والسلطات، وسط تحذيرات رسمية من مؤشّرات على هجمات إلكترونية محتملة أخرى، آنذاك.
ومن أكبر الهجمات الإلكترونية ضد المنشآت الإيرانية، كان الهجوم الذي وقع يوم 9 فبراير 2020، والذي استهدف البنى التحتية في البلاد، وفق ما أعلنه مساعد وزير الاتصالات الإيراني السابق حميد فتاحي، الذي قال على "تويتر" إنّ "القراصنة حاولوا تنفيذ أكبر هجوم لاستهداف ملايين الأهداف، والإضرار بشبكة الإنترنت من خلال هجوم من نوع SYN FLOOD بمعدل مليون PPS (هجوم يتمّ عبر تحميل ضغط أعلى من الحد الطبيعي على معدات الشبكة لتعطيلها)".