برامج المنوعات... فرصة المحطات لاستعادة نسب المشاهدة

21 ديسمبر 2020
تشارك رحمة رياض في لجنة تحكيم برنامج "عراق آيدول" (MIML)
+ الخط -

أزماتٌ متعددة ضربت المحطات التلفزيونيّة العربيّة، منها اتّجاه بوصلة الإنتاج إلى عالم المنصّات البديلة، والركود الذي سببه فيروس كورونا. لذلك، تحاول هذه القنوات استعادة نشاطها السابق عبر استغلال مجموعة من الأفكار الجديدة، أبرزها تنفيذ بعض برامج المنوَّعات. وبات واضحاً في السنوات الأخيرة أنّ هذه البرامج تُنتج بما يتناسب مع تطلّعات مواقع التواصل الاجتماعي، وما تفرضه من ملامح، كأن تكون المواقف سريعة ومثيرة للجدل وقادرة على مراكمة مشاهدات. 

قبل أسابيع، بدأت محطة MBC بعرض برنامج "أنتَ مين...The Masked Singer" بالنسخة العربيَّة. يقوم مشاهير بالتخفّي بأقنعة مختلفة، ويتركون للمشاهدين مهمة إزاحة هذه الأقنعة والكشف عن شخصيّاتهم الحقيقية، في جوّ موسيقي ترفيهي، وبحضور لجنة مؤلّفة من فنانين معروفين. حقّق البرنامج نسب مشاهدة جيّدة، وتقاسمت المنصات البديلة وصفحات التواصل الاجتماعي عرض مقاطع أوّل أسبوعين من البرنامج. وهو الأمر الذي ساهم في ارتفاع نسب المشاهدة، وتحريك ركود البرامج الترفيهية.  

وتأتي هذه المحاولة من MBC بهدف إعادة جذب المشاهد إلى شاشتها على اعتبارها أكبر منتج للبرامج الترفيهية العربية في العقدين الأخيرين. إذ فقدت المحطة في السنوات القليلة السابقة كثيرًا من متابعيها، بعدما ركّزت إنتاجاتها على المنصّات البديلة التابعة لها، وأدّى ذلك إلى تراجع المتابعة المباشرة على الشاشة الصغيرة. ويبدو أنّ القائمين على المحطة قد استدركوا اليوم هذا الخلل، وقرروا العودة إلى النشاط المعتاد. لكن التكلفة أو الميزانيَّة المخصصة لهذه الإنتاجات باتت أقل بكثير مما كانت عليه في البرامج السابقة التي شهدت صعود المنافسة مع الشاشات العربية الأخرى. 

إعلام وحريات
التحديثات الحية

"عراق آيدول" هو آخر الأفكار التي خرجت بها المجموعة السعودية لجذب المشاهد العراقي، بعدما أهدته قبل سنوات قناةً خاصة. والواضح أن البرنامج الذي سيُنفَّذ في بيروت قريبًا يحمل، إلى جانب المواهب، لجنة تحكيم لها جمهورها على المواقع البديلة. وتتألّف لجنة التحكيم من سيف نبيل، ورحمة رياض، والفنان حاتم العراقي المقيم في دبي منذ سنوات طويلة. وتحاول المحطة السعودية تعويض خساراتها بعدما أوقفت عدداً من البرامج ذات "الفورما" العالميّة التي كانت تقوم بإعادة إنتاجها عربيًا ("آراب آيدول" و"ذا فويس كيدز"). ويبدو أنّ المحطة السعودية قررت إيقاف هذه البرامج بعدما فقدت بريقها وصارت فرصة لأعضاء لجان التحكيم لجني المال والمزيد من الأضواء.

وفي السياق، تطرح محطة "أم تي في" اللبنانية برنامجًا باسم "على كوكب آخر". ويأتي هذا البرنامج تعويضًا لبرنامج "منا وجر" الذي استمرّ لسنوات كواحدٍ من أكثر البرامج الترفيهيّة متابعة في لبنان. واختارت محطة LBCI اللبنانية تقديم برنامج "المواجهة" على شكل "توك شو" فني يديره رودولف هلال، وهو من إنتاج "صوت بيروت إنترناشونال". أسئلة مثيرة للاستفزاز يطرحها هلال على مضيفه في محاولة منه للخروج بأكثر الإجابات تفاعلاً مع المشاهد من أجل إعادة بثها عبر المواقع البديلة.

يحمل عام 2021 توجهات وتغيرات كثيرة لصالح الإعلام المرئي العربي. والواضح أن هذه التوجهات تصب في خانتين اليوم، الأولى لمصلحة الدراما الخفيفة، والثانية لتنفيذ برامج منوعات بميزانيات قليلة.

المساهمون