انتصار الحمادي خلف قضبان الحوثيين: "كله يجوز في سبيل الوطن"؟

28 مايو 2021
اعتقلها الحوثيون في 20 فبراير/ شباط الماضي (انتصار الحمادي/فيسبوك)
+ الخط -

أمام دموع والدتها وصوت نحيبها المتقطع، حبست انتصار الحمادي (20 عاماً) الغصة داخلها. خلال الأشهر الثلاثة التي قاستها في سجون الحوثيين، حاولت الحمادي تمالك نفسها خلال لقائها والدتها التي رافقها في الزيارة وفد متضامن لإدارة السجن المركزي في صنعاء، يوم الاثنين الماضي.

روت الحمادي، وهي ممثلة وعارضة أزياء من أب يمني وأم إثيوبية، فظائع ما تعرضت له منذ اعتقالها وشابات أخريات على يد الحوثيين في 20 فبراير/ شباط الماضي، عند حاجز أمني في منطقة "شملان" الواقعة غربي العاصمة اليمنية صنعاء.

ونسب عبد الوهاب قطران، وهو قانوني عُرف عنه مناصرته للحوثيين إبان اجتياحهم لصنعاء، لانتصار الحمادي روايتها لوقائع اعتقالها وما تعرضت له بعدما عصبوا عينيها وأجبروها على التوقيع على أوراق لا تعرف محتواها، وذهبوا بها في زيارة إلى منازل في المدينة، وأخبروها بأن بإمكانها الحصول على "الشراب والراحة"، في إشارة إلى الخمور، "وممارسة الجنس". وبحسب تدوينة قطران، فقد دعا المسلحون الحمادي لممارسة "الدعارة"، وعندما ردت بالرفض، أبلغوها بأنه "يجوز ممارسة هذا الفعل في سبيل الوطن".

في فبراير/شباط من العام الماضي، كشف تقرير للجنة الخبراء الدوليين عن سجل كبير من الانتهاكات الحوثية، وصل إلى حد استخدام العنف الجنسي مع النساء المعتقلات، وتشكيل جهاز استخباراتي باسم "الزينبيات" اللاتي يتم اختيار معظمهن من "الأسر الهاشمية". ووثق التقرير حينها انتهاكات تشمل الاعتقال والاحتجاز التعسفي للنساء، والنهب والاعتداء الجنسي والضرب والتعذيب وتيسير الاغتصاب في مراكز الاحتجاز السرية، فضلاً عن تهديدهن بتوجيه تهمة البغاء والجريمة المنظمة إليهن.

وفي السابع من مايو/ أيار الحالي، كشفت "منظمة العفو الدولية" عن محاولة الحوثيين إجبار انتصار الحمادي على إجراء "فحص عذرية"، وتعرضت خلال اعتقالها للإساءة الجسدية واللفظية، ولإهانات عنصرية، وأجبرت على "الاعتراف" بارتكاب جرائم عدة، بما في ذلك حيازة مخدرات وممارسة الدعارة. وقالت المنظمة إن الحوثيين نقلوا الحمادي بعد عشرة أيام من اعتقالها إلى قسم النساء في السجن المركزي في صنعاء، ومنعوها من الاتصال بعائلتها أو محاميها.

وأضافت المنظمة "عندما كانت (الحمادي) محتجزة هناك، تعرضت للإساءة اللفظية كما تعرضت لملاحظات تنطوي على التمييز القائم على أساس النوع الاجتماعي والعنصرية من طرف حراس السجن الذين وصفوها أيضا بأنها خادمة وعاهرة".

ولم يقف الحوثيون عند ذلك، بل بثوا إشاعات عن حيازتها للمخدرات. ونشر مدونون هذه الشائعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب عز الدين عارف، وهو "يوتيوبر" يمني، معلقاً على أحد المنشورات، أن المتضامنين معها لا يعرفون حقيقتها، متماشياً مع الشائعات الحوثية، قبل أن يحذف تعليقاته تحت ضغط الانتقادات التي وجهت إليه.

ورغم عدم امتلاك السلطات الحوثية أي أدلة لإدانة الحمادي، إلا أنهم رفضوا قرار الإفراج عنها، وأحالوا القضية لعضو آخر في النيابة، وامتنعوا عن تصوير ملف القضية، وصادروا حقها في محاكمة عادلة، بحسب تدوينة قطران.

وقال المحامي خالد الكمال الذي تولى متابعة قضيتها قبل أن يتعرض للتهديد، بحسب قوله، إن التحقيقات معها في إبريل/ نيسان الماضي تمحورت حول علاقتها بـ"الدعارة والفجور". وقال في تصريحات سابقة إنّ النيابة حاولت ربط قضيتها بالفعل الفاضح، تحت مبررات عملها "وإبرازها خصلات شعرها في أماكن عامة".

نشطت انتصار الحمادي منذ سنوات في مجال عرض الأزياء، مرتدية خلال جلسات تصوير ملابس تقليدية يمنية، ونشرتها على حساباتها التي يتابعها آلاف الأشخاص على منصتي
"فيسبوك" و"إنستغرام". وإلى جانب نشاطها في مجال الأزياء، شاركت في دور ثانوي في مسلسلين محليين: "سد الغريب"، و"غربة البن"، في شهر رمضان من العام الماضي.

المساهمون