أصبحت المنصات الإلكترونية الملاذ الأخير للمنتجين المصريين، لعرض أعمالهم التي حققت إيرادات ضعيفة في دور العرض السينمائية، فبعد عشرة شهور من رفع فيلم "ثانية واحدة" الذي تؤدي بطولته الممثلة دينا الشربيني من دور العرض، بسبب ضعف إيراداته، أعلنت منصة نتفليكس عن بدء عرضه في 22 مايو/أيار الحالي. يشارك في بطولة العمل محمود حميدة، وسوسن بدر، وعلا رشدي. القصة من تأليف مصطفى حمدي، وإخراج أكرم فريد.
كما أعلنت منصة شاهد عن عرض فيلم "برا المنهج"، قريباً. كان العمل قد عرض أخيراً في حفل ختام الدورة الأولى من مهرجان هوليوود للفيلم العربي الذي أقيم في الولايات المتحدة، في الفترة من 25 إلى 30 إبريل/نيسان الماضي، وذلك ضمن فعاليات الاحتفال بشهر التراث العربي. يشارك في بطولة العمل ماجد الكدواني، وأسماء أبو اليزيد، وأحمد خالد صالح. القصة من تأليف وإخراج عمرو سلامة، وسيناريو وحوار خالد دياب وعمرو سلامة.
كما أُعلن عن اقتراب موعد عرض فيلم "حامل اللقب" عبر منصة شاهد. استمرّ عرض الفيلم في صالات السينما لمدة شهرين، ابتداءً من فبراير/شباط الماضي، لكن الموزعين أوقفوا عرضه. الفيلم بطولة دينا الشربيني، ومحمد سلام، وأحمد فتحي، ودنيا ماهر، وليلى عز العرب، ومحمد ثروت، وإخراج هشام فتحي.
ويعرض حالياً على منصة شاهد فيلم "الكاهن" الذي لم يحقق نجاحاً في دور العرض، رغم وجود كوكبة من النجوم فيه، مثل جمال سليمان وحسين فهمي ومحمود حميدة.
كما يعرض فيلم "زيكو" من بطولة منة شلبي وكريم محمود عبد العزيز، إذ لم يحقق العمل أي نجاح، ولكن استطاعت أغنيته "الغزالة رايقة"، أن تحقق انتشاراً كبيراً حتى الآن.
مع انتشار فيروس كورونا قبل عامين، أُغلقت دور العرض في معظم بلدان العالم. وعندما عادت، كان ذلك بطاقة استيعابية محدودة. في مصر، سُمح لهذه الدور باستقبال 25% فقط من قدرتها الاستيعابية. شكّل ذلك أزمة لدى الموزعين والمنتجين.
وجد فيلم "صاحب المقام" آنذاك طريقه إلى المنصات الإلكترونية، إذ نشطت الأخيرة كثيراً في هذين العامين. وبعد عرض "صاحب المقام" بوقت قليل، وعلى إثر النجاح الذي حققه عند عرضه في منصة شاهد، انجذب صناع السينما للفكرة، وكانت التجربة الثانية من خلال العرض الأول لفيلم "خط دم"، لنيلي كريم وظافر العابدين الذي حصلت منصة شاهد VIP على حقوق بثه.
في هذا السياق، أشارت الناقدة خيرية البشلاوي، في تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد"، إلى أن هناك دراسات جدوى تُنجز لأي مشروع تجاري، والفيلم بالنسبة للمنصات ما هو إلا مشروع تجاري في نهاية الأمر، خاصة أنها تعتمد على الاشتراكات مقابل تحصيل مبالغ مالية. وبالتالي، عند لجوء المنتجين لهذه المنصات، يستطيعون تعويض ما خسروه نتيجة فشل أفلامهم في الصالات السينمائية.
ولفتت البشلاوي إلى أن دور العرض حالياً لم تعد الأساس في تحديد دخل الفيلم مادياً كمنتج تجاري. الفيلم، في نهاية الأمر، هو سلعة، وهذه الأخيرة لها أسواق، ودور العرض تمثّل جزءاً من هذا السوق. لكن، يبدو أن المنصات الإلكترونية، ستغدو أكثر أهمية من دور العرض التقليدية.