التقيت الممثلة والكاتبة المسرحية الفلسطينية رائدة طه في بيروت، في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. قبل هذه المقابلة، وقفتْ أمام طلاب إحدى مدارس صيدا (جنوبي لبنان)، وحكت لهم عن فلسطين وأهلها، في تجربة وصفتها بـ"الرائعة" و"من الأحلى في حياتها". وبعد المقابلة، وقفت على خشبة مسرح المدينة، حيث قرأت، رفقة زملاء وزميلات لها، مونولوغات كتبها أطفال فلسطينيون شهدوا العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، في تلبية لدعوة أطلقها مسرح عشتار في رام الله لكل المسارح حول العالم، وسط حرب الإبادة المتواصلة التي يشنها الاحتلال على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. أمّا خلال المقابلة نفسها، فقالت: "أنا فلسطين، وفلسطين أنا"، وحكت عن والدها علي طه (الفدائي الذي استشهد إثر عملية خطف طائرة سابينا إلى مطار اللد عام 1972، للمطالبة بتحرير أسرى فلسطينيين)، ووالدتها فتحية، وعمتها سهيلة "الحكمة في الحياة"، وعملها مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وصداقتها مع الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، ومسرحياتها التي حملت كل من شاهدها إلى فلسطين وبيوت أهلها وذاكرتهم وذكرياتهم.
سأسأل بداية عن تجربتك في "أميال غالية"...
أحب هذه المسرحية كثيراً، لأنني أغتنم كل فرصة لأعمل مع فرق ملتزمة مثل "زقاق"، ومايا زبيب التي كتبت نصّاً أعجبني كثيراً، لا فقط لأن جزءاً منه فلسطيني، وأنا عملي يتركز على الرواية الفلسطينية. أتمنى دائماً أن تحل القضية الفلسطينية وأن نعود إلى بلادنا، كي يكون بمقدوري أن أعمل على مواضيع أخرى. لكن طالما القضية موجودة، فأنا أشعر أن هذه هي مساهمتي الكبرى وهذا هو سلاحي: المسرح والرواية الفلسطينية.
وتأثر أدائي حكماً في "أميال غالية" (إخراج عمر أبي عازار، 2019)، فأنا أحب العمل الجماعي، رغم أن مسرحياتي، ابتداء من "ألاقي زيّك فين يا علي" (إخراج لينا أبيض، 2015)، من نوع المونودراما. قبل "أميال غالية"، شاركت في 3 مسرحيات: "عائد إلى حيفا" (إخراج لينا أبيض، 2010)، و"80 درجة" (إخراج عليّه الخالدي، 2013)، و"بترا روكس". مشاركتي في هذه المسرحيات الأربع مستقلة عن روايتي، وهذا ضروري للفنان، كي لا يشعر أن الضوء مسلط دائماً عليه.
هل يضايقك أن يكون الضوء مسلطاً عليك؟
لا أحب أن يعتبر الشخص نفسه أنه المتكلم الوحيد باسم كل قضية. الدنيا شراكة.
عند الحديث عن "ألاقي زيك فين يا علي"، و"36 شارع عباس حيفا" (إخراج جنيد زين الدين، 2017)، و"شجرة التين" (تأليفها وإخراجها، 2021) و"غزال عكا" (إخراج جنيد سري الدين، 2023)، هل يمكن أن نصنف ما تقدمينه على أنه مسرح رائدة طه؟
أنا لم أدرس المسرح أكاديمياً، ولست مقيدة بالمسرح الكلاسيكي. درست اتصالات وصحافة، وعملت في هذا المجال لفترة. وبغض النظر عن التصنيفات، فما يهمني هو أن تصل رسالتي في نطاق مسرحي له مقوماته الفنية (صوت، صورة، موسيقى، أداء...). يُقال إنني صنعت خطاً لنفسي. لا أعرف. لكنني أعرف أنني بموهبتي، التي لا أزال أصقلها، قادرة على أن أكون صاحبة سلاح على المسرح. وإلى الآن، استطعت أن أنقل ما في داخلي وعقلي وقضيتي عبر المسرح.
كيف تصفين تجربتك مع لينا أبيض، ولاحقاً مع جنيد سري الدين؟
تعرفت إلى لينا أبيض من خلال "عائد إلى حيفا"، ثم توطدت العلاقة، وأصبحت تصغي إلى قصصي، واتفقنا على التعاون في "ألاقي زيك فين يا علي". هي من وضعتني على المسرح المحترف، وقد شكلنا فريقاً ناجحاً، لأنها أعطت كل ما عندها بصدق، وأعطيت كل ما عندي بصدق.
أما جنيد سري الدين فالتقيته حين دعيت إلى ورشة عمل مسرحية في مراكش. شاهدت عمله، وأعجبتني نظرته للأمور، فسألته إخراج "36 شارع عباس حيفا" التي كنت أعمل على نصها حينها.
أنا مع الاختلاف والتنوع في الأشخاص الذين أعمل معهم. أحب النظرة من بعيد، لأنني غارقة في قضيتي. حين أعمل مع آخرين، أنا لا أغرق، وهم ليسوا على السطح، فنصنع توازناً.
لاحظت فوارق في الإخراج والسينوغرافيا في عملك الأخير "غزال عكّا"...
"ألاقي زيك فين يا علي" و"36 شارع عباس حيفا" و"غزال عكّا" نصوص عوملت بطريقة مسرحية محترفة، لكن "شجرة التين" أكثر سردية. كتبتها في فترة الحجر المنزلي خلال تفشي فيروس كورونا. كنت معزولة في بيتي في عمّان، وقررت أن أحكي حكاية القدس. ولأول مرة تعاملت بنفسي مع النص والسينوغرافيا والموسيقى، وقررت أن أسميها سردية، لأن فيها الكثير من السرد مع سينوغرافيا وموسيقى متقشفة. أنا أرى أن الرواية هي الأقوى في العمل، وهذه ليست روايتي وحدي. هذه رواية الشعب الفلسطيني. صحيح أن "ألاقي زيك فين يا علي" رواية خاصة، لكنها تحاكي تجارب الآلاف من الفلسطينيين والفلسطينيات. وعلى الرغم من إصراري على إعطاء الأولوية للرواية، فإنني أقدمها مع إخراج ممتاز.
الناحية الفنية مهمة جداً لأقدّم الرواية بقالب ممتع ومفيد. يقصد الناس المسرح لينبهروا ويستمتعوا. ومسرحيتي فيها انعكاس كلي عن الحياة؛ فيها البكاء والضحك والنقد والسخرية... كالحياة. وأنا لا أقف على المسرح لأحكي عن فلسطين بمفردات خشبية، ومن دون أي نقد، كأننا شعب مثالي. أكره هذه النظرة. "إحنا زينا زي كل الناس". نخطئ، ونصيب، ونحب، ونبكي، ونضحك، ونكره وننتقد. وفي أعمالي أنقل كل هذه المشاعر والتجارب.
كيف تكتبين أعمالك؟
تسكنني القصة، ثم أبدأ بتطويرها، فأقرأ وأفتش في المراجع إذا وُجدت، وأجري الكثير من المقابلات، وأحياناً تكون جزءاً من تاريخي ومن تجارب عايشتها. أكتب كثيراً، وأمحي كثيراً، وهذا كله يستغرق وقتاً. حين أنهي المسودة الأولى، أتركها جانباً لتبرد، ثم أعود إليها. أنا أطبخ في طنجرة ساخنة، لكنني لا أقدم ما أطبخه حارقاً. أحرص أن يكون ناضجاً حين يصل إلى الخشبة.
هل تقرأين نصوصك لأحد؟
طبعاً، علمني ذلك محمود درويش. حين أصل إلى مرحلة معينة في الكتابة، أقرأ ما كتبت لأشخاص من مختلف الأعمار والمهن، وعلى رأسهم ابنة أختي العشرينية.
هل تشعرين بأي قلق من تجاوز خطوط حمراء معينة في أثناء الكتابة، بخاصة أنك لا تكتبين عن نفسك فقط؟
أقلق في كل مرة قبل صعودي إلى الخشبة كأنها المرة الأولى. لكنني لا أقلق من تجاوز الخطوط الحمراء، ولا أفكر فيها. أنا لست سياسية، ولا أحب السياسة، لكنها تستحوذ على جزء كبير من حياتنا. وأنا عملت مع سياسي، وفي جو سياسي ومناضل. لكنني لم أسمح لنفسي، ولو لمرة، بأن أقول ما أريد قوله بدبلوماسية.
تتحدثين عن السياسة كأنها وصمة لا تريدينها أن تلتصق بك...
السياسة تتطلب دبلوماسية وتنميقاً وتجميلاً للمواقف. أنا لست مع الشجب والاستنكار... أنا مع الفعل. والسياسة، على كل حال، "مش شغلتي، ومش دوري...". هناك الكثير من السياسيين، وإذا استطاعوا أن يحققوا شيئاً، فهذا ممتاز. والكفاح المسلح إذا استطاع تحقيق شيء فهذا ممتاز. أنا أساهم بجزء من هذه القضية. وهذه عملية تراكمية.
أنا خريجة ياسر عرفات، ملك السياسة. ولكن عندي سياستي الخاصة في مخاطبة الناس، وسياستي إنسانية.
ماذا تقصدين بإنسانية؟
إسرائيل لم تغتصب فقط أرضاً، وتقلع شجراً، وتهدم بيوتاً، وتأسر أشخاصاً، وتقتل آخرين. إسرائيل احتلت ذكرياتنا. احتلت وجودنا المعنوي والفعلي. احتلت طموحاتنا. احتلت أملنا. احتلت تطورنا المجتمعي. في 1948 ضربت كل تطورنا وازدهارنا. احتلت جزءاً من زمن كان يفترض أن نفكر خلاله ونعمل ونبني بلدنا.
شخصياً، حرمتني إسرائيل أن أعيش حياتي الطبيعية. حرمتني أن أعيش في مجتمعي، وأن أقصد مدرستي، وأن أصنع صداقات، وأن أتعرف إلى أقاربي. حرمتني من حضور كل الأعراس ومواسم التين والزيتون. أجبرتني أن أعيش غريبة طوال عمري؛ غريبة عن النسيج الاجتماعي الذي كان يفترض أن أكون فيه. لم تحرمني أبي فقط. حرمتني الحياة معه. حرمتني من أن أسمع صوت القطط في حيي في وادي الجوز. حرمتني من سوق العطارين. حرمتني من حمص أبو شكري في البلدة القديمة، ومطبق زلاطيمو. حرمتني رائحة القدس وشوارعها وأزقتها وأبوابها. حرمتني أكلة الحوارنة في موسمها.
إسرائيل أخذت مني الكثير. وأنا إن خرجت من فلسطين، فهي لم تخرج مني. لقد ورثت كل هذه الذكريات، بخاصة من نساء عائلتي اللواتي لا يزلن يخضن هذه المعركة. أنا تربيت على أيدي نساء، وهن من أبقين هذه القصص حية في قلبي. صحيح أني فخورة بأبي لأنه شهيد، لكنني لم أفهم هذا الأمر إلا بعد أن كبرت. بالنسبة لطفلة في السابعة من العمر، فإن والدها تخلى عنها وأحب فلسطين أكثر منها.
هل تعوضك التفاصيل التي تروينها في مسرحياتك بعضاً مما حرمك إياه الاحتلال؟
صحيح أن قضيتي أخذت مني الكثير، لكنني أقر بأنني كنت محظوظة بين بنات جيلي. تمتعنا برعاية خاصة، لأننا بنات شهيد، وياسر عرفات تبنانا كعائلة. ربّانا، وعلّمنا، وزوّجنا. كما أن وجودي في لبنان خلق لي نسيجاً اجتماعياً متنوعاً، والفضل في ذلك لأمي. هي من قدمت لنا هذه الحياة. كما أن الحروب تجعلنا ننضج رغماً عنا. وللأسف، فأنا عشت الحروب طوال حياتي (حرب 1967، وحرب 1970، والحرب الأهلية اللبنانية، والاجتياح الإسرائيلي للبنان، والانتفاضة الثانية في فلسطين). هذه الظروف تنضج الشخص وتصقل شخصيته.
هناك قناة فيها الكثير من الحرمان، ومقابلها قناة تعطي الكثير. لكن لا شيء يعوض أباً ووطناً. وصحيح أنني أشعر بأن لدي أعداء كثراً، لكنّ لدي أيضاً داعمين ومحبين كثيرين.
هل تقصدين نفسك أم فلسطين بجملتك الأخيرة؟
في سني هذا، أنا فلسطين، وفلسطين أنا. من يريد أن يحب رائدة، صعب أن يحبها وحدها، عليه أن يحب رائدة الفلسطينية.
عملتِ مع ياسر عرفات في تونس. وبحكم عملك هذا، اطلعتِ على تصرفات شخصية ومواقف كثيرة. هل معرفتك بما وراء تلك التصرفات شكلت مادة ثرية لنصوصك لاحقاً؟
في خضم تلك التجربة، لم تكن النصوص والمسرح في بالي. لكني مستمعة جيدة ومشاهدة ممتازة. وتجربتي مدتني بمخزون كبير من القصص أستطيع التعامل معه. وشاءت الظروف أنني استطعت التعامل مع مخزوني هذا على المسرح. لكنني كنت دائماً محبّة للمسرح، وللفنون عامة. ولأنني استطعت السفر كثيراً حول العالم، كنت أغتنم الفرصة في كل مرة لأشاهد مسرحية أو أقصد متحفاً أو معرضاً...
تركزين في مسرحياتك على تفاصيل صغيرة ودقيقة. ما أهمية ذلك في زمن لدى الناس وقت لكل شيء وللاشيء؟
من خلال المسرح، لدي فرصة بأن أقنع جمهوراً يعيش نمط حياة سريعاً بالجلوس لمدة ساعة والاستماع. أجعلهم يفكرون في نعمهم. أحياناً لا يقدر الأشخاص نعمة العيش في بلدهم وبين أهلهم. أحاول أن أقول لهم ألا يستهينوا بهذه النعمة. أستطيع أن أخطفهم من حياتهم السريعة ليواجهوا أنفسهم، وأقول لهم إن هذه هي الحياة: التفاصيل الصغيرة التي قد لا يتنبهون إليها.
وأنا حرمت الكثير من التفاصيل الصغيرة. ولا أملك حتى الخيار. الكل لديهم خيار العودة إلى وطنهم، إلا الفلسطيني.
قلتِ في مقابلة سابقة إن المسرح منبع حريتك، لماذا؟ علماً أن لديك تجربة غنية قبل خوضك هذا المجال.
استحققت هذه الحرية. وبرأيي، كل قضية تحررنا من شيء ما. والمسرح منبع حريتي لأنني أستطيع أن أضع على الخشبة ما أريد ومن أريد، وأستطيع أن أطرح أي قضية أريدها بحرية. لا أحد يستطيع أن يحدّني. المسرح لطرح القضايا، ليس ضرورياً أن يحلها. نطرحها، ونترك للآخر فرصة التفكير فيها.
ولماذا اخترتِ بيروت مركزاً لتنطلق منه أعمالك؟
بيروت حبيبة قلبي. هي أول حب، وأول غلطة، وأول صداقة حقيقية. بيروت أول كل شيء في حياتي. إقامتي في بيروت سببت عندي انفصاماً في البداية. كانت عندي حياتان: حياة الشتاء وحياة الصيف. أقضي الشتاء في المدرسة ومع الأصدقاء والمسرح والأفلام واللعب والحب... فيما حياة الصيف كانت تعبئة وتنظيم في مدرسة "إسعاد الطفولة"، وكنت أسافر مع وفود حول العالم لتمثيل فلسطين. هذا التمازج كان رائعاً. كنت محظوظة رغم كل الفقدان والحرمان، والفضل في ذلك لأمي.
بيروت هي الذكريات التي صنعتها بنفسي لنفسي، لا تلك التي ورثتها. نصف قلبي لبناني، ونصفه فلسطيني "واللي مش عاجبه يشرب من بحر غزة".
ماذا عن العملية الإبداعية في بيروت؟
فلسطين تلقت ضربة حضارية شديدة عام 1948. ونحن خلقنا لأنفسنا موقعاً مميزاً في السينما، والفنون التشكيلية، وغيرهما. لكن المسرح حالة صعبة. عندنا مسارح تقوم بعمل لافت (عشتار ومقاوم، وغيرهما)، ومخرجون جيدون كذلك، لكنّ المسرح الفلسطيني معزول عن محيطه. المسرح يتطلب حرية في الحركة. لكنّ الكثيرين محرومون من دخول الدول العربية، ومعزولون عن العالم.
أما في ما يخص عملي في بيروت، فأنا أحب النظرة البعيدة. كما أن المسرح في بيروت له تاريخ تراكمي. وأنا تعرفت إلى المسرح في لبنان، حيث كان تصحبني أمي إلى مسرحيات شوشو وزياد الرحباني وعروض فرقتي بعلبك وكركلا. كما درست الباليه لعشر سنوات عند جورجيت جبارة.
الشغف كان موجوداً دائماً، وتشكلت شخصيتي الفنية في لبنان. لكن رسالتي الفلسطينية بقيت معي.
حين تقدمين مسرحياتك في بيروت، أو غيرها من العواصم، فأنت تحضرين قصص فلسطين إلينا. كيف يختلف الأمر حين تقدمين عروضك في أرض القصص نفسها، فلسطين؟
حين قدمت "شجرة التين" على خشبة مركز يبوس الثقافي في القدس، قال لي الشباب من الحاضرين: "جعلتنا نحبّ القدس أكثر. لم نكن نعرف عن جمالها وذكرياتها الحلوة. كبرنا على الضرب والأسر والمنع والقمع والاضطهاد... حين شاهدنا مسرحيتك، أصبحنا نحبها ونقدرها أكثر". وردة الفعل هذه كافية لتعكس مشاعر الجمهور هناك.
قلت إنك تربيتِ على أيدي نساء، وورثت تجاربهن، وتنقلينها بدورك. وجزء من عملك وواحد من أهدافه حفظ الرواية الفلسطينية، هل تشعرين أن المرأة أقدر على تولي هذه المسؤولية؟
القصة مصدرها المرأة. تربيت بين رجال ونساء، لكن المرأة تحمل القصص بعفوية وتنقلها. جدتي ثريا مثلاً متعلمة، وكانت تعلّم القرآن في الحرم. كان والدها حاكم الرملة واللد، وأورثها مكتبة. عمتي سهيلة، ولأجل ظروف التهجير والحرب، تزوجت وهي في سن صغيرة، ولم تتعلم، لكنها تضاهي أي امرأة في العالم معها دكتوراه، بفهمها للحياة وذاكرتها اللامعة. عمرها 93 سنة، ولا تنسى أي تفصيل. هي امرأة استثنائية. وهي بالنسبة لي الحكمة في الحياة. وأنا تعلمت منها ومن هؤلاء النساء. ورثت خلاصة تجربتهن. وبكل حب وحنان، ومن دون حواجز، أقدمها على طريقتي.