المسلسلات العربية... أجزاء جديدة تستكمل حكايات منسية

03 ابريل 2023
لا يزال "باب الحارة" مستمرّاً رغم انسحاب معظم أبطاله (فرانس برس)
+ الخط -

في الأعوام الأخيرة، دخلت الدراما السورية سوق المنصات الرقمية حديث العهد في العالم العربي، لتتحرّر نسبياً من قالب الثلاثين حلقة الذي حكمها منذ أن أصبحت الدراما التلفزيونية طقساً رمضانياً. أدى ذلك إلى تغييرات جذرية في بنية الدراما، إذ بات المنتجون يميلون أكثر إلى صناعة مسلسلات قصيرة، حكاياتها مكثفة وتمتد على عدد محدود من الحلقات تُعرض على مدار العام. لكن قواعد اللعبة الجديدة تنهار تماماً في الموسم الرمضاني الحالي، الذي تعود فيه الدراما لتكتسب حالتها الطقسية مجدداً، وتنتعش فيه دراما النفس الطويل التي تمتد على ثلاثين حلقة، أو ربما أكثر، فغالباً ما تنتج من الأعمال السورية عدة أجزاء إذا ما نجحت.
نادراً ما تحظى المسلسلات السورية ذات الأجزاء المتعددة بإشادات من الجمهور، فكثير منها يفقد بريقه بعد نهاية الجزء الأول؛ ربما لأن الجمهور يميل إلى متابعة حكايات جديدة في الموسم الرمضاني الجديد، وربما لأن صناعة الدراما السورية تفتقد كثيراً للاحترافية، التي تضمن للمسلسل أن يستمر بذات الجودة إذا ما أنتجت منه أجزاء متعددة. ففي الأجزاء المتعددة كثيراً ما يتم استبدال الممثلين وإسناد شخصياتهم لغيرهم، وأحياناً قد يؤدي انسحاب ممثل إلى إلغاء خط درامي، من دون رسم نهاية منطقية. في هذه السنة، تعود خمسة مسلسلات سورية بأجزاء جديدة، وهي: 

للموت

انتهى الجزء الثاني من مسلسل "للموت" برحيل ريم وسحر؛ الشخصيتان الرئيسيتان في العمل. حينها، ظن الجميع أنه قد أسدل الستار على المسلسل الذي لم يفلح بالجزء الثاني في تكرار النجاح الذي حققه في الجزء الأول. لكن المسلسل عاد هذه السنة بجزء جديد (ثالث) انتقل فيه الفضاء الدرامي من لبنان إلى تونس، لكن تغيير المكان وإضافة عديد من الشخصيات الجديدة لم يفلحا في إنعاش العمل أبداً.

مقابلة مع السيد آدم

من تابع الجزء الأول من المسلسل كان ينتظر المزيد، لأن الحلقة الأخيرة انتهت من دون خاتمة مشبعة؛ إذ إن العمل الذي ينتمي إلى النمط البوليسي، وتمحور حول جريمة قتل واحدة فقط، انتهى قبل حل ألغاز الجريمة. لكن المسلسل تأخر كثيراً، إذ مرت ثلاثة أعوام على عرض الجزء الماضي، ما أدى إلى فقدان الحماسة تماماً اتجاه المسلسل. والأسوأ من ذلك أن العديد من الممثلين الذين أدوا أدواراً رئيسية في "مقابلة مع السيد آدم" انسحبوا منه، ليؤدي ذلك إلى استكمال المسلسل منقوصاً من العديد من الخطوط الدرامية، ومع الاستعانة بالعديد من الممثلين الجدد الذين نزلوا إلى العمل من دكة الاحتياط.

صبايا

نسي الجمهور تماماً حكايات مسلسل "صبايا" الذي عرض الجزء الخامس والأخير منه قبل عشرة أعوام، وبالكاد يذكر شخصيات المسلسل التي غاب معظمها عن الجزء الجديد. لذلك، تطلّب العمل البدء بحلقة تمهيدية، لتعرفنا بالشخصيات من جديد، وقد يكون هذا الأمر الوحيد الذي نجح المسلسل في تحقيقه.

باب الحارة

يبدأ الجزء الجديد (الثالث عشر) من "باب الحارة" بشكل غريب، مع حكاية ميتة يستحيل إنعاشها، وقد زاد الطين بلة أن معظم الممثلين في الأجزاء الماضية قد تخلوا عن أدوارهم في المسلسل.
حارة القبة

"حارة القبة" هو الاستثناء الذي شذّ عن القاعدة؛ فهو المسلسل الوحيد الذي لا تزال حكايته مشدودة الإيقاع ومثيرة للاهتمام، بعد مرور ثلاثة أعوام على إنتاج الجزء الأول. وفي الجزء الجديد، تم استبدال سلافة معمار برنا شميس، وضاعت بعض الخطوط الرئيسية في الحكاية بسبب انسحاب بعض الممثلين، مثل يامن الحجلي وإمارات رزق. ورغم ذلك، لا يزال أفضل المسلسلات السورية التي عادت بأجزاء جديدة.

المساهمون