المرصد العراقي لحقوق الإنسان يطلق حملة "بَحْوش" لمكافحة الأخبار المضلّلة

06 يونيو 2022
تهدف الورشة لتعليم المشاركين كيفية التأكد من صحة الأخبار (من الحملة)
+ الخط -

يعاني المجتمع العراقي من كمّ كبير من الأخبار المضلّلة التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً تلك المرتبطة بالسياسة والأمن والدين، وقد تسبّبت بالكثير من المشاكل في الفترة الأخيرة. ويؤدّي جهل الكثير من المتابعين للأخبار المضلّلة والجيوش الإلكترونية التي تنشر نسبةً لا بأس بها، إلى جعلهم وسطاء في نقل معلوماتٍ غير صحيحة وإشاعتها بالمجتمع.

وفي محاولة لمكافحة الأخبار المضللة، أطلق المرصد العراقي لحقوق الإنسان حملة "بحوش" لمكافحة الأخبار المضلّلة التي تنتشر في العراق بشكل كبير.

وبدأ المرصد، وهو منظّمة مستقلّة بتدريب 40 ناشطاً وصحافياً في العاصمة بغداد على آليات التحقق من المعلومات واستخدام التقنيّات المتاحة لمكافحة الأخبار المضللة.

ويسعى المرصد العراقي لحقوق الإنسان، من خلال هذه الحملة إلى "مساعدة الناس في الوصول إلى المعلومات غير المضللة ومحاربة تلك التي تحاول تجهيلهم"، على حد تعبير مديره مصطفى سعدون.

وقال سعدون في تصريح لـ"العربي الجديد" إنّ "الحملة تهدف إلى مكافحة الأخبار المضللة، وما حصل عليه المتدربون من آليات تحقّق وأدوات بحث، ستساعدهم على الوصول إلى حقيقة المعلومات المنتشرة".

وأضاف: "لا يمكن القول إنّنا سنتمكن من إنهاء المعلومات المضلّلة، بل الحد منها. فهناك ماكينات إعلامية كبيرة تُصرف عليها مئات آلاف الدولارات شهريّاً من أجل تغييب الحقيقة وتجهيل المجتمع معلوماتياً".

وتستعمل كلمة "بَحْوش" في اللهجة العراقية بمعنى البحث عن الشيء والاستقصاء عنه، وقد اختارها المرصد اسماً للحملة لشيوع استخدامها في المجتمع.

ولم تقتصر حملة المرصد، وهو منظمة غير حكوميّة بدأت عملها في العام 2014، على الورشة التدريبية، بل ستقام نشاطات أخرى مثل إنتاج مقاطع فيديو تمثيلية للتوعية حول ضرورة التحقّق من المعلومات، ومقابلات تثقيفية توعوية مع مختصين.

من جهته، قال أحد المشاركين في الورشة ذو الفقار موفّق لـ"العربي الجديد"، إنّ "الورشة التي أقامها المرصد العراقي لحقوق الإنسان أعطتنا معلومات جديدة حول كيفية التحقق من الأخبار المنتشرة، باستخدام أدواتٍ وتقنيّات توفّرها منصات الإنترنت".

وأضاف: "لم نكن نعرف سابقاً كيف نتحقق من المعلومة، أو الصور أو مقاطع الفيديو، لكنّ صار لدينا اليوم فكرة واضحة بهذا الشأن".

ويهدف المرصد وفقاً لما قاله مديره مصطفى سعدون خلال الورشة إلى الدفع بتشريع قانون ينظّم الإعلام العراقي، ويكافح ما يُعرف بـ"الجيوش الإلكترونية" التابعة لأحزاب وجماعات مسلحة ورجال أعمال ومجموعات قوميّة ودينيّة.

بدوره، يعتقد عضو مفوضيّة حقوق الإنسان والمدرب في الورشة أنس العزاوي في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "دور المجتمع المدني يجب أن يُكثّف لمحاربة المعلومات المضلّلة، فهناك هجمة يتعرّض لها المجتمع العراقي تهدف إلى تغييبه معلوماتياً".

وقال العزاوي إنّ "التغييب المعلوماتي هو إحدى آليات التجهيل، ويعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان، فالوصول إلى المعلومة والحصول عليها حقٌّ لكلّ إنسان".

المساهمون