اللوبي الصهيوني يحاصر منتقدي الاحتلال في أستراليا

30 يناير 2024
طُردت أنطوانيت لطوف بسبب التضامن مع غزة (إكس)
+ الخط -

طردُ هيئة الإذاعة الأسترالية ABC لصحافية بعد مشاركتها منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي حول العدوان الإسرائيلي على غزة ليس سوى مثال واحد من أمثلة عدة على تدخل اللوبي الصهيوني لطرد نقّاده في أستراليا.

تعددت قصص ضغط اللوبي الإسرائيلي على المنظمين وأصحاب العمل في مجالات الإعلام والطب والأعمال، لطرد الموظفين الذين ينتقدون جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.

بدورها، تلاحق الجمعية اليهودية الأسترالية وجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل الأفراد في أماكن عملهم عبر قطاعات متعددة في أستراليا، إذ يواجه الأفراد والجماعات المستهدفة الذين تحدثوا علناً ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي عواقب حقيقية ومقلقة نتيجة لذلك، وفق ما أشار إليه تقرير نشره موقع مايكل ويست ميديا. يستخدم اللوبي الصهيوني وسائل الإعلام في أستراليا لتضخيم ادعاءاته وممارسة المزيد من الضغط على أصحاب العمل.

اللوبي الصهيوني يستهدف الصحافيين 

كانت الصحافية، أنطوانيت لطوف (40 عاماً)، التي عملت مقدمة برنامج إذاعي لفترة قصيرة في سيدني، قد نشرت مقطع فيديو على "إنستغرام" من منظمة هيومن رايتس ووتش، تتهم الحكومة الإسرائيلية باستخدام "تجويع المدنيين كسلاح حرب في غزة". وعلّقت على المقطع: "هيومن رايتس ووتش تتحدث عن التجويع كأداة من أدوات الحرب". وقالت شبكة "إيه بي سي" (ABC) في تقرير إنها أنهت عمل لطوف "لأنها فشلت أو رفضت الامتثال لتوجيهات بعدم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي حول مسائل مثيرة للجدل".
من جانبها، توعّدت لطوف بالرد على الإنهاء، الذي أكّدت أنه غير قانوني، وقد تقدّمت بدعوى ضد الهيئة. وقالت في مطالبتها المقدمة إلى لجنة العمل العادل، إن ABC أخبرتها بأنها انتهكت سياسة المنظمة في وسائل التواصل الاجتماعي لنشرها محتوى من "هيومن رايتس ووتش" حول الحرب في غزة على حسابها الشخصي على "إنستغرام".

اللوبي الصهيوني يستهدف موظفي الحكومة

في صباح 19 أكتوبر/تشرين الأول، بعد تلقي أخبار من صديق محاصر في غزة حول قصف المستشفى الأهلي، نشرت المستشارة الإعلامية لوزارة المجتمعات والعدالة في نيو ساوث ويلز، فرح عبد الرحمن، منشوراً على موقع لينكد إن للتعبير عن فزعها.

ملحق فلسطين
التحديثات الحية

كانت عبد الرحمن تستقل القطار في الطريق إلى العمل عندما نشرت رأيها. وصلت إلى مكتبها في الساعة التاسعة صباحاً، بينما كانت الصور تتدفق إلى العالم لتكشف عن الدمار في موقع المستشفى، وكان منشورها يجذب الاهتمام.
في غضون لحظات، بُث منشورها في برنامج تلفزيوني. وبحلول الساعة الثانية بعد الظهر، استدعاها رؤساؤها، الذين أرسلوها في البداية إلى المنزل في إجازة بحجة "الرعاية الصحية العقلية".
ماذا حدث؟ في غضون لحظات من وضع عبد الرحمن لمنشورها، أرسلت جماعات الضغط الصهيونية لقطات شاشة إلى البرنامج، ثم نُقلت هذه المعلومات إلى مكتب رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، كريس مينز، للتعليق عليها. وبسرعة، أبلغ مكتب رئيس وزراء نيو ساوث ويلز مؤسستها بما حدث.
وفي البداية، "تظاهر مديروها بالقلق" على صحتها العقلية بشأن الردود على منشورها على "لينكد إن"، واصفين إياها بأنها "مدافعة عن الاغتصاب"، قبل أن يرسلوها إلى منزلها، في ما سيصبح فيما بعد إجازة إجبارية ممتدة من دون أجر، لن تعود منها إلى منصبها.

اللوبي الصهيوني يستهدف مضيفة طيران

في سياق آخر، تصدّر الأخبار دبوس يحمل صورة علم فلسطين، ارتدته مضيفة طيران في أستراليا، بعدما التقط موظف سابق في الحزب الليبرالي صورة للمضيفة على متن رحلة إلى تسمانيا، وضخمها اللوبي الإسرائيلي، ما أدى إلى احتجاج وطني، وتوقيع أكثر من 6 آلاف على عريضة تطالب بإقالة المضيفة. كذلك، ضخّمت الجمعية اليهودية الأسترالية صورة موظف طيران آخر يرتدي دبوساً مشابهاً لزميلته، مستخدمةً نفس التكتيك لإحراج الموظف وإجبار صاحب العمل على إنهاء خدمته.

اللوبي الإسرائيلي يستهدف لقمة العيش 

في جميع أنحاء أستراليا، يُستهدَف الموظف الذي يتخذ موقفاً مناهضاً للصهيونية أو مؤيداً للفلسطينيين، أينما كان يكسب لقمة عيشه، مع عواقب حقيقية وربما خطيرة، وفقاً لـ"مايكل ويست ميديا". 
وأشار التقرير إلى إن الأشخاص الذين لم ينبسوا حرفاً عن اليهودية تأثرت سبل عيشهم بشكل كبير بزعم "معاداة السامية" لانتقادهم حكومة إسرائيل، وطُرد موظفو الحكومة، وخُوّف موظفو شركات الطيران، إضافة إلى الرقابة على الأكاديميين وترك الأطباء غير قادرين على القيام بعملهم.
وأضاف التقرير أن "هذه الأمثلة تسلّط الضوء على الفساد المتجذر في مؤسساتنا، الذي نشأ بسبب الضغط المستمر الذي تمارسه جماعات الضغط القوية، وربط الدين والثقافة بأهداف دولة الفصل العنصري الاستعمارية في الشرق الأوسط، وتشويه سمعة أولئك الذين يتحدثون ضدها بوصفهم بالمعادين للسامية".

المساهمون