الكشف عن شركات إسرائيلية تبيع معدات تجسس على الصحافيين

26 فبراير 2023
شركات التجسس الإسرائيلية تفعّل آلاف الحسابات المزيفة (Getty)
+ الخط -

نشرت صحيفة "هآرتس"، اليوم الأحد، تحقيقاً قالت إنه مشترك مع مشروع Forbidden Stories الفرنسي، كشفت فيه عن قيام شركات إسرائيلية ببيع أدوات ومعدات تجسس على الصحافيين عبر الشبكات الاجتماعية.

وقالت الصحيفة إن التحقيق بيّن أن هذه الشركات تنشط على الشبكات الاجتماعية وتفعّل آلاف الحسابات المزيفة التي تشغلها هذه الشركات كوكلاء للتجسس وجمع المعلومات.

وأضافت "هآرتس" أنه تبيّن أن ثلاث شركات إسرائيلية عرضت منظومات تجسس جماعي على جيش كولومبيا في عام 2022. وأعاد ذلك إلى الذاكرة ما حصل قبل سنتين، عندما دوّت فضيحة في كولومبيا، بعدما تبيّن أن الجيش الكولومبي بنى بروفايل لعشرات الصحافيين مستعيناً بأدوات مشابهة. 

وقالت الصحيفة إن صحافية إسرائيلية أشارت إليها بالرمز (أ)، لا تعرف شيئاً عن برنامج التجسس OSINT الذي جمع عنها تفاصيل كثيرة، مثلها مثل كثير من الصحافيين الذين يستهدفهم البرنامج المذكور التابع لشركة سايبر، وهي واحدة من ثلاث شركات إسرائيلية يبيّن التحقيق أنها عملت على بيع خدمات وبرامج تجسس على الصحافيين وعلى الجمهور الواسع لجيش كولومبيا، من خلال مناقصة كبيرة أعلن عنها الجيش في 2022. 

وتبيّن نحو نصف مليون وثيقة جرى تسريبها ووصلت إلى فريق التحقيق الصحافي التابع لـ"فوربيدن ستوريز"، وجرى فحصها ودراستها من قبل مجموعات صحافيين من مختلف أنحاء العالم، طبيعة صناعة "التجسس عبر الشبكات الاجتماعية". وتظهر هذه الوثائق كيف يمكن لخطأ واحد في مقترح شركة أن يفضح الشركة والشركات الأخرى العاملة في هذا المجال. 

ووفقاً لـ"هآرتس"، فإن الشركات الإسرائيلية المتورطة في هذه القضية تبيع منظومات وبرامج تجسس تعتمد على ما يسمى معلومات استخباراتية من مصادر علنية (Open Source Intelligence)، وهو مصطلح مأخوذ من عالم الاستخبارات العسكرية في الأصل، لكنه بات يستخدم على نطاق واسع في القطاع الخاص، ولا يعتمد هذا النوع من التجسس فقط على مصادر المعلومات العلنية (المتاحة) في الشبكة، وإنما أيضاً من خلال جملة من الأدوات والوسائل المستعملة لجمع المعلومات من خلال شبكات اجتماعية مغلقة، مثل فيسبوك وإنستغرام وغيرهما، التي تحاول الحفاظ على الخصوصية. 

وتستخدم هذه الشركات برامج ومنظومات تعتمد على آلاف الحسابات المزيفة على الشبكة، التي لا تعمل على بث أخبار زائفة، وإنما كوكلاء سريين لجمع المعلومات. وتعرض الشركات الإسرائيلية هذه الخدمات على جيوش وأجهزة استخباراتية من مختلف أنحاء العالم. 

ومن بين الشركات التي تنشط في هذا المجال الشركة الإسرائيلية "Voyager Lab"، التي التقى مندوبون عنها العام الماضي مع قادة جهاز استخبارات الجيش في كولومبيا، حيث عرضوا عليهم شراء برنامج تجسس وتعقب جديد طوّرته الشركة الإسرائيلية. 

الشركة الإسرائيلية الثانية المتورطة في هذا المجال هي شركة "كوغنيت"، التي عرضت على جيش كولومبيا برامج لاعتراض اتصالات هاتفية، وهي شركة تفرعت عن شركة إسرائيلية أخرى هي "فارنيت" في عام 2021، التي سبق لها أن باعت برامج تجسس لأنظمة توصف بـ"القمعية".

وكانت شركة "كوغنيت"، التي تتخذ من مدينة هرتسليا (حيث يقع أيضاً مقر شركة NSO العاملة في مجال التجسس ومطورة برنامج بيغاسوس)، قد باعت مؤخراً برامج تجسس سيبرانية لدولة ميانمار. 

وتنشط شركة إسرائيلية أخرى في هذا المجال، وقد استخدمت صفحات الصحافية "أ" المذكورة أعلاه، وهي شركة S2T Unloking Cyberspace. ومع أن الشركة التي تأسست عام 2002 تدعي أنها تنشط فقط في مجال المعلومات المتاحة والمعلنة، إلا أن الوثائق التي تم الكشف عنها تبين أنها تنشط على نطاق أوسع من ذلك، وفي مجال السايبر الهجومي، وهو مجال يخضع في إسرائيل قانونياً على الأقل لرقابة شديدة جداً، مثله مثل التجارة بالسلاح.

وتقول الشركة في إحدى رسائلها التي أُرفقت بها لوحات عرض خدماتها إن برامجها قادرة على التعامل مع إرهابيين ومجرمين، وحتى متظاهرين (مع عرض صورة لمظاهرات طلاب في الهند) من عام 2020.

وقالت الصحيفة أيضاً إن هذا التحقيق يكشف أن الاستخبارات العسكرية لجيش بنغلاديش تزوّدت هي أيضاً مؤخراً من الشركة نفسها ببرامج تجسس إضافية. 

ويأتي تحقيق "هآرتس" اليوم بعد الكشف قبل أسبوعين تقريباً عن فريق خورخي الإسرائيلي، والشركة الإسرائيلية التي نشطت من مستوطنة مودعين، في الضفة الغربية، وعملت على نشر الفساد وعدم الاستقرار من خلال خدمات لدول مختلفة، في أفريقيا وأميركا اللاتينية، بما في ذلك التدخل في انتخابات دول أجنبية، وهندسة الرأي العام فيها.

المساهمون