المصوّر الفلسطيني محمود الهمص يفوز بالجائزة الذهبية للأخبار في مهرجان "فيزا بور ليماج"

08 سبتمبر 2024
محمود الهمص ملقياً كلمته بعد فوزه بالجائزة الذهبية (ماتيو رونديل/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فاز المصوّر الصحافي الفلسطيني محمود الهمص بالجائزة الذهبية للأخبار في مهرجان "فيزا بور ليماج" بفرنسا عن تغطيته لحرب غزة، ولم يتمكن من الحضور بسبب تأخر تأشيرة الدخول.
- الهمص، الذي يعمل مع وكالة فرانس برس منذ 2003، وثّق الحرب رغم المخاطر الكبيرة، وأكد أن صوره تهدف إلى نقل رسالة بضرورة إنهاء الحرب.
- تخرّج من الجامعة الإسلامية في غزة، وحصل على عدة جوائز دولية لتغطيته النزاعات، مما يعكس تقدير عمله الاستثنائي.

فاز المصوّر الصحافي الفلسطيني محمود الهمص، السبت، بالجائزة الذهبية للأخبار في مهرجان "فيزا بور ليماج" في بربينيان في فرنسا، وهي أعرق جائزة للمصورين الصحافيين في العالم، عن عمله في تغطية حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.

وقال الهمص (44 عاما)، وهو مصوّر مع وكالة فرانس برس: "آمل أن تنقل الصور التي نلتقطها رسالة الى العالم مفادها أن هذه الحرب والمعاناة الناتجة عنها يجب أن تنتهي"، وذلك في حوار عبر الفيديو مع المدير المؤسس للمهرجان جان ــ فرانسوا لوروا، تم بثّه خلال تقديم الجائزة.

كلمة الهمص

لم يتمكن الهمص الذي غادر غزة قبل أشهر مع عائلته، من الحضور الى بربينيان لتسلّم جائزته بسبب تأخر إصدار تأشيرة الدخول، لكنه من المفترض أن يزور فرنسا خلال الأسابيع المقبلة، وفق ما أكد المعاون في رئاسة تحرير وكالة فرانس برس ستيفان آرنو الذي تسلّم الجائزة نيابة عنه.

وادي غزة، نوفمبر 2023 (محمود الهمص/ فرانس برس)
وادي غزة، نوفمبر 2023 (محمود الهمص/ فرانس برس)

لم يتوقف محمود الهمص، الذي يعمل في فلسطين منذ 21 عاما، عن توثيق الحرب رغم هول المجازر وجرائم القتل المتعمّدة للصحافيين في القطاع. وقال الهمص "أمضيت طفولتي في غزة. وخلال 23 عاما من التصوير الصحافي، عايشت كل الحروب وكل النزاعات". وأضاف "لكن هذه الحرب مختلفة وغير مسبوقة منذ اليوم الأول". وتابع "واجهت مع زملائي موقفا معقّدا للغاية، من دون أي خطوط حمراء أو حماية لأحد. استُهدفت مكاتب صحافيين يفترض أن يُحيّدوا في زمن الحرب".

وقال الهمص "قُتل العديد من الصحافيين وأصيب آخرون. فقدتُ شخصيا العديد من الأصدقاء والأحباء. ولكننا كافحنا للحفاظ على سلامة عائلاتنا. وعلى الرغم من الخطر الدائم، واصلت تغطية النزاع لأنها رسالتي، الرسالة التي اخترتها عندما اخترت الصحافة كمهنة".

وأضاف الصحافي الذي غادر قطاع غزة مع عائلته في فبراير/ شباط: "حافظت على هدوئي من أجل عائلتي ومن أجل إنجاز مهمتي حتى اللحظة الأخيرة. وآمل أن تنقل الصور التي نلتقطها رسالة الى العالم مفادها أن هذه الحرب والمعاناة الناتجة عنها يجب أن تنتهي".

"عمل استثنائي"  للمصوّر محمود الهمص

قال نائب مدير الأخبار في وكالة فرانس برس إيريك بَرادا، المسؤول عن قسم التصوير: "قام محمود وزملاؤه الصحافيون والمصوّرون في وكالة فرانس برس في قطاع غزة بعمل استثنائي على جميع الأصعدة رغم الظروف التي عاشوها مع عائلاتهم وأحبائهم. إنه عمل مذهل من كل النواحي، ويصعب تصديقه. وستبقى شهاداتهم للتاريخ".

بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، اعتمدت وكالة فرانس برس على الصحافيين العاملين في مكتبها في غزة لتغطية الحرب انطلاقا من القطاع الفلسطيني المحاصر.

نازحون من شمال غزة نحو وسطها، نوفمبر 2023 (محمود الهمص/ فرانس برس)
نازحون من شمال غزة نحو وسطها، نوفمبر 2023 (محمود الهمص/فرانس برس)

في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، تعرض مبنى مكتب الوكالة، الذي كان قد أخلي قبل بضعة أيام، لضربة من المرجح أن مصدرها نيران دبابة إسرائيلية، وفقا لتحقيق أجرته الوكالة وعدد من وسائل الإعلام الدولية.

وتمكّن موظفو الوكالة وأسرهم من مغادرة قطاع غزة بعد أشهر. وتواصل الوكالة تغطية الحرب مع صحافيين فلسطينيين آخرين، بالتنسيق مع مكتب القدس الذي يعمل بلا كلل منذ بداية الحرب.

تخرّج المصور الصحافي محمود الهمص من قسم الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية في غزة. انضم إلى وكالة فرانس برس عام 2003، وغطى الأخبار اليومية في قطاع غزة منذ ذلك الحين. كما قام بمهام صحافية في ليبيا ومصر. غادر محمود الهمص مدينة رفح في فبراير/شباط 2024 مع عائلته، ويعمل منذ ذلك الحين مع فرانس برس في قطر.

وسبق لمحمود الهمص أن فاز بجوائز عدة، منها الجائزة الأولى في فئة "القصة الإخبارية" لتغطيته غزة في الدورة العاشرة لجوائز إسطنبول للصور (التي نظمتها وكالة أنباء الأناضول)، في إبريل/نيسان 2024.

كما نال الجائزة الأولى لمراسلي الحرب في الدورة الخامسة والعشرين من جوائز بايو - كالفادوس عن صورة للمتظاهر الفلسطيني صابر الأشقر وهو يرشق حجارة خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية خلال "مسيرة العودة الكبرى" على طول الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، شرق مدينة غزة، في العام 2018. كما حصلت هذه الصورة على جائزة "فارين" الدولية للصورة في ديسمبر/ كانون الأول 2018.

وهذه هي الجائزة الذهبية الخامسة من مهرجان "فيزا بور ليماج" التي تحصل عليها وكالة فرانس برس.

(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون