الفقراء أكثر عرضة لفيروس كورونا... هذه هي الأسباب
تتعرض المجتمعات الأكثر هشاشة إلى المخاطر نفسها في مختلف دول العالم (Getty)
بحسب دراسة صدرت أخيراً، يقضي الأشخاص الذين يعيشون في أحياء محرومة وأقل ثراء، وقتاً أقل في منازلهم أثناء الإغلاق بسبب فيروس كورونا، ما يعرضهم إلى فرص أكبر للإصابة بالعدوى، وفقاً لدراسة تتبعت بيانات الملايين من مستخدمي الهواتف المحمولة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
تضيف الدراسة، التي نشرت يوم 28 مايو/ أيار الماضي، في دورية Annals of the American Association of Geographers، إلى الأدلة المتزايدة على أن أصحاب الدخل المنخفض هم أقل عرضة للامتثال لطلبات البقاء في المنزل، إما لأنهم ببساطة لا يستطيعون تحمل تكاليفها، أو لأنهم يعملون في مهن لا يمكن العمل فيها من المنزل.
في مارس/ آذار 2020، دخلت العديد من البلدان، بما فيها الولايات المتحدة، في حالة إغلاق جزئي أو كلي، نتج عنها مكوث المواطنين في المنازل لفترات طويلة، كإجراء احترازي، للحد من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد.
وعلى أثر ذلك، جرى إغلاق العديد من الشركات، مع مطالبة الأشخاص بالعمل من المنزل في بعض القطاعات.
وأشار معدو الدراسة إلى أن النتائج مقلقة للغاية بالنظر إلى حقيقة أن الفئات الضعيفة معرضة بالفعل لمخاطر كبيرة جراء الإصابة بعدوى فيروس كورونا
حلل الباحثون بيانات تتبع مجهولة من 45 مليون مستخدم للهواتف المحمولة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. على وجه التحديد، حسب المؤلفون مقدار الوقت الذي قضاه المقيمون في مدن نيويورك ولوس أنجليس وشيكاغو ودالاس وهيوستن وواشنطن العاصمة وميامي وفيلادلفيا وأتلانتا وفينيكس وبوسطن وسان فرانسيسكو في المنزل خلال الفترة ما بين 1 يناير/ كانون الثاني 2020 و31 أغسطس/ آب 2020. ثم قارنوا النتيجة بالمعلومات الديموغرافية التي تم جمعها من خلال مسح المجتمع الأميركي (ACS)، وهو برنامج مسح ديموغرافي أجراه مكتب الإحصاء الأميركي. وكشفت النتائج أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق فيها نسبة أعلى من السكان الأثرياء، وذات مستوى دخل أعلى للأسرة، يميلون إلى قضاء المزيد من الوقت في المنزل، أكثر من الأشخاص الذين يعيشون في المجتمعات الفقيرة. كانت هذه النتيجة صالحة في جميع المدن التي درسها الباحثون. كما أظهرت الدراسة أن التعليم مرتبط بالامتثال للإجراءات الاحترازية، حيث يميل الأشخاص الذين يعيشون في أحياء بها نسبة عالية من طلاب الدراسات العليا إلى قضاء وقت أطول في المنزل. وقال المؤلف الرئيسي للدراسة شياو هوانغ، أستاذ علوم الأرض المساعد في جامعة أركنساس الأميركية، إن الدراسة الجديدة تكشف عن الكلفة الكبيرة للمكوث في المنزل والتغيب عن العمل، والتي لا تستطيع الفئات ذات الدخل المنخفض أن تتحملها. وأضاف هوانغ، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن هذا التفاوت في الدخول يؤدي إلى تفاقم قضايا خطيرة، مثل عدم المساواة الاجتماعية طويلة الأمد المستشرية في الولايات المتحدة، ما قد يتسبب في التعرض غير المتكافئ لفيروس يؤثر بشكل غير متناسب على الفئات الضعيفة من السكان. ووفقا للمشارك الرئيسي في الدراسة، فإن الأمر لا يقتصر على الولايات المتحدة، وإنما تتعرض المجتمعات الأكثر هشاشة إلى المخاطر نفسها في مختلف دول العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة، حيث كشفت البيانات أن أولئك الذين يعيشون في مجتمعات أكثر حرمانا وتنوعا عرقيا معرضون لخطر أكبر بسبب الوباء.
وتظهر البيانات أن أولئك الذين يعيشون في الأحياء الأكثر حرمانا كانوا أكثر عرضة للوفاة بسبب فيروس كورونا بأكثر من الضعف، مقارنة بأولئك الأقل حرمانا. ويعتقد أن أحد أسباب ذلك هو أن العمال أصحاب الدخل المنخفض لديهم عادة وظائف لا يمكن القيام بها من المنزل، ما يعرضهم لخطر أكبر للإصابة بعدوى كورونا.