الفرنسي من أصل لبناني ـ سوري مارك بيطار... بطل العالم في ألعاب الخفة

31 ديسمبر 2022
فاز في في بطولة الاتحاد الدولي لجمعيات ألعاب الخفة (سيباستيان بوزون/فرانس برس)
+ الخط -

يتميز الساحر الفرنسي من أصل لبناني ــ سوري مارك بيطار، المعروف بـ"ماركوبي"، بجرأته وبحسّ الارتجال لديه، ما مكّنه من الفوز أخيراً ببطولة العالم في هذا المجال.

ويُعتبر بيطار البالغ 28 عاماً من أرباب مجاله، أي ألعاب الخفة بورق اللعب (أو الكوتشينة)، مع أنه ليس معروفاً من الجمهور على نطاق واسع، وقد وقف أخيراً على أعلى درجات منصة التتويج في بطولة الاتحاد الدولي لجمعيات ألعاب الخفة (FISM) لسنة 2022.

ويشرح ماركوبي، المتحدر من مدينة ستراسبورغ، أن هذه البطولة "هي بمثابة دورة الألعاب الأولمبية في مجال ألعاب الخفة، وتقام كل ثلاث سنوات، كل مرة في دولة". ويصف الوصول إلى هذا المستوى في مجاله بأنه "إنجاز".

وبات ماركوبي ثاني فرنسي فحسب يفوز بالفئة الأبرز في هذه البطولة منذ انطلاقها عام 1948، بعد جان جاك سانفير عام 1979. وقد وصل مارك بيطار إلى هذا المستوى عبر مسارات غير تقليدية، إذ آثر عدم الانضمام إلى نادٍ، وتعلّم مهارات ألعاب الخفة ميدانياً، في الشارع.

ومع أن قريباً له علّمه الحيَل الأولى عندما كان في الثامنة. لم ينطلق فعلياً في هذا المجال إلا بعد عشر سنوات، عندما حضر عرضاً توضيحياً لألعاب الخفة على الإنترنت، فحاول تقليد ما شاهده بأوراق اللعب التي وجدها في مكتب والديه.

ليالٍ سحرية

ويروي: "بعد شهر من التدريب، قصدتُ محطة القطارات. وأمضيت كل فترة ما بعد الظهر في الخارج، وترددت لساعات، وأخيراً تجرأت ونفذت حيلتي لشخص غريب. صحيح أن أدائي كان متواضعاً، ولكن على هذا النحو كانت البداية". وعاود الكرّة في اليوم التالي، ثم في ما أعقبه، حتى بات مؤهلاً، بعد بضعة أشهر، لتقديم عروضه في الحانات والنوادي الليلية، فكانت له فيها "ليالٍ سحرية"، بحسب وصفه. ويقول: "كنت أمارس ألعاب الخفة في كل مكان ومع الجميع، أكانوا سياحاً في محطة الحافلات، أم عشاقاً يختبئون خلف الباب. وبدأت أزور مدناً أخرى، ومنها ليون ومرسيليا، وأسافر خارج فرنسا".

وأثّر انغماس نجل الطبيبين في نشاطه على تحصيله العلمي في مجال علم الأحياء، إذ يقرّ بأنه لم يكن يولي دراسته "اهتماماً كبيراً"، حتى إنه كان ينفّذ حيله السحرية خلال الحصص التطبيقية "عندما كان المدرّس يدير ظهره"، فرسب ثلاثة فصول دراسية قبل أن ينال شهادته.

لكن الممارسة المكثفة لألعاب الخفة والتفاعلات مع جمهور متغير باستمرار ساهمت تدريجياً في جعل مارك بيطار فناناً في هذا المجال، فاتخذه مهنة له.

ويتذكّر قائلاً: "ذات يوم، أعطاني رجل خمسة يوروهات. لم أصدق ذلك لأنني لم أطلب شيئاً، إذ لم تكن لدي رؤية تجارية للسحر". ثم انتقل إلى مرحلة حيل ألعاب الخفة بالقبعة، وتقديم عروض في حفلات الطلاب أو الشركات. أصبح ماركوبي محترفاً، واختير ضمن منتخب فرنسا لألعاب الخفة.

قوي جداً فنياً

ويقول جان جاك سانفير الذي بات مدرباً للمنتخب الفرنسي: "منذ المرة الأولى التي انضم فيها إلى الفريق، لاحظنا فوراً أنه مختلف جداً، فقد قدم شيئاً لم نكن نراه عادة في ألعاب الخفة. وقد جعلنا نضحك كثيراً أيضاً".

ويضيف: "إنه قوي جداً من الناحية الفنية، مع أنه لا يبدو كذلك. وقد تمكن من فرض أسلوبه الشخصي، وهو أمر صعب في ألعاب الخفة". لكنّ سانفير يعترف بأن تلميذه لا يحظى بعد بالإجماع، إذ "يخالف الكثير من القواعد وهو ما لا يستسيغه إطلاقاً البعض في وسط ألعاب الخفة".

ويؤكد ماركوبي اقتناعه بأسلوبه المخالف للأعراف التقليدية وتوقعات الجمهور. ويقول: "لقد كان ما أقوم به على الدوام متعارضاً مع الصور النمطية. أهوى إحداث تناقضات وبلبلة، وإذا استطعت ذلك بلمسة فكاهة، أفعل".

(فرانس برس)

دلالات
المساهمون